صدر عن قيادة حركة فتح- إعلام الساحة لبنانجاء فيه "يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج مع انتهاء أعمال المجلس الثوري أكد سيادة الرئيس أبو مازن في كلمته الختامية مجموعة من الحقائق الجوهرية التي لخَّصت فحوى و جوهر النقاشات المعمَّقة التي جرت خلال الأيام الثلاثة وهي:
أ- أدعوكم جميعا إلى العمل سويا لدحر الاحتلال وبناء دولتنا.
ب- سأدافع عن حركة فتح بإرثها و حاضرها و مستقبلها.
ج- لن اسمح بسرقة الثورة و المنظمة.
سنتناول في بياننا اليوم: أبرز النقاط المطروحة والواردة أعلاه نظراً لأهميتها الإستراتيجية الوطنية، وهي تحمل في جوهرها الأبعاد الحقيقية للصراع الدائر ضد الاحتلال، و كافة أشكال المؤامرات المحاكة.
انطلق الرئيس أبو مازن من الأسس التي قامت عليها إستراتيجية الثورة الفلسطينية و مازالت.
ففي النقطة الأولى يتم التأكيد على الثوابت الفلسطينية المتعلقة بالثورة الفلسطينية، والتمسك بها كونها العنوان الأبرز لنضال شعبنا منذ الانطلاقة و ما زالت. فدحر الاحتلال الصهيوني، وإزالته واقتلاعه بكل أشكاله من أرضنا المباركة، وتطهير مقدساتنا هو العنوان الاستراتيجي للصراع ضد الاحتلال بهدف إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس.
و هذا ما يجب أن يدركه الجميع، وهو حق لنا، وواجبٌ علينا. بغض النظر عن قدراتنا و إمكانياتنا المتاحة، والصعوبات التي نواجهها، و لكننا ندرك بأنَّ هذا الأمر ملزمٌ لنا مهما طال الزمان.
ثانياً: إنَّ الأخ أبو مازن وهو من الثلة القيادية الأولى التي أسست هذه الحركة الوطنية، ومرت انطلاقة الثورة، انطلاقة حركة فتح، وإطلاق الطلقة الأولى في العملية الأولى العام 1965، إذن هو من صناع الإستراتيجية الفلسطينية ومن الذين واكبوا هذه المسيرة الثورية وما زالوا.
ولأنه من المؤسسين لحركة فتح ومفجري ثورتها في أعقد الظروف، فإنه يجدد العهد والقسم، وأمام المجلس الثوري، وأمام جماهير شعبنا وأمتنا، بأنه سيدافع عن إرث هذه الحركة منذ انطلاقتها بكل مآثرها ومعاركها المشرِّفة، ومحطات صمودها القتالية، والانتصارات التي سجلتها الثورة رغم الظروف القاهرة. فهو مُلزَم بالحفاظ على هذا الإرث النضالي، والانجازات الحركية المتراكمة، ولأنها جزء من الكرامة الفلسطينية، وبالتالي فإن قيادة حركة فتح التي صنعت هذا الإرث النضالي هي جزء من هذا التاريخ الذي شرَّف الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
فالرئيس وفي هذه المرحلة الصعبة، يجدد العهد والقسم بأنه سيواصل المسيرة مهما كانت الصعوبات.
والنقطة الثالثة، وهي ملفتة للانتباه والاهتمام، وهي: (( لن أسمح بسرقة الثورة والمنظمة)).
إنها صرخة وطنية من الأعماق بوجه كل المتاجرين بالمواقف الثورية، وبوجه كل تجار السياسة والنضال، والمنخرطين في المشاريع الإقليمية والدولية، الرامية إلى تشويه الوجه النضالي الفلسطيني. وتمزيق الموقف الفلسطيني الموحد، وتمرير المواقف الإعلامية المشبوهة، والتي تثير الشكوك والصراعات بهدف تأزيم الموقف الفلسطيني الداخلي، وجعل العرب عربين بدلا من توحيد الموقف الفلسطيني السياسي والإعلامي والوطني.
وإنَّ عملية سرقة الثورة والمنظمة من قبل بعض الجهات المتمكنة إقليمياً ودولياً، ليست جديدة على واقعنا الفلسطيني، والأمثلة كثيرة، كلها باءت بالفشل رغم الآثار السلبية التي خَّلفتها خلال عدة سنوات، وما زالت تتجدد بين حين وآخر فالأموال موجودة، والأسلحة جاهزة، والغطاء الإعلامي قائم من أجل إثارة الصراعات والخلافات داخل المجتمع الفلسطيني، وإشغاله بقضايا خلافية مصطنعة لحرف بوصلة الاهتمام بفلسطين وقضيتها عن جوهر الصراع الحقيقي، الذي يجب أن يبقى متجهاً إلى العدو الصهيوني، الذي يتمنى الموتَ لشعبنا لأننا نحن أصحب الحق والأرض والمقدسات.
وهنا يحذِّر سيادة الرئيس وبعنف بعد أن تمادت عدة أطراف وحاولت الاستيلاء وسرقة الثورة، أو سرقة منظمة التحرير الفلسطينية، وصنعت من نفسها بدائل عبر إيجاد تكتلات جديدة، ترفع شعارات بديلة للتي اعتادت عليها المنظمة التي انطلقت في العام 1964، وذلك بهدف التشويش والتضليل، والانقسام وهذا ما يرفضه شعبنا لأنه دفع ثمنه غالباً.
وما قاله الرئيس الفلسطيني ليس مجرد كلام، ولكنها صرخة مؤلمة موجهة لكل الذين يعبثون في الساحة الفلسطينية، ويعملون ليل نهار لتدمير منظمة التحرير الفلسطينية، ويهتمون أكثر وأكثر بشق حركة فتح، واستبدالها بأسماء أخرى لتشويه النضال الفلسطيني، وتحويله إلى صراع فلسطيني داخلي.
وفي هذا الإطار فإنني أدعو أبناء حركة فتح أينما كانوا أن تصبح حركةُ فتح جزءاً من كيانهم ومن حياتهم، ومن مستقبلهم، وأن يتمسكوا بها، وأن يشدوا عليها بالنواجد فحركة فتح هي الضمانة لاستمرارية الثورة، واستمرارية م.ت.ف من أجل الكرامة الوطنية الفلسطينية، فنحن جميعاً تحت الاختبار لأن الامتحان صعب.وإنها لثورة حتى النصر.