أجمعت قيادات لبنانية على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المُتواصلة بحق أبناء شَعبِنا والمُقدّسات الإسلامية والمسيحية.
ووصفت اعتداء الاحتلال على ووسائل الإعلام، وفي الطليعة الرسمي الفلسطيني، ومنع "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية"، من أنْ تبث من القدس للمرّة الرابعة، "مُحاولات تهدف لإخفاء الحقيقة الناصعة، للحؤول دون وصول الحقيقة إلى الرأي العام، لكن خسر الاحتلال الإسرائيلي هذه المعركة، لأنّ العالم عرف حقيقة جرائم المُحتل، وبقي تلفزيون فلسطين مُستمرّاً بأداء رسالته الوطنية".
ونوّهت القيادات اللبنانية في حلقة برنامج "من بيروت" على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "مُمارسات الاحتلال ضد المُقدّسات والإعلام الرسمي الفلسطيني في القدس المُحتلة"، بـ"الموقف الفلسطيني الوطني المُوحّد، الذي أكد أننا نحن أصحاب الأرض ولن نُغادرها، وهو موقف يصدم العقلية الصهيونية التي قامت على قاعدة الأرض بلا شعب، فإذا هي أرض لها شعب وأهل وأصحاب يُقدّمون أرواحهم فداءً لوطنهم فلسطين".
النائب الفرزلي
اعتبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي أنّه "من الأكيد أن يمنع الاحتلال الإسرائيلي تلفزيون القدس من البث في القدس، وأي مُحاولة أخرى تنقل الصورة هو أمر لا يستطيع أن يتحمله، وسيزداد عداءً وهمجية وبردود فعلٍ قاسية على كل شيء له علاقة بالكلمة ونقلها إلى الخارج".
وأشار إلى أنّ "فلسفة الكيان الإسرائيلي تاريخية قائمة على كذبة تاريخية تُصور وتوحي فيها للعالم أنها دولة ديمُقراطية مُعتدى عليها، وأنّ الشعب الذي تحكمه شعب يعتدي، فإذا بالصورة بدأت تنقلب انقلاباً حقيقياً لدى الرأي العالمي، الذي يتظاهر دعماً لقضية الشعب الفلسطيني المُحقة وأصبح الكيان الإسرائيلي يعيش أزمة".
وختم الفرزلي: "إن صمود الشعب الفلسطيني، صمود أسطوري وتُرفع له القبعة وسيذكره التاريخ، وهو الذي سيُؤدي الغاية المرجوة بدحر الاحتلال وإلحاق الهزيمة به".
النائب زعيتر
من جهته، شدّد عضو "كتلة التنمية والتحرير النيابية" النائب غازي زعيتر على أنّ "إحدى الخطط التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، هي منع تلفزيون فلسطين من البث في مدينة القدس، لكن مستمر بصموده وبقائه وإعطاء رسائله من أرض فلسطين أو الخارج، لأن هناك رسالة على تلفزيون فلسطين وكل التلفزيونات الحرة التي تقف ويجب أن تقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني، أن تُساند إن كان تلفزيون أو الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه".
وأكد أنّ "فلسطين ستبقى القضية المركزية، وهذه الأرض لأهلها وأصحابها للشعب الفلسطيني، على الرغم من كل مُحاولات العدو الذي احتل الأرض، ومُحاولاته إدخال شعب دخيل إليها، ومهما طال الزمن ستعود بصمود أهلها ووحدتهم ومُقاومتهم".
وختم النائب زعيتر: "ما شهدناه خلال العدوان الأخير على القدس الشريف وغزة من تلاحم وصمود فلسطيني، أدى إلى الانتصار الذي يجب المُحافظة عليه باستمرار لنستطيع أن نُحقق أهدافنا بعودة الشعب الفلسطيني من الشتات وإقامته بسلام واستقرار على أرضه الفلسطينية".
النائب جابر
فيما أشار رئيس "لجنة الشؤون الخارجية والمُغتربين" في مجلس النواب اللبناني النائب ياسين جابر إلى أنه "غير مُستغرب ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، لأن تاريخه مليء بالمجازر والاعتداء على المدنيين وقتل الأطفال، ونحن في لبنان كيف يُمكن أن ننسى مجازر قانا و"معتقل الخيام" ومُمارسات الاحتلال".
وأكد النائب جابر أن "قلوبنا مع شعب فلسطين في مُعاناته، ونفتخر بصموده ومُقاومته، خاصة في الأحداث الأخيرة، حيث أثبت أن هذا الشعب ما زال لديه إرادة الصمود والمُقاومة، ومهما منع تلفزيون فلسطين من البث، فلا يُمكن إسكات صوت فلسطين".
النائب خواجة
بينما شدد عضو "كتلة التنمية والتحرير النيابية" النائب محمد خواجة على أنّ "الاحتلال الإسرائيلي كان دائماً مُعادياً للإعلام، بما فيه الإعلام العالمي الذي يكشف جرائمه، والإعلام اليوم يلعب دوراً كبيراً بأي معركة، لأنه يكشف الحقائق ويُسلط الضوء على العدوانية الإسرائيلية، لكن هذا لن يُؤثر على معنويات وصمود الشعب الفلسطيني حتى لو زادت جرائم الاحتلال، بل سوف يزيد من عضد الشعب الفلسطيني وبسالته وبطولته، وسوف تزيد حملات التضامن، أكان من الشعوب العربية أو من الشعوب الأجنبية".
ورأى النائب خواجة أنه "عندما نجد الاحتلال يتخذ إجراءات عدوانية تجاه الإعلام، بشكل عام، فيكون لتلفزيون فلسطين الحصة الأكبر، كونه يُعبر عن مآسي وبطولات الشعب الفلسطيني، ولا أتفاجأ إذا أقدم العدو الإسرائيلي على منع تلفزيون فلسطين من تغطية الأحداث، أكانت في القدس أو في أي بقعة فلسطينية مُلتهبة في وجه العدوان الإسرائيلي".
السماك
من جهته، اعتبر أمين عام "لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي" في لبنان محمد السماك أنّ "اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على الإعلام الفلسطيني، وفي الطليعة تلفزيون فلسطين في القدس، مُحاولة لمنع وصول الحقيقة إلى الرأي العام، لكن "إسرائيل" خسرت المعركة، لأن العالم عرف حقيقة جرائم الاحتلال، وهي سابقة هزت الضمير العالمي".
ورأى أنّ "الاحتلال يستغل الإعلام كأداة تنفيذية للترويج عالمياً للمشروع الإسرائيلي الاحتلالي، والدفاع عنه، ولتغطية مساوئه، فهم يعرفون ماذا يعني الإعلام، وأي دور يُمكن أن يقوم به، خاصة إذا كانت القضية عادلة ولها بعد إنساني، كما هو الأمر بالنسبة لقضية القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني وأهالي المدينة المُقدسة، بعدما عمل الاحتلال على تزوير وتشويه الحقيقة، من خلال معرفته بأن أفضل وسيلة للتضليل هي كم الأفواه وكسر الأقلام".
وأشار السماك إلى أن "الضمير العالمي مكون على أساس حرية المعرفة والتعبير والديمُقراطية، عندما يعمد الاحتلال إلى كم أفواه الفلسطينيين لمُحاولة منع طرح قضيتهم أمام الرأي العام العالمي، هذا يُؤدي إلى مزيد من التضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، لأن ما يقوم به الاحتلال من خلال إجراءاته ليس مُوجهاً فقط للشعب الفلسطيني وحقوقه بالتعبير، لكنه مُوجه ضد حرية التعبير من حيث المبدأ، وهي قضية لها بعد إنسائي وعالمي، لا يُمكن للضمير العالمي التغاضي عنها ولا أن تمر بسهولة".
وشدّد على أنه "علينا نقل هذه الرسالة ببعدها القمعي للرأي العام، لأن حرية الرأي مُقدسة في كل المُجتمعات، وعندما يُعطل هذا الأمر، فإن ذلك هو تعطيل لمبادئ عالمية إنسانية، لذلك بإمكاننا من خلال التواصل مع المُؤسسات الإنسانية والإعلامية الدولية، التي قد لا تصل إليها حقائق القمع الإسرائيلي، كشف حقيقة جرائم الاحتلال".
وأوضح أنّ "خلفية موقف الفاتيكان من القدس، تاريخياً مُنذ البدايات الأولى، تقوم على قضايا مبدئية إيمانية تتعلق بالعقيدة المسيحية، والفاتيكان يعتبر أن أي اعتداء على مُؤسسات في القدس، هو اعتداءُ على سياسته وموقعه الديني والأخلاقي من موضوع القدس".
وأكد أنّه "من السهل جداً أن يتعاون الأزهر الشريف، ليس فقط مع الكنيسة الكاثوليكية، إنما مع الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية في أميركا وأوروبا، التي هي على صراع مع الحركة الصهيونية، لذلك فإن أي مُبادرة يُقدمها الأزهر الشريف لإثارة قضية القدس بمُؤسساتها ووطنيتها ووجود أهلها المُسلمين والمسيحيين، ستجد تجاوباً من الفاتيكان، ويستطيع فضيلة الإمام أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس، من خلال التعاون الإسلامي - المسيحي تحقيق الكثير من العمل المُشترك، وهذا يحتاج إلى وضع خطة عمل تكون بتصرف المرجعيات الدينية في الفاتيكان والأزهر. وأكثر ما تخشاه "إسرائيل" أن تكون هناك استراتيجية إسلامية - مسيحية للموقف من القدس، وأن يكون موقفاً مُوحداً ومُشتركاً".
وختم السماك: "الرئيس الأميركي جو بايدن مُتدين كاثوليكياً، من هذه الخلفية الذاتية نستطيع أن نبني علاقة معه، مبنية على التوافق بين عقيدته المسيحية والموقف الأخلاقي للكنيسة الكاثوليكية مُمثلة بالفاتيكان، لأن موقف الفاتيكان مبني على العقيدة المسيحية في موضوع القدس، وليس فقط موقف تعاطف مع الفلسطينيين، مُسلمين ومسيحيين، فارتباط الفاتيكان بالقدس، ارتباط عقائدي، وبالتالي علينا أن نُؤسس على مواقف الرئيس الأميركي، وهذا يتطلب عملاً من الفاتيكان بهذا الأمر".