الأربعاء 21 نيسان 2021 10:03 ص |
رمضان: شهر عبادة وإلتزام |
مع إطلالة شهر رمضان المبارك الذي ينتظره المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لينعموا ببركاته متقرّبين من الله تعالى في صلاتهم وقيامهم طوال أيامه المباركة يحرص الجميع، كل حسب قدراته، على فعل الخير ما إستطاع إليه سبيلًا، وعلى تعزيز صلة الأرحام تقرّبا وزلفى من الله العليّ القدير. غير ان فيروس كورونا الذي اجتاحنا خلال رمضان الفائت، وكان في أشدّ حالاته العدوانية إنتشاراً وإصابة، لم يبارحنا بعد، فرمضان يطلّ علينا هذا العام، والفيروس لا يزال مقيماً بيننا، يستهدف في الدرجة الأولى عدم الملتزمين بالإجراءات الاحترازية حيث يجد في أجسامهم ملاذاً له ومنطلقا للفتك بحياة الآخرين. قد يعتقد البعض اننا قطعنا أشواطاً في مقاومة الفيروس، واننا عرفنا بالفعل كيف نتعامل معه, ويذهب بعضنا الى أكثر من ذلك مؤكدين أننا قد تمكّنا منه وانه يمكن أن نعود الى حياتنا الطبيعية بنزع الكمامة والعودة إلى التجمعات، ولكن الحقيقة هي ان هذا الحكم سابق لأوانه ويهدّد بوقوع موجة جديدة من الإصابات، تتسبب بكوارث قد نعجز عن مواجهتها لا سمح الله. اننا نمر في ظروف إستثنائية لم يسبق لنا أن واجهناها على كافة الصعد، والسبيل الوحيد للخروج منها سالمين بإذن الله هو بتضافر الجهود كافة والعمل على الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الطبية والوقائية. ولنا في دول العالم من حولنا والتي تئنّ مجتمعاتها تحت وطأة هذا الداء عِبرة يجب أن نتعلّم منها، اننا في حربٍ ضروس مع عدوٍ لا يرحم ولا يمكن مواجهته إلا بالالتزام بالإجراءات الوقائية المطلوبة، أما أن يسير كل واحد على هواه فعندها ستكون العواقب وخيمه وسيعمّ الضرر والخطر على الجميع. إن تهاون البعض في الالتزام بالتعليمات الوقائية الصحية الصادرة عن الجهات الطبية المختصة يعرّضنا جميعاً للخطر، ولذلك فأننا مدعوون جميعاً للالتزام بالإجراءات التي تحددها الجهات المولجة بمكافحة هذا الداء والإسراع الى تناول اللقاح دون تردد أو تأخير والالتزام المستمر بالتعليمات الوقائية والاحترازية، خاصة من حيث لبس الكمامة واحترام التباعد الاجتماعي وذلك للحد من انتشار هذا الوباء، كما أوصت بذلك المراجع الصحية والطبية صاحبة الاختصاص. ان حماية عناصرالجسم الطبي من أطباء وممرضين هو واجب شرعي والاعتداءات عليهم كما جرى في بعض المناطق هو عمل لا أخلاقي ولا إنساني ولا ديني وهو عمل مستنكر ومرفوض ومُدان فحمايتهم يجب أن تكون في سلّم أولوياتنا جميعا لما يقدّمونه من تضحيات تمنع عنا الأخطار وتحفظ مجتمعنا من هذا الوباء اللعين، ان أسر المستشفيات من أطباء وممرضين وعاملين تقع في خط الدفاع الأمامي لتأمين سلامة المجتمع، أفرادا وجماعات، ومن حقهم علينا بل من واجبنا حمايتهم ودعمهم ومساعدتهم لمواصلة أداء رسالتهم الإنسانية النبيلة والسامية. نحن جميعا جنودا في معركة القضاء على جائحة كورونا، وليكن شهر رمضان إضافة الى انه شهر عبادة وتضرّع إلى الله، شهر الدفاع عن حق الإنسان في الحياة التي وهبها الله له وائتمنه عليها، وان يكون شهر دفع البلاء والوباء، داعين الله ببركة هذا الشهرالكريم أن يديم علينا نعمة الأمن والآمان وأن يخرجنا من هذه المحنة القاسية، انه على كل شيء قدير. المصدر :اللواء |