الأربعاء 19 أيار 2021 20:21 م

رئيس تحرير هآرتس: هذه أفشل وأحمق عملية عسكرية تشن على غزة


* جنوبيات

من الأفضل لنتنياهو الآن في مواجهة هذه الإنجازات المتواضعة، أن يعطي لبايدن فرصة لتحقيق إنجاز -ولو كان صغيرا- من خلال الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري الذي كان الرئيس الأميركي يسعى إليه

وصف رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" (Haaretz) الإسرائيلية العملية العسكرية الحالية في غزة بأنها أفشل وأحمق حرب تشنها إسرائيل قياسا على حرب لبنان الثانية وحروب غزة السابقة.

وشدد ألوف بن، في تحليل له، على أن ما حصل "فشل عسكري ودبلوماسي خطير كشف الإخفاقات العسكرية الكبيرة في استعدادات الجيش الإسرائيلي وأدائه والتخبط السياسي لقيادة حكومة مشوشة وعاجزة".

وطالب الكاتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعطاء الأوامر بالوقف الفوري لهذه الحرب بدلاً من "تضييع الوقت في جهد لا طائل منه بحثا عن صورة انتصار وهمي، رغم ما يسببه ذلك من موت ودمار في غزة وتعريض أرواح للخطر في إسرائيل".

ولو كنا في عالم أفضل، يضيف الكاتب، لكان من المناسب حث نتنياهو على إصدار أمر بتنظيف شامل للبيت الداخلي للجيش الإسرائيلي، غير أن "المتهم الجنائي نتنياهو، الذي يكافح للاحتفاظ بمسكنه الرسمي في شارع بلفور بالقدس، (في إشارة لرئاسة الوزراء) ليست لديه السلطة ولا القوة السياسية لقيادة مثل هذا التغيير المطلوب"، على حد تعبير الكاتب

وحدد ألوف بن، 5 مظاهر لأهم الإخفاقات التي تم الكشف عنها حتى الآن في الاستعدادات للحرب وسيرها:

أولا، تركيز إسرائيل اهتمامها عسكريا خلال العقد الماضي على الشمال والصراع مع إيران. واعتبارها غزة جبهة ثانوية يمكن التعامل معها من خلال الإجراءات الاقتصادية، بينما اقتصر النظر إلى حماس بوصفها جارا سيئا، لكنه جار ضعيف ومعزول، وظلت القضية الوحيدة التي تهم الرأي العام الإسرائيلي في غزة هي النقاش الدوري حول عودة الأسرى الإسرائيليين وجثث الجنود. ولم يحذر أي مسؤول استخباراتي، حسب ما هو معروف على الأقل، من أن حماس يمكنها بجهد بسيط أن تفلت من القفص الذي وضعتها إسرائيل فيه وتتبوأ صدارة النضال الفلسطيني من أجل الأقصى، ناهيك عن نجاحها في توسيع الصدع بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.
ثانيا، وبسبب الفشل الاستخباراتي في تقدير نوايا حماس وقدراتها، مما يعد فشلا استخباراتيا تكتيكيا، اتضح أن الجيش الإسرائيلي لم تكن لديه أي فكرة عن كيفية شل قدرات حماس وتحييدها، ولو افترضنا جدلا مقتل 100 أو 200 أو حتى 300 مقاتل في الحرب الحالية، فلن يسقط ذلك حكم حماس ولا أنظمة قيادتها ولن يشل قدرتها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
ثالثا، لقد ألحقت حماس ضررا بليغا بنسيج الحياة في تل أبيب والجنوب ولا يبدو أن الجيش قادر على إيقاف ذلك بعد أسبوع ونصف الأسبوع من إطلاق النار.
رابعا، لم تضطلع القوات البرية الإسرائيلية إلا بدور هامشي تمثل في محاولة خداع العدو وإرباكه ودفعه للنزول إلى الأنفاق على أمل محاصرته من خلال الضربات الجوية، وهو ما يبدو أنه لم ينجح، إذ لم تكن أعداد كبيرة من مقاتلي حماس داخل الأنفاق التي تم قصفها.
تشغيل الفيديو
خامسا، أورد الكاتب تحذير الميجر جنرال (احتياط) يتسحاق بريك، أشد منتقدي ضباط الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، الذي حذر من أن الحرب المقبلة ستكون في الجبهة الداخلية، وأن إسرائيل قد لا تجد طريقة للرد على هجمات بآلاف الصواريخ وأن قواتها البرية غير قادرة على القتال، مشيرا إلى أنه كان آنذاك يتحدث عن الحرب مع حزب الله، وها هي حماس التي تمتلك قدرات متواضعة مقارنة بحزب الله تصدق تنبؤات ذلك القائد، وفقا للكاتب.
وختم الكاتب تحليله المطول بقوله إن من الأفضل لنتنياهو الآن في مواجهة هذه الإنجازات المتواضعة، أن يعطي لبايدن فرصة لتحقيق إنجاز -ولو كان صغيرا- من خلال الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري الذي كان الرئيس الأميركي يسعى إليه.

المصدر :وكالات