الأربعاء 16 حزيران 2021 21:27 م |
قمة "بناءة "بين بايدن وبوتين تثمر عودة السفيرين واستئناف محادثات الحدّ من التسلّح |
* جنوبيات اتفق الرئيس الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في أول قمة "براغماتية" بينهما اليوم الأربعاء في جنيف على استئناف محادثات الحد من التسلح النووي وعودة سفيري البلدين إلى واشنطن وموسكو بعد سحبهما في وقت سابق هذا العام عقب تزايد التوتر بين البلدين. وأفاد مسؤول أميركي أن الاجتماع الموسع انتهى بعد جلسة واحدة، حيث كان مقررا عقد جلسة إضافية للوفدين المرافقين فقط. وأضاف المسؤول أن القمة انتهت "بعد ثلاث ساعات و21 دقيقة من المحادثات". وكان بوتين الأول يتحدث في مؤتمر صحافي عن أجواء القمة ، واصفاً اياها بأنها كانت بناءة وناجحة تماماً. اضاف إن موسكو وواشنطن ستبدآن مناقشات حول تعديلات محتملة في معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية التي مُددت في الآونة الأخيرة، مضيفا أن الدولتين مسؤولتان عن الاستقرار النووي الاستراتيجي.
ودافع بوتين عن الحكم بالسجن لنافالني وتجنب الأسئلة المتكررة حول إساءة معاملة قادة المعارضة الروسية من خلال تسليط الضوء على الاضطرابات الداخلية الأميركية، بما في ذلك احتجاجات "حركة السود مهمة" وتمرد 6 كانون الثاني (يناير) في الكابيتول. إلى ذلك، اتهم واشنطن ضمنا بتنفيذ عمليات قتل في مناطق عدة في العالم. وأشار إلى أن واشنطن أعلنت عن دعم تنظيمات سياسية معارضة في روسيا، لافتا إلى أن الولايات المتحدة صنفت روسيا دولة عدوة. و كان الرئيسان تصافحا أمام عدسات الصحافيين، مع بدء أول قمة بينهما. وتماشياً مع شخصيته المحبذة للتواصل، استدار الرئيس الأميركي صوب نظيره الروسي أولاً ومد له يده. صافحه بوتين لبرهة ثم دخلا الى قصر لاغرانج العائد إلى القرن الثامن عشر والذي استضاف القمة. وفي كلمات قليلة أمام الصحافيين قبل بدء القمة، قال الرئيس الروس"آمل في أن يكون لقاؤنا مثمراً"، وشكر بايدن لأنه بادر إلى عقد اللقاء. من جهته أكد بايدن على "أهمية اللقاء المباشر دائماً". وخلال جلسة التقاط الصور في غرفة مليئة بالكتب، وشهدت فوضى بسبب تزاحم الصحافيين، بدا أن كلا الرجلين يتجنب النظر مباشرة إلى الآخر.
وعندما سأل أحد المراسلين بايدن عما إذا كان يمكن الوثوق ببوتين، هزّ برأسه، لكن البيت الأبيض سارع الى التغريد بأن الرئيس "لم يكن يردّ على سؤال احد، لكنه أومأ برأسه للصحافة بشكل عام". رغم هذه المصافحة النادرة في أوج انتشار وباء (كوفيد-19)، بدت المحادثات صعبة ومتوترة. واعتمد الرئيس الأميركي السادس والأربعون لهجة حازمة في الأيام الأخيرة حيال رجل الكرملين القوي ليبرز الاختلاف الواضح مع تقلبات سلفه الجمهوري دونالد ترامب وغموضه. ووعد بايدن بأن يحدد لبوتين ما هي "الخطوط الحمراء" بالنسبة له. وقال الاثنين في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "نحن لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها". وبعد حوالى خمسة أشهر على توليه السلطة، يخوض بايدن مجازفة. فقد شدد البيت الأبيض مراراً على أنه لا ينبغي توقع اختراق مذهل لكن الرئيس البالغ من العمر 78 عاما يدرك أن لديه الفرصة لصقل سمعته كمفاوض جيد في جنيف. وكانت المدينة استضافت أول لقاء مباشر بين رونالد ريغن وميخائيل غورباتشوف في العام 1985 العام الذي شهد بداية ذوبان الجليد في الحرب الباردة. ورداً على سؤال عند وصوله إلى جنيف أمس عن شعوره قبل القمة التي سيتابعه خلالها العالم بدقة، قال بايدن "أنا مستعد دائماً". ويمكن أن يعول الرئيس الروسي على خبرته الطويلة. فقد عاصر أربعة رؤساء أميركيين آخرين منذ وصوله إلى السلطة في نهاية العام 1999. ويتفق خبراء على أنه قد حقق مبتغاه إذ ان عقد القمة دليل على أهمية روسيا على الساحة العالمية. وفي مقابلة مع محطة "ان بي سي" الأميركية، قال بوتين إنه يأمل أن يكون الرئيس الديموقراطي أقل انفعالاً من سلفه الجمهوري. لكنه انتهز الفرصة أيضا ليؤكد أن دونالد ترامب رجل "موهوب". النقطة الوحيدة التي يتفق عليها البيت الأبيض والكرملين هي أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها. المصدر :جنوبيات - وكالات |