في ظل الصراع المحتدم داخل التيار الوطني الحر، وفي وقت يشهد حركة اقالات في صفوف القياديين، يختار العميد المتقاعد شامل روكز العمل بعيدا عن ضجيج احاديث الصالونات الحزبية ولو انه في جوهرها، فتجده تارة يتفقد قرى الاطراف بعيدا عن الاضواء، وطورا في منازل احد الاصدقاء في “جمعة” تطغى عليها الهموم الوطنية.
قبل ايام وفي زحمة الصراع بين الاجنحة اختار العميد روكز النأي بنفسه والجلوس على مرتفعات فقرا مع رفاق السلاح. بعض العمداء المتقاعدين كانوا على طاولة روكز حيث طغت على الجلسة كل الهواجس لا سيما الارهابية مستفسرا من بعضهم عن حال القرى المنتشرة على الحدود وعوامل الصمود التي من الممكن المواجهة من خلالها في حال جرت اية محاولة كما حصل في القاع.
روكز المدرك لقواعد الميدان الحربي، بدا حذرا من ان تلجأ العناصر الارهابية الى اعتماد اساليب جديدة يكون لها تداعيات على المستوى الوطني لا نستطيع تحملها، فناقش بعض الافكار التي من الممكن ان تساعد الجيش اللبناني وتسهل مهامته في القرى والعمل ايضا على تدريب عناصر تكون جاهزة قتاليا في اي معركة.
الحديث في السياسة جاء في اطاره العام وكانت جولة تقييم حول الوضع الرئاسي وحظوظ العماد ميشال عون التي تكبر برأي روكز، لافتا الى ان المعارك التي تخاض في سوريا سيكون لها اثر كبير على التفاهم الروسي الاميركي والذي سينعكس على الساحات العربية.
يُفضل روكز الابتعاد عن ما يجري في التيار الوطني الحر ويؤكد ان مبدأ تدوير الزوايا يجب ان يعتمد في المرحلة المقبلة نظرا للتباينات الحاصلة خصوصا بين القيادات، ولا يُخفي بعض التخوف من ان تسلك بعض التباينات انقسامات جدية في التيار، مشددا في الوقت عينه على انه يقف محايدا في الصراع وهو للغاية اختار ان يكون في مكتبه في النقاش بعيدا عن ما يجري وفي الوقت عينه يلعب دورا ايجابيا في تقريب وجهات النظر بين الاطراف لتمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة.
- جانين ملاح