الجمعة 14 أيار 2021 11:19 ص

حقيقة مؤلمة: هذا ما بات يطلبه مواطنون من بائعي الدجاج


* سينتيا سركيس

طعمات كثيرة نسيها اللبنانيون في الفترة الأخيرة، منذ بدأ القطار بالنزول بهم إلى الأسفل.. ذلك الأسفل المقيت الذي يبدو، وبمعيّة مسؤولينا، أن لا مفرّ منه.

طعمات كثيرة وأطباق كثيرة ستغيب عن موائدنا بفعل الارتفاع الجنوني للأسعار، واقتراب رفع الدعم الذي بدأت تباشيره تلوح في الأفق.

سنستغني مرغمين عن السلمون، والكافيار، والكثير من الاجبان التي بات شراؤها يحتاج أكثر من رفاهية… ولكن، هل تتخيّلون أن يصبح شراء الدجاج، الذي كان في الماضي طعام الفقراء، كماليات لا بل ترفا؟

يروي صاحب أحد الممالش ن الطلب على الدجاج تراجع بنسبة كبيرة في الآونة الأخيرة، وسط الفوضى العارمة بين المدعوم وغير المدعوم في قطاع الدواجن. فالتحويلات في المصرف المركزي متوقفة منذ أكثر من شهر، ما دفع بالكثير من التجار إلى دفع المال لتخليص بضائعهم وعدم انتظار أموال "المركزي" وبالتالي تسلّم المزارعون الأعلاف بسعر غير مدعوم، الامر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار منتجاتهم بعد حوالى الأسبوعين، وسط حديث عن إمكان أن يصل سعر كرتونة البيض إلى 40 ألفا.


كما كشف عن ظاهرة جديدة بدأ يلمسها في الايام الأخيرة، وهي تشكّل انعكاسا للوضع القاتم الذي ترزح تحته عائلات كثيرة، حيث أنه في العادة كان يبيع وبسعر زهيد للغاية كميات كبيرة من رقاب الدجاج إلى مالكي الكلاب، حيث أنها بغالبيتها مكونة من العظام، ولا يستهلكها الإنسان، إلا ان ما يحصل أخيرا، هو أن العديد من المواطنين باتوا يطلبون رقاب الدجاج للاستهلاك الشخصي، بما انها شبه مجانية.

نعم، صدّقوا أو لا تصدّقوا، بيننا مواطنون باتوا عاجزين حتى عن تناول الدجاج فإذ بهم يبحثون بين الفضلات أو عن ما تيسّر للتعويض عن نكهة باتوا يفتقدونها.

هي الحال التي وصلها كثيرون نتيجة الفقر الذي يكويهم بصمت، فباتوا يبحثون عن نكهة الدجاج بين فتات طعام الكلاب… هي للأسف، نتيجة بشعة ولكن حتمية لشعب محكوم، مرغما، من قبل آكلي رقاب الدجاج.

المصدر :جنوبيات