الأحد 17 تموز 2016 19:17 م

"ابو مجد" اقام قداساً واذن للصلاة وأنشد للوطن في الملعب الروماني في صور


 

نعم إنه ملحم بركات، مجد لبنان الآتي من الزمن الجميل، زمن الرحابنة الذين بدأ معهم مشواره الفني الطويل، ابن كفرشيما بلدة فليمون وهبي وحليم الرومي وعصام رجي، الموسيقار الكبير الذي إستطاع ان يكون الأقوى والأجمل بين ابناء جيله وبين الشباب، شيباً وشباباً كانوا على الموعد امس جاؤا من مختلف المناطقق اللبنانية، فغصت بهم مدرجات الملعب الروماني في صور، رقصاً وطربا وتمايلاً وتفاعلاً مع قديمه المتجدد بحضوره الآسر وبطلته المحببة، وظرافته النادرة، وبقبول جمهوره للطرفات التي مررها، وجديده المتألقة بثباته، فكانت لليلة الأخيرة لمهرجانات صور الدولية قمران:
قمر يطل من السماء فيضيء هياكل الرومان ومئات الأعمدة والنوامس، وقمر يطل من على مسرح الملعب الروماني، يصدح بصوته الشجي العريض كقديس وشيخ ومنشد من خلال الثالوث المقدس عنده الله والوطن للجميع بكل الأديان. كيف لا، فيحق لسفير الأغنية اللبنانية ما لا يحق لغيره، وهو الذي غزا العالم بأغانيه ولم يغني الا بلغة ولهجة بلده .
الكاميرا تعشقه كما يعشقها، يعطيها أجمل اللقطات عندما تقترب منه،وكأنه يغمرها.م وعده الأول معنا ومع جمهوره كان بأغنية موعدنا أرضك يا بلدنا، مهما تغربنا وتعبنا، وكأنها رسالة شكر لمهرجانات صور لأفساح المجال له بلقاء جمهوره المهرجاني بعد طويل غياب عنه، وهو الذي خبره من على هذا المسرح بالذات من قبل.
جاء الى أرض المقاومة وهو المقاوم ليبقى في زمن فوضى الغناء المدمر، والألحان الهابطة واللغات واللهجات المتعددة في السوق الغنائي،  وأرسل عبر هواء صور سلاماً للحبيبة الغائبة  طالباً منه أن يحكي لها عللي جرى بحاله، ولكثرة كذب الحبيب عليه، والعذابات التي لقيها منه، أصبح يعدّ الأيام التي تمشي بدمعة منسية على رمشه، وبالآهات الصاعدة من القلب الى الرأس مروراً بحنجرة ذهبية  .
وكإستفاقة للذات تذكر أن إمرأته حلوة متل البدر ولن يطلقها، وكذلك لن يطلق الغناء ما إستطاع اليه سبيلا.
أما جديده  الذي قدمه لأول مرة من على مسرح التاريخ في صور، انا حبيبك، انا ليلك، أنا شمسك، للمؤلف العبقري الشاعر نزار فرنسيس رفيق مشواره الفني منذ اثنين وعشرين عاما  الذي لم يغني ويلحن لأحد غيره فقد أهداه أم باسل، رئيسة مهرجانات صور الدولية عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رنده عاصي بري، كعربون محبة وتقدير لها ولجهودها الجابرة في المساهمة بنشر الثقافة الفنية من خلال مهرجانات صور.
ابو مجد  طلب من الجمهور الصراخ والتصفيق عاليا ليصل الصوت الى ابو مصطفى في عين التينة لأنه خبر الرئيس نبيه بري الداعي الى الوحدة وعدم التفرقة والرافض للتشرذم، فإستجاب  لدعوته بقداس بيزنطي وأذان الصلاة وبنشيد كلنا للوطن فلبى الجمهور النداء فصفق ووقف طويلاً تحية له والعلم اللبناني الذي رفرف في سماء صور عبر الشاشات العملاقة فيه وعبر الأنترنت التي تولت بث هذه الليلة الى كل ارجاء العالم حيث ينتشر اللبنانيون، ليستمتعوا بليلة من أجمل ليالي المهرجانات التي ودعنا  بها بقدمه (على بابي واقف قمرين) واحد بالسما التي اخذنا اليها بصوته الواصل الى السماء،  والثاني بقربنا على الأرض، وبنا مليون سنة ليتكرر موسيقار مبدع يأتي على هذه الأرض.

واقفلت مهرجانات صور لتعود في السنة المقبلة كما وعدت السيدة بري والتي كشفت أن التحضيرات لها ستبدأ في أيلول المقبل، نظراً للنجاح والقبول التي تميزت به على الرغم من قصر المدة الزمنية للتحضير، فلجنة المهرجانات قررت في أيار الفائت إعادة إحيائها بعد انقطاع دام لخمس سنوات.

المصدر : جنوبيات