السبت 30 تموز 2016 12:09 م

فنادق لبنان في عزّ الصيف: أفضل من المتوقع 


 

خلافاً لكل التوقّعات التي رسمت مصيراً قاتماً للموسم السياحي هذا الصيف في لبنان، إلا أن النشاط الذي انطلق منذ عيد الفطر خالف التقديرات المتشائمة، ودفع العاملين في هذا القطاع الى استبدال نظرتهم من «سلبي» إلى «مقبول»، ولو في الحدّ الأدنى

يصف وزير السياحة ميشال فرعون الواقع السياحي اليوم بأنه "أفضل من المتوقع"، ولا سيما أن "الإقبال على الفنادق والمطاعم والمهرجانات جيد".

من جهته، يؤكد رئيس بلدية جبيل، "عاصمة السياحة العربية لعام 2016"، زياد حواط، أنه غير متفاجئ من الواقع السياحي الإيجابي، لا بل كان يتوقعه على الرغم من كل التحذيرات والمخاوف، ويكشف أن "الإقبال على الفنادق في جبيل كبير والغرف شبه ممتلئة". أما عن هوية النزلاء والزوار فيوضح "إننا نعتمد على السياحة الداخلية في الشتاء، أما في الصيف فنعتمد على السياحة الداخلية وعلى المغتربين الذين يشكلون الأغلبية حالياً".

كلام وزير السياحة ورئيس بلدية جبيل يجسّد خطاباً رسمياً حول واقع القطاع السياحي مع بداية موسم الصيف، إذ ارتفع الطلب على الخدمات السياحية في ظل أوضاع سياسية وأمنية سلبية وتتّسم بمخاطر مرتفعة. هذا الخطاب تدعمه جملة مؤشرات على صعيد الاستثمار، كما على صعيد معدّلات الاشغال الفندقي وحركة المطاعم ونشاط المهرجانات السياحية والفنية والثقافية.

استثمار في برمانا

على سبيل المثال، تشهد برمانا هذا الصيف نشاطاً استثمارياً لافتاً، إذ تم افتتاح 23 مطعماً ومقهى جديداً في البلدة المتنية، ما ترك انعكاسات إيجابية على القطاع الفندقي هناك. يشير مدير العلاقات العامة في فندق Grand Hills، حسين شرف الدين، إلى أنه "منذ عيد الفطر وحتى الآن هنالك إقبال كبير من السياح". لا ينفي شرف الدين الآثار السلبية للمقاطعة الخليجية، لكنه مع ذلك يتحدث عن "أعداد مقبولة من السياح الخليجيين الذين يقصدون الفندق وخاصة من الكويت حيث الإقبال كبير، وكذلك البحرين وسلطنة عمان". جزء مهم من نزلاء الفندق هم "من السوريين الميسورين"، اللافت بحسب شرف الدين هو أن "أعداد النزلاء اللبنانيين إلى ازدياد، وهو ما ساهم في تبدل الموازين إيجابياً". يقول شرف الدين إن "الفندق ممتلئ من اللبنانيين من غير المغتربين الذين يقصدونه تحديداً في عطلة نهاية الأسبوع".

المعطيات الإيجابية تظهر في بيروت أيضاً، يقول مدير المبيعات والتسويق في فندق فينيسيا، بيتر إيدهولم، إن الفندق "يسجل حركة فاقت التوقعات من حيث أعداد النزلاء والزوار". يشرح إيدهولم أن "الكثير منهم يأتي من أوروبا وأميركا اللاتينية والأردن ومصر"، كاشفاً أنه يتوقع "أن تستمر المعطيات الإيجابية حتى بداية الموسم الدراسي".

التفاؤل يشمل أيضاً فندق Four Seasons في بيروت، يقول نائب الرئيس الإقليمي والمدير العام للفندق، رامي الفايز، أنه "حتى الآن معطياتنا أفضل من الصيف الماضي، على الرغم من أننا كنا نتوقع تحقيق نتائج إيجابية أكثر". لكن "يمكننا القول إن أعمالنا جيدة جداً في فندق Four Seasons، بالمقارنة مع الفنادق المحيطة بنا". أما بالنسبة إلى الحجوزات لشهري آب وأيلول فـ"إنها أعلى بقليل من السنة الماضية"، حسبما يقول الفايز.

الأمر عينه ينسحب على فندقي الـ Movenpick وHilton Beirut Habtoor Grand. يقول مدير المبيعات في Movenpick، رامي مخلوف، إن "شهر تموز يعد مقبولاً حتى الآن، رغم أنه ليس على قدر التوقعات، وأغلب النزلاء هم من اللبنانيين والعراقيين والأردنيين والمصريين". أما مدير تطوير الأعمال في Habtoor، جورج كرم، فيشير إلى أن "الحجوزات خجولة، لكنها لا تزال مقبولة، واللافت هو العدد الكبير من الزوار الذين يقصدون لبنان للأعمال".

 

... ولكن بأي بثمن

 

النشاط السياحي في ظل الأوضاع السلبية القائمة كان له ثمن بالنسبة إلى العاملين في القطاع، إذ تراجعت الأسعار الفندقية، ولكن هذا خبر سار للسياح والرواد، الذين استغلوا الفرصة.

يقول الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق، وديع كنعان، إن نسبة "الإشغال الفندقي اليوم تتراوح ما بين 56% و57% على مستوى لبنان ككل، إنما الأسعار أقل بـ 40% عما كانت عليه عام 2010". يوضح كنعان أن "الأسعار اليوم ليست أسعار موسم الذروة. وعلى الرغم من أن الإشغال في فنادق بيروت أفضل من بقية المناطق، إلا أنه لا يكفي لتأمين صيانة الفنادق واستمراريتها".

يشتكي كنعان من "انخفاض مداخيل الفنادق التي لا تزال تدفع الضرائب... والاستحقاقات المصرفية تداهمها". يقول: "نلاحظ أن المصارف تنفذ على الفنادق، وتبين التجربة أنه ما من مصرف استحوذ على فندق إلا وبعد سنتين تحول الفندق إلى مبنى مهجور، والأمثلة كثيرة ومنها Acropolis وcentury Park Hotel و Beverly beach hotel".

 

يشير كنعان الى أن النقابة "طلبت منذ نحو شهرين من الفنادق أن تخفض الأسعار وأن تقدم عروضاً متكاملة لجذب الزبائن، وخاصة المغترب اللبناني الذي يعتبر في الظرف الحالي الزبون الأساسي للفنادق".

عروض للجذب

يقول نائب الرئيس الإقليمي والمدير العام لفندق Four Seasons، رامي الفايز، إن الفندق "يعمل على تشجيع السياحة الداخلية للبنانيين المقيمين، ولهذا الغرض يتم تقديم عروضات لم نعتد تقديمها في السابق".

لا يختلف الوضع في فندق Grand Hills، إذ "يجري تقديم عروض كبيرة لجذب الزوار، ومنها الإقامة لسبع ليال مقابل سعر خمس ليال"، بحسب مدير العلاقات العامة في الفندق، حسين شرف الدين، الذي يشرح أن "التسهيلات كبيرة جداً. الأسعار في ما يتعلق بالأكل والشرب تعتبر جداً مقبولة لذوي الدخل المحدود. يمكن الغداء في مطعم إيطالي في الفندق على يد أفضل الطهاة بحوالى 50 ألف ليرة لبنانية تماماً كأي مطعم. حتى أسعار الغرف جرى مراعاتها آخذين في الاعتبار صورة الفندق".

 

العراقيون والأردنيون مخزون مهدور

 

المشترك بين الفنادق والنقابات والخبراء في القطاع هو أن السياح الأردنيين والعراقيين حاضرون دوماً في المواسم، ويمثلون طاقة كبيرة لم يتم حتى الآن الاستفادة منها كما يلزم.

عام 2010 كان لبنان يستقبل حوالى 300 ألف سائح أردني. 220 ألفاً منهم كانوا يقصدون لبنان عبر البر و70 ألفاً تقريباً عبر الجو. مع بداية الأزمة السورية، خسر لبنان السياح الأردنيين، الذين كانوا يقصدونه براً، فيما بقيت أعداد الذين يقصدونه جواً على حالها.

بحسب الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق، وديع كنعان: "تبين لنا أن المشكلة ليست في الأمن، بل في تكلفة النقل. وقد طلبنا من وزارة المال دعم تذكرة السفر بـ 100 دولار للأردنيين، وهو ما لم يحصل".

يرى رئيس نقابة أصحاب المجمعات السياحية والبحرية في لبنان، جان بيروتي، أن "معدل إنفاق كل سائح من الأردن والعراق إجمالاً هو 1500 دولار، وهو يدفع ضريبة على القيمة المضافة بقيمة 150 دولاراً، وبالتالي لا يجوز أن يكون سعر تذكرة الطيران من الأردن إلى لبنان 400 دولار (أقل سعر هو 250 دولاراً)... أن العائق الأكبر هو سعر تذكرة السفر".

يوضح بيروتي أن "السياحة شكلت 3.15 مليارات دولار عام 2015 من الدخل القومي، فيما كانت تشكل 8.2 مليارات عام 2010. وهنالك قدرة على استقطاب حوالى 500 ألف أردني وعراقي سنوياً، وهم وحدهم كفيلون برفع حجم السياحة من الناتج القومي من 3.5 مليارات دولار إلى 7 مليارات دولار".

من جهته، يقول وزير السياحة ميشال فرعون إن "مشروع دعم كلفة السفر للأردنيين الى لبنان لم يجد طريقه نحو مجلس الوزراء بعد، ولبنان محطة مهمة للعراقيين، ولا سيما في مجال الخدمات الصحية والاستشفائية".

المصدر :الاخبار