أكثر من وجهة يحتملها تسليم اثنين من مناصري الشيخ أحمد الاسير الفارين الى حي الطوارئ في تعمير عين الحلوة هما بهاء البرناوي ومحمود القاروط نفسيهما الى مخابرات الجيش اللبناني، خصوصاً اذا ما أضيف الى هذا التطور خطوات بالاتجاه نفسه اذا تمت تكون بمثابة انهاء لما يسمى ملف مطلوبي أحداث عبرا من مناصري الاسير الذين كانوا فروا الى مخيم عين الحلوة وحي الطوارئ ابان تلك الأحداث في حزيران من العام 2013 وبعدها، وألقي القبض على بعضهم أثناء محاولتهم الخروج من المنطقة، ومنهم من سلم نفسه طواعية أو تمكن من المغادرة خارج لبنان.
وبحسب مصادر مطلعة فان من بقوا في الطوارئ والمخيم وتحديداً حي حطين والمنشية لا يزيد عددهم الفعلي على 20 شخصاً بين لبنانيين وفلسطينيين، يقيمون في أحياء خاضعة لسيطرة بعض المجموعات الاسلامية المسلحة، وبعضهم اتخذ له مصلحة او عملاً دائماً هناك.
اما الوجهة الثانية التي يمكن أن تقرأ من هذه التطورات وفق المصادر نفسها – فهي أن يكون ما يجري مقدمة لفكفكة مزيد من ألغام التفجير من منطقتي التعمير والمخيم وتخفيف العبء الأمني على الأخير باعتبار أن تسليم هؤلاء أنفسهم سيعني بطبيعة الحال تقليص أسباب التوتر وفتح الطريق امام سحب المزيد من فتائل التفجير المتبقية!.
وعلمت «المستقبل» أن مساعي واتصالات بذلت على أكثر من مستوى وصعيد لبناني وفلسطيني من أجل اقناع بعض مناصري الأسير في التعمير والمخيم بتسليم أنفسهم خصوصاً من يتبين أنهم مطلوبون في قضايا أمنية عادية، وأن عالم دين فلسطينياً يتولى هذه المهمة داخل المخيم والتعمير بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، وأن بعض من تواصل معهم وصل فعلاً الى اتخاذ قرار فعلي بتسليم نفسه ومن بينهم شقيق فضل شاكر أبو العبد شمندور الذي كان أعلن مؤخراً صراحة في رسالة وجهها عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي نيته تسليم نفسه الى مخابرات الجيش. وعلم في السياق نفسه أن شمندور انتقل فعلاً من منطقة الطوارئ الى داخل المخيم تمهيداً لتسليم نفسه.
وأفيد أن قسماً من مناصري الأسير المتوارين في المخيم والطوارئ لم ترد أسماؤهم مسبقاً كمطلوبين في أحداث عبرا، لكنهم خائفون من تسليم أنفسهم ويتم العمل على اقناعهم. ولم تستبعد المصادر المتابعة لهذا الملف أن تكر سبحة من سيقومون بتسليم أنفسهم لتشمل المزيد منهم .