الخميس 17 حزيران 2021 14:09 م |
التحية لحركة "فتح" وقوات الأمن الوطني |
* اللواء توفيق عبد الله* لطالما كانت حركة “فتح” وقوات الأمن الوطني الفلسطيني الدرع الواقي لأبناء شعبنا من أشكال المؤامرات كافةً، ولطالما كانت الصخرة التي تتحطم عندها كل الخناجر المسمومة الموجهة للنيل من صمود مخيماتنا، ولطالما كانت الدماء هي الفاتورة التي يدفعها أبناء حركة “فتح” لحماية أهلهم ومخيماتهم. أفلا تستحق هذه الحركة وقواتها كلمة طيبة نشد بها من عزيمتها؟ ألا يستحق شهداؤها تخليدَ ذكراهم لما بذلوه لحماية أهلهم؟ ألا تستحق قيادتهم التي تحمل على عاتقها أعباء اتخاذ القرارات الصعبة في المواجهات كلمة شكر وثناء؟ عندما نتحدث عن مخيم الرشيدية فإننا نتحدث عن المخيم المتاخم لحدود الوطن السليب، نتحدث عن أحد عناوين بطولة الشعب الفلسطيني، وخزان الفدائيين والشهداء والأبطال، نتحدث عن أشبال حطموا أسطورة جيش لا يقهر. هذا المخيم يتعرض منذ فترة بعيدة إلى أشكال متعددة من المؤامرات وآخرها آفة المخدرات. آفة المخدّرات ظاهرة دخيلة على مخيماتنا وهي آفة لا تنتمي إلى مجتمعات الفلسطينيين، وليس لها مكان في أدبياتهم وتربيتهم، وخطر كبير على أمن مجتمعنا وسلامته، لأنها تعبث بالأمن الاجتماعي والوطني، وتدمر مستقبل شبابنا في هذه الظروف القاسية والدقيقة. العمل على تفشي هذه الظاهرة في المخيمات هو عمل مدروس وممنهج من قبل الموساد، ويتم تنفيذه عبر أدوات العدو الصهيوني، بهدف تدمير المخيمات الفلسطينية من الداخل وتحويل شبابنا من مناضلين فدائيين إلى مدمنين. عند أي حدث أمني أو اجتماعي تعلو الأصوات وتبدأ الأسئلة إما عن حسن أو سوء نية: أين حركة “فتح”؟ وهنا لا بد من توضيح بعض النقاط: أولاً، إنَّ مكافحة أي آفة تهدد مخيماتنا ليست مسؤولية حركة “فتح” وحدها، بل هي مسؤولية وطنية جماعية يتحملها كل فرد أو مجموعة أو مؤسسة أو تنظيم بنبذ هذه الآفات ومروجيها ورفع الغطاء العائلي والعشائري عن المجرمين. ثانيًا، إنّ قرار التدخل العسكري لإنهاء أي ظاهرة شاذة عن نسيج مجتمعاتنا هو الخيار الأخير، وليس بالقرار السهل اتخاذه لاعتبارات عدة أبرزها إحدى ثوابت حركة “فتح” أن الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام، إضافة إلى تحصُّن المجرمين بين بيوت الأهالي مما يمكن أن يعرض أهلنا للخطر. ثالثًا، أثبتت كل التجارب الماضية وآخرها حادثة استئصال بؤرة المخدرات في مخيم الرشيدية، أنه لا أحد سوى “فتح” يلبي النداء في المواجهة، وأن “فتح” وحدها تتحمل مسؤولية حفظ الأمن في كل مرة نيابة عن المجتمع بأكمله، وهذا ليس بالجديد لأن “فتح” أم الشعب الفلسطيني. رابعًا، الألسن المسمومة والأقلام الصفراء التي تنشط عند كل استحقاق وطني وآخرها ما حدث في مخيم الرشيدية ليست بالبريئة، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتجار المخدرات أنفسهم وربما يكونون يعملون بأمرة نفس الجهاز المرتبط بالاحتلال. فالطابور الخامس الذي يسعى إلى هدم معنويات حماة المخيم، والدفاع بطريقة غير مباشرة عن تجار المخدرات أشد خطرًا من التجار أنفسهم لأنه بذلك يسعى إلى تخدير عقول مجتمع بأكمله والترويج لأفكار مسمومة أشد خطورة من المخدرات نفسها. خامسًا، لا بد من الإشارة إلى الدور الرعائي والتوجيهي- الأخوي الذي لعبته حركة “فتح” وقوات الأمن الوطني، ومحاولة تدارك كل ما يؤدي إلى إرباك الحياة في مخيمنا- مخيم الرشيدية والمخيمات الأخرى لكن يد الشيطان كانت طويلة فأصابتنا جميعًا بالخسران والحزن والفقد. لا مجال للفرح والابتهاج بتوقيف هذا أو ذاك من إخوتنا وأبناء جلدتنا، لكنّ التفرّج على خراب بيوتِ الناس وتدمير مستقبلهم إسهامٌ بهذا الخراب والتدمير، لأنه يشجع المجرمين ويوّسع دائرة أذاهم لأهلنا ومجتمعنا. فليتقِ الله من في عروقه قطرة دم نقية. *أمين سر فصائل "م.ت.ف" وقائد حركة "فتح" في منطقة صور المصدر :جنوبيات |