يجذب مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الأنظار هذه الايام بعد تزايد الحضور الاسلامي المتشدد في عدد من أحيائه، وسط تحذيرات أمنية لبنانية من تحوله الى نهر بارد جديد.
قبل أسبوع زار وفد من الفصائل الفلسطينية المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وبحث معه في أوضاع مخيم عين الحلوة، وسط مخاوف من تفلت الاوضاع فيه، خصوصاً مع تنامي التيارات الاسلامية المتشددة داخله وتحوله الى ملجأ للارهابيين الفارين من العدالة، وعلى رأسهم فضل شاكر وشادي المولوي وغيرهما.
وأكدت معلومات لـ"النهار" أن ابرهيم حذر الفصائل من خطورة الأوضاع داخل المخيم، ووصفها ببرميل بارود قد ينفجر في أي لحظة، ما لم تسارع الفصائل الى احتواء الأمر. وبحسب مصدر مشارك في الاجتماع، ان المدير العام للامن العام شبه المخيم بمخيم نهر البارد قبل اتساع نفوذ "فتح الاسلام" وسيطرتها عليه، الى أن اندلعت المعارك مع الجيش اللبناني الذي دفع عشرات الشهداء والجرحى لإنهاء ظاهرة "فتح الاسلام".
"داعش يتمدد في عين الحلوة"
لا شك في أن البيئة داخل عين الحلوة، وخصوصاً في احياء الطوارئ والصفصاف والشارع التحتاني، باتت تحت سيطرة الاسلاميين المتشددين المناهضين للفصائل الفلسطينية وعلى رأسها "فتح" والقوى العلمانية. وأفادت التنظيمات المتشددة من الدعم المالي الخارجي لتعيد تنظيم صفوفها وتعمل على إرسال المجندين الى سوريا والعراق لقتال الجيشين السوري والعراقي. ويؤكد مصدر أمني أن التنظيمات الإرهابية كانت تعول على أحمد الاسير الذي كان بمثابة "امير داعش" في لبنان، وكان الاكثر استعداداً لمواجهة "حزب الله"، وبرهن عن ذلك عبر قطع طريق الجنوب الى بيروت في صيدا أكثر من مرة. وقد أفاد من تواصله مع قيادة "داعش" لمواجهة الجيش في صيف 2013، قبل أن يتخذ قرار تصفية مجموعته وفرار معاونه فضل شاكر الى داخل المخيم، ثم توقيفه في المطار في آب الفائت.
ويضيف المصدر ان الاسير قدم خدمات لـ"داعش"، منها تجنيده انتحاريين لتنفيذ هجمات ارهابية في أكثر من منطقة لبنانية، وكانت هذه الخدمات مقدمة لتنصيبه "اميراً" للتنظيم في لبنان، خصوصاً ان انصاره توزعوا على اكثر من منطقة في الشمال والبقاع، إضافة الى بعض أحياء بيروت.
أما عن الأوضاع الراهنة داخل المخيم، فيقول المصدر الأمني: "هناك تعاون مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومع سفارة فلسطين، إضافة الى تعاون لبعض الحركات الاسلامية المعتدلة، ولكن الصعوبة تكمن في تراجع حضور هذه الفصائل واقتصاره على البراكسات والشارع الفوقاني، عدا عن أن التنظيمات المتشددة تلعب على وتر العداء لبعض الاحزاب اللبنانية المتحالفة مع دمشق، وتفيد الى حد كبير من الشحن الطائفي والمذهبي في بيئة مهمشة اصلاً، وسط تراجع الخدمات الاممية لاهالي المخيم واستقباله مئات النازحين السوريين وخصوصاً من مخيم اليرموك السوري، ومعظم هؤلاء من المناهضين لدمشق".
أما الاخطر في الامر فيكمن في امكان استخدام "داعش" وغيره من التنظيمات الارهابية المخيم كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق لبنانية عدة، إضافة الى نيته استهداف الجيش الذي يزيد درجة يقظته في هذه الفترة، وسط تعاون غير مسبوق بين الاجهزة الامنية لإحباط أي عمل إرهابي.