الأربعاء 12 أيار 2021 14:14 م |
حرب داخل كيان الإرهاب |
* غازي العريضي*
آخر أخبار فلسطين. في الوقائع: - قصف عسقلان وإيلات وإصابة خط أنابيب النفط بينهما، واشتعال حرائق في مجمع نفط كبير واحتراق مركز برزيلاي الطبي في عسقلان. - قصف أسدود وهرب وزير الدفاع بني غانتس الى ملجأ آمن. - قصف مستوطنة هولون. وتوجيه ضربة ل تل أبيب هي الأكبر في تاريخ اسرائيل. - مواجهات في اللّد ورئيس بلديتها يعلن: فقدنا السيطرة كلياً على المدينة، والشوارع تشهد حرباً أهلية بين العرب واليهود. ونتانياهو وغانتس يستدعيان حرس الحدود وقوات أمنية لحماية المستوطنين ولم ينجحا.فتم إخلاء عشرات العائلات اليهودية من منازلها!! لأول مرة منذ عام 66 تشهد المدينة هذه الحالة. - مواجهات في عكا وإضرام النار في مطاعم، وفي نقطة للشرطة، وكنيس يهودي، وسيارات مستوطنين، واشتباكات عنيفة في الرملة وحيفا ويافا وشفاعمرو وأم الفحم والناصرة وغيرها من القرى والبلدات داخل الأراضي المحتلة عند عرب ال 48. - قصف بئر السبع والنقب وجوش دان والساحل وهشارون. صفارات الإنذار تدوّي في كل مكان. والحرائق والرعب في كل مكان لدى المستوطنين الإرهابيين. والضياع لدى القيادة. نعم ضياع لدى القيادة التي برّرت عدم قدرة بطاريات " الباتريوت " " القبة الحديدية " على تعقّب الصواريخ ب الخلل الفني الذي لا يزال مستمراً حتى كتابة هذه السطور حيث لا تزال الصواريخ الفلسطينية تتساقط على المواقع الاسرائيلية في الأراضي المحتلة. أما " القبة الاسرائيلية " فهي مثقوبة!! - المواجهات في الشيخ جراّح في القدس مستمرة بروح فلسطينية عالية. وابناء الأقصى يرفعون العلم الفلسطيني فوق قبّته. وينزعون في عدد من المدن التي تشهد مواجهات العلم الاسرائيلي ويرفعون مكانه أيضاً علم بلادهم وأرضهم وكرامتهم وانتمائهم ووطنيتهم وعروبتهم، فلسطين!! في القراءة والأسئلة: - ثمة قواعد لعبة جديدة فرضها الفلسطينيون بدءاً من القدس والمسجد الأقصى والشيخ جراّح. قبل أن تدخل على خطها " حماس" "والجهاد"، وكل المقاومين، اسرائيل كانت تجري مناورة هي الأكبر في تاريخها. تركتها. علّقتها. استنفرت كل قواها لمواجهة التحدي الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة وخارجها. هي في حرب حقيقية وليست في مناورة. " إنجازها " الوحيد تدمير أبراج سكنية، لكن كيـــانها يهتّـز من الداخل. برجها السياسي الامني العسكري مهدد. اسرائيل كانت تريد إخلاء الفلسطينيين من عدد من المنازل في حي " الشيخ جراّح "، فإذا بها تخلي المستوطنين في المدن والقرى الى الملاجئ. وتفقد السيطرة عليها. وتخلي قادتها الى الملاجئ. وهم يتبادلون الاتهامات في تحمّل المسؤوليات. اسرائيل ومنذ نشوئها كيان إرهاب واغتصاب تواجه وللمرة الأولى هذه الحرب الحقيقية داخل بلدات عرب 48. صدمت. فوجئت بالهبّة الفلسطينية. بقوتها. شموليتها. صلابتها. إندفاعتها. قدرتها. تأثيرها. هي في صدمة وورطة حقيقيتين. كانت تتوهّم أنها أخضعت وللأبد الإرادة الفلسطينية، وأحكمت سيطرتها حيث هي تريد التوسّع أكثر وطرد الفلسطينيين من أرضهم. توهمت أنها باتفاقات مع عرب تغطي أعمالها هذه فإذا بالهبّة الفلسطينية الصادمة تفضحها. تفضح جيشها وقدراته. وقبته. وأسلحته. وجبن عسكره وجنوده ومستوطنيها. حامل " سيف القدس " أمضى من " حارس الأسوار ". غلاف غزة والقرى الفلسطينية أقوى وأصلب وأمتن من أسوار اسرائيل. غلاف غزة: اهلها. شهداؤها. صيّادوها. فقراؤها. مساحتها. كثافتها السكانية الأعلى في العالم.أبطالها. مقاوموها.أسراها. أحرارها. إرادتها. حقها. كرامتها. عزتها. وهذا جزء من غلاف فلسطين. هذه حمايتها. شعب واحد. مشاعر واحدة. ضمائر واحدة. سواعد واحدة. حناجر واحدة. التزام واحد: فلسطين لنا. فلسطين حرة. لن تنجح اسرائيل في التمييز بين ابناء الشعب الواحد في هروبها الى الفصل بين الضفة وغزة، أو في تحميل حماس المسؤولية. هنا يطرح السؤال التالي: هل صحيح أن حماس هي وراء كل شيئ؟؟ ألم تبدأ القصة في حي الشيخ جراّح الذي استنكر ممارسات اسرائيل فيه الأوروبيون وعدد كبير من دول العالم وعبّرت أميركا عن قلقها منها وكذلك الأمم المتحدة؟؟ وإذا كانت " حماس " هي السبب فهل الهبّة في القدس وفي قرى ال 48 تقف وراءها حماس؟؟هذا بحد ذاته يطرح سؤالاً على قادة الإرهاب. ماذا يعني ذلك؟؟ يعني حماس في كل الأراضي المحتلة. في قلب دولة إرهابكم. وإذا كنتم تتهمون إيران بدعمها، يعني أن إيران هي في قلب مجتمعكم الأمني الإرهابي ، فماذا ستفعلون؟؟ ما هو مصير " دولة إغتصابكم وإرهابكم " ولا شك في أن إحدى الخلاصات المهمة لما جرى هو هذا السؤال الذي سيفرض نفسه على الاسرائيليين الذين ما كانوا يتوقعون هذا المشهد وهذه الحالة منذ عام 48. واليوم أصبح أمراً مؤرقاً ومقلقاً ويتعلق بالمستقبل؟؟ حرب داخل كيان الإرهاب وليس على تخومه او على مقربة من غلاف غزة فقط!! إنها قصة مصير بالنسبة لاسرائيل نفسها فرضها الفلسطيني. الطفل. الكبير. الصغير. الشـاب. الشـــيب. النســـاء. الأبطال. المجاهدون. ذوو الإرادات الحرة الصلبة القوية. ولا عودة الى الوراء. فإما هروب اسرائيل الى الأمام وهذا سقوط في النهاية. وإما حل عادل لقضية فلسطين وشعبها لا مفر منه. هذه هي الحقيقة أمامنا. وما يجري اليوم هو بداية. وحالة تأسيسية لمرحلة جديدة من الصراع مع الكيان العدو في داخله. في قلب مؤسساته!! أما العرب، الذين يتقرر مصيرهم في فلسطين وقد تركوها فهذه فرصة لهم. قلنا ونكرّر: كل ما يجري في المنطقة سببه الأساس اسرائيل ودعم أميركا لاحتلالها واغتصابها، وهدفه فلسطين، وعندما يتحقق هذا الهدف لن يبقى عرب وعروبة. لكنه لن يتحقق. وليسأل المطبّعون أنفسهم: إذا كانت اسرائيل غير قادرة على ضمان استقرارها واستثمارها فكيف ستضمن استقرارهم واستثمارهم عندها ومعها؟؟ يكفي أن نرى المرأة الفلسطينية في الضفة تطل على شاشات التلفزة لتقول: كانت غولدا مائير تقول دائماً: لقد قتلنا الكبار ورحلوا. وما بقي من الصغار سينسى. " سنقيم دولة اسرائيل حيث نريد. هذه الأرض لنا "!! اليوم يثبت الكبار الشهداء واللاجئون الأحياء أنهم زرعوا في الصغار روح الكرامة والعزة والانتفاضة والإيمان بالحق والأرض والعرض والمقدسات. كبر الصغار وها هم يفعلون ما يفعلون بمن تركتهم مائير وغيرها. لم ينسوا. لن ينسوا. ومن يأتي بعدهم لن ينسى. هذه مدرسة فلسطين.
*وزير ونائب سابق
المصدر :جنوبيات |