السبت 12 حزيران 2021 15:48 م |
لعنــات تلاحقهم |
* غازي العريضي* عندما : - يسيطر الحقد على الذكاء يكون السقوط والبلاء والخسارات والمناحات والبكاء. - يسيطر على مراكز القرار في البلاد أولاد وتسود الأحقاد ويكون الصغار في مواقع القرار والكبار، وتكون قراراتهم وحساباتهم صغيرة في مواجهة الأزمات الكبيرة. - تسيطر الشهوة، تبدّد الثروة ويكون الإفلاس ويسقط الأساس. - يكون الارتجال والانفعال سيد الأقوال والأفعال. - تقع المقامات في مواقع القرار تكون علامات الانهيار. - يكون اختصاصيو نبش القبور، هم أولياء الأمور، وورثة مشاريع الانتحار. يندفعون بكل افتخار بالسياسات ذاتها والأفكار، يتقاتلون مع كل المشارب، ولا يتعلمون من التجارب، يرون كل الدمار والانهيار ولا يقيمون لشيئ أي اعتبار. - يقع الخيار على الغباء، يقع القرار ويعمّ الوباء، ومن حاجتنا الى رجال نسمي "الديك أبو قاسم " ونكتشف أن ليس فيـــه من الديك إلا الــزهو ب اللهو والصياح وفي " عُرفه " كل شيئ مباح!! - " يزمّ " التهيب يعمّ التسيّب. - تكون الرسالة القضاء على العدالة والميزان يكون قضاء على الرسالة ودور لبنان. - لا تكون شورى أو يكون تخبط في مجلس الشورى يكون غضب وشغب وفورة. - يكون تهريب مخدرات واجتماعات وقرارات وتحذيرات وبهورات والمهربون أحرار بارعون في ابتكار الأفكار والهاربون من تنفيذ القرار يخفون الأسرار ويسهّلون عمل التجار. - لا يكون سقف للدولار وارتفاع الأسعار. - نسمع ونرى القرارات السوداء والخطابات السوداء والمصطلحات السوداء والعقد الكأداء تأتي من الغرف السوداء. نكون في السوق السوداء، داء ولا دواء، رياء ولا حياء أو رجاء، عتمة تامة ونقمة عامة، لا ضمان ولا أمان. - تكسر قرارات المجلس الدستوري وتتخذ قرارات الاستثناءات بتمويل مؤسسة كهرباء لبنان وتمدّ اليد الى الاحتياطي الالزامي في المصرف المركزي، فيكون تهديد جديد للودائع، ثم تأتي الاستنسابات عبر مد اليد لتأمين أوجيرو وضمان استمرار الانترنت حرصاً على سير عمل المؤسسات!! ولاحقاً للمحروقات التي نرى الاحتفالات أمام المحطات لاستقبال الناقلات، وطوابير السيارات تقطع الطرقات والشلل في الإدارات، والمشاكل بين الناس على صفيحة بنزين، وإضرابات السائقين والموظفين. - نرى حواجز حديدية أمام مداخل الطوارئ في المستشفيات وفقدان أدوية ومعدات ومستلزمات طبية لغرف العمليات. وإضراب أطباء، وإقفال صيدليات ومختبرات وتوفير حمايات ذاتية للعيادات. الناس يموتون في بيوتهم أو في الشوارع لأن لا رعاية لهم. ويقولون : " يا محلى وباء " الكورونا " الذي وجدوا له حل رغم الخسارات البشرية الكبيرة. لكننا في لبنان نموت من وباء سياسي خطير. وبــاء سياسيين بلا دم. بلا إحساس. بلا قلوب. بلا أمانة وضمير وباء دمّر كل شيئ "!! - نسمع مرضى الكلى يتمنون وفاتهم دون ألم لأن لا إمكانية لاستمرار عمليات الغسيل والأطباء يتحدثون عن إعادتهم وإعادتنا الى أيام العصر الحجري. وتركهم يموتون سريرياً لأنهم عاجزون عن فعل شيئ. هذا لبنان المنارة. مستشفى الشرق ونخب الأطباء وامتياز المستشفيات في ذكرى مئويته الأولى!! - يشعر أولياء الأمور بالقلق اليومي على حياة عائلاتهم لاسيما في التحضير للموسم الدراسي الجديد. لم يعد ثمة قدرة على تعليم الأبناء. مشكلة أقساط. ورواتب معلمين وكلفة تعليم في المدارس والجامعات حتى الرسمية منها!! - نرى مسؤولين يتحدثون عن مواد غذائية مدعومة محفوظة في مستودعات لبيعها في الأسواق مع ارتفاع الأسعار ولا نرى إجراءات. - نسمع الرئيس الفرنسي ماكرون يتحدث عن " إدارة دولية مالية " لحاجات لبنان وضمان استمرار الضرورات!! لأن الثقة سقطت بمعظم رموز الدولة والمؤسسات!! عندما يكون هذا واقعنا وأمامنا عجز استثنائي عن تشكيل حكومة. المعنيون الموصوفون يتقاذفون المسؤوليات والاتهامات ويقدّمون التبريرات غير المقنعة والتي لا توازي شيئاً من قلق اللبنانيين الذين يستفزونهم بالحديث عن الصلاحيات، سنكون بالتأكيد أمام أبشع مشهد من الممارسات والمذلات والإهانات للسياسة وللوطن وللمواطنين..
المتقاتلون اليوم، شركاء الأمس، استباحوا كل شيئ. تقاسموا كل شيئ في محاصصة لم نشهد لها مثيلاً. لم يكن في بالهم دستور وطائف وصلاحيات وقوانين. اليوم يستنفرون العصبيات المذهبية والطائفية تحت عناوين منع السطو على الصلاحيات والمسؤوليات والمؤسسات ويقيمون القيامات ولا يقعدونها إذا نقل موظف من مكان الى آخر وهم نقلوا البلد من مكان الى آخر خطير بل الى الآخرة!!
*وزير ونائب سابق
المصدر :جنوبيات |