سنة دراسية استثنائية حافلة بالتحدي والمثابرة والإصرار على مواجهة الصعوبات توجتها ثانوية المقاصد الاسلامية في صيدا ادارة ومعلمين وطلاباً وأهال بإحتفال استثنائي بالحصاد نجاحاً وتفوقاً ، ومتابعةً وتطويراً لتجربة التعليم المدمج بما يساهم في نشر وتعزيز رسالة المقاصد التربوية وقيمها المجتمعية عبر دفعة جديدة من المتعلمين الذين اطلقتهم خريجين وخريجات نحو آفاق المستقبل في شتى الحقول .
فقد أقامت " ثانوية المقاصد الاسلامية " التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا حفل التخرج السنوي لتلامذة صفوف الثالث الثانوي .
حفل التخرج الذي أقيم للمرة الأولى في قاعة "مسرح معهد محمد زيدان " الذي قدمه للجمعية رجل الأعمال السيد محمد زيدان ضمن مبنى المعهد الأكاديمي الذي يحمل اسمه بجانب الثانوية ، اقتصر على عدد محدود من اهالي الطلاب ومن اسرة الثانوية بسبب استمرار اعتماد اجراءات الوقاية والسلامة العامة ، وتقدمهم " نائب رئيس المجلس الاداري ورئيس المجلس التربوي للجمعية الدكتور حسن الشريف ، وعضوا المجلس " المحامي حسن شمس الدين ، والدكتور جمال البزري " ومديرة الثانوية السيدة سهير غندور شهاب وجمع من الاداريين والمعلمين كما حضرت الدكتورة بثينة الددا عقيلة الرئيس الأسبق للمجلس الاداري لجمعية المقاصد صيداوالأمين العام السابق لجمعية خريجيها الراحل الدكتور جودت الددا ، مع افراد من العائلة التي تتابع مسيرته الداعمة لرسالة المقاصد وطلابها بتخصيص جائزة تحمل اسمه للمتفوقين من خريجي الثانوية .
المديرة سهير غندور شهاب
بعد تلاوة قرآنية من الطالب حسين بشير ، افتتح الحفل بالنشيد الوطني ونشيد المقاصد ، ثم كانت كلمة ترحيب من عريفة الحفل سلام بوجي ، تحدثت بعدها مديرة الثانوية السيدة سهيرة غندور شهاب متوجهة الى الخريجين بالقول "أقفُ أمامَكُم اليومَ وأنحني احترامًا لما فعلتُم جميعًا خلالَ هذهِ السّنة التي كانت سنةً صعبةً, مليئةً بالتحدياتِ والصعوباتِ ولكنَّ نجاحَكُم اليومَ ليسَ سوى دليلٍ على عزمِكُم القويِّ وإرادتِكُم الصلبة.وحينَ أتحدثُ عنِ الإرادةِ والعزمِ, لا أعني فقطْ متعلمينا بلْ جميعَ منْ تعاونَ معنا لتمرَ هذهِ السنةُ بأقلِ الأضرارِ الممكنةِ, منْ أهلٍ آمنوا بأهميةِ ما نفعلُ وأمّنوا المناخَ المناسبَ لأولادِنا كي يبذلوا ويعطوا, وطاقمٍ تعليميٍّ خاضَ مخاضًا كبيرًا في التعاملِ معَ انقطاعِ الكهرباءِ إلى تقلباتِ الانترنت مما جعلَ التعلمَ عن بعدٍ تحديًا يوميًا, وطاقمٍ إداريٍّ أبى إلا أن يناصرَ تقاليدَنَا ونظامَنا المقاصديَّ حضوريًا ومعنويًا. ولا يمكِنُنَا هُنَا نسيانُ دورِ الأهالي لنشكرَ صبرَهُم واحتمالَهُم إنتقالَ المدرسةِ إلى البيتِ مع كلِّ ما يتطلبُ ذلكَ من طولِ أَنَاةٍ وطولِ بالٍ".
واضافت " بحكمةِ مجلسِ إدارتِنَا الموقّرِ, إستطعنَا أن نتجاوزَ الصدمةَ الأولى لجائحة كورونا وبدأنَا مسيرةَ التأقلمِ معَ الوضعِ الجديدِ لنحافظَ على ديمومةِ المؤسسةِ لما فيهِ خيرُ طلابِنَا ومستقبَلِهم الذي هو في صلبِ مسؤوليتِنَا. فعّلنَا الدراسةَ عنْ بعدٍ بجَهدٍ كبيرٍ منَ المعلماتِ والمعلمينَ معَ متابعةٍ يوميةٍ ومستمرةٍ منَ الطاقمِ الإداريِّ, ذللْنَا العقباتِ التي واجهنَاها وصنعْنَا منها إنتصاراتٍ صغيرةً يوميةً ترفعُ المعنوياتِ وتدفعُنا إلى الأمامِ. ولا يمكِنُنا أن ننسى الجَهْدَ الذي قمتم بهِ أنتم الطلابُ بالتأقلمِ والكدِّ والجَهْدِ والذي يُكافَأُ اليومَ بتخرُجِكُم."
وقالت" ان تخرُجُكُم اليومَ ليسَ نهايةَ مرحلةٍ ولكنَهُ إتمامُ مهمَةٍ, والحياةُ مليئةٌ بالمهماتِ التي يجبُ عليكُم إتمامُهَا. هو إنجازٌ وانتصارٌ سَيَلِيهِ الكثيرُ منَ الإنتصاراتِ والإنجازاتِ, ولكنَّ عليكُم دائمًا التذكّرَ بأنَ الحياةَ ليست إنتصاراتٍ فقط, بل سيكونُ هناكَ تحدياتٌ وعقباتٌ وخيباتُ أملٍ, ولكنْ لا تجزعُوا إذ إنَ بدونِ العتمِ لا يُمكِنُنَا أن نعرفَ النورَ, وبدونِ الفشلِ لا يمكِنُنَا التمتعُ بالنجاحِ. تجربتُكُم في هذهِ السنةِ الصعبةِ لا بدَ أنها حضّرَتْكُم ما يمكنُ للحياةِ أن ترميَ عليكُم من صعابٍ, ونجاحُكُم اليومَ ليسَ إلا دليلًا على صلابةِ عودِكُم وقوةِ إرادَتِكُم وعزيمَتِكُم التي لا ولن تلينَ.تخرُجُكُم اليومَ هو دليلٌ على إمتلاكِكُم الإرادة, فعِّلوها, كبِّروها وغذّوها ليكونَ النجاحُ حليفَكُم ورفيقَكُم في مسيرةِ حياتِكُم".
الدكتور حسن الشريف
كلمة جمعية المقاصد ألقاها نائب رئيس الجمعية الدكتور حسن الشريف واستهلها بنقل "تحيات رئيس المجلس الاداري الأستاذ يوسف النقيب الذي اضطرته ظروفه الخاصة لأن يغيب عن الحفل ، وتحيات أعضاء المجلس الاداري الذين يحيون فيكم روح المقاصد التراث ، في هذا اليوم البهيج الذي يحمل أفراحاً وسعادة الى جيل جديد من المقاصديين والمقاصديات" . وقال" احيي بهذه المناسبة وبشكل خاص اسرة المقاصد بأكملها التي عملت على احياء هذا اليوم بالرغم من الصعوبات الجمة التي مروا بها بسبب الكوارث المتراكمة في سماء لبنان الحبيب . نحن نعتز ونفتخر بأن هذه الثانوية قد استمرت بالعمل الناجح وبالاعداد الفعال لطلبتها بالرغم من الصعوبات التي واجهناها جميعاً . وبالرغم من اشكالات التعلم والتعليم عن بعد !!. نحن نجد في هذا الأسلوب من التعليم والتعلم قفزة في التكنولوجيا التربوية ملفتة للنظر كان لا بد أن نصل اليها عاجلاً أم آجلاً ، لكننا اضطررنا للغوص فيها مبكراً ، وسعينا لإعداد الجميع للتفاعل معها معلمين ومتعلمين وأهالي ، وذلك بالرغم من الاشكالات التي يعاني منها لبنان من انقطاع للكهرباء وتوقف للانترنت وغير ذلك . ونحن نعتز بأسرة ثانوية المقاصد بكل افرادها الذين عملوا كل ما يستطيعون لمتابعة العطاء ولإعداد تلاميذهم بالشكل الأفضل ".
واضاف " نحن اليوم نحتفل معكم بيوم آخر من الأيام المجيدة التي يشهدها هذا الصرح العريق : ثانوية المقاصد الاسلامية في صيدا ، نحن معكم اليوم لنؤكد مجدداً أن هذا الصرح العريق سيستمر في مساره التاريخي وفي تأدية مهامه حاملاً معه تراثاً عربياً اسلامياً يمتزج فيه تاريخ المقاصد في صيدا بتاريخ المدينة وتراثها ، وذلك تحت رعاية وتعاون وعطاء من شخصيات صيداوية كريمة وجليلة ومؤثرة تعاقبت في هذا الصرح : خادمة له او عاملة فيه او راعية وداعمة له . وان تاريخ هذا الصرح متداخل ومتفاعل باستمرار مع المجتمع الصيداوي ، يعيش معه دائماً أفراحه وأحزانه وتفاعلاته وطموحاته وتطلعاته . نحن نشهد اليوم انطلاق دفعة جديدة من شباب وشابات المقاصد الذين نعتز بأن ثانوية المقاصد قد اعدتهم افضل اعداد بالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً" .
وتابع "لقد جهدت اسرة هذه الثانوية لتزويدكم بالعلم والمعرفة والمهارات الأفضل وبما نتمنى أن يكون قد انغرس في نفوسكم من قيم واخلاق عربية واسلامية سامية نشأت المقاصد على احيائها وفي خدمتها . نحن نتطلع لأن تحملوا معكم كل هذه القيم الى رحاب الحياة وان تحملوا معها المحبة والوفاء لهذه المدرسة وللمجتمع الصيداوي وللأمة جمعاء . واليوم بإسم المجلس الاداري للجمعية ، لا بد ان نشكر العديد من رجالات المدينة الخيرين الذين يقدمون بصمت المزيد من الدعم لهذه المؤسسة ولمدارس المقاصد الأربع ، لتستمر في العطاء للأجيال الصاعدة، ولتبقى معلماً مهماً من معالم المدينة وتراثها ، خاصة وأن عدد تلاميذ مدارس المقاصد مازال يتعدى اربعة آلاف من الشباب والشابات ، خاصة خريجينا اليوم ، الذين نأمل لهم التوفيق في حياتهم المقبلة ونتطلع لأن يحملوا الراية عندما يشتد عودهم وينطلقون في نجاحاتهم في الحياة ".
وتوجه الشريف بإسم المجلس الاداري بالشكر الى رجل الأعمال السيد محمد زيدان على تقديمه المسرح الذي يقام فيه حفل التخرج اليوم .
واضاف" نحن اليوم واقولها باسم المجلس الاداري مجتمعاً ، نؤكد اننا سنعمل بكل قدراتنا لتستمر هذه الثانوية بالقيام بدورها في اعداد دفعات متتالية من الخريجين والخريجات الذين نأمل ان يبرز بينهم وبينهن قيادات فاعلة ومؤثرة تحمل رايات الانجاز في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، قيادات تواكب كل مستجدات هذا العصر خاصة التكنولوجية ولكن كذلك الاقتصادية والاجتماعية" .
وتوجه الى الخريجين والخريجات بالقول " أنتم اليوم على ابواب مرحلة مفصلية في حياتكم وستواجهون عالماً متسارع التغير ومتزايد التعقيد . وليس في مجالات التكنولوجيا فحسب ، ولكن حتى في القيم والمبادىء التي تحكم حياة الانسان والمجتمع . ان التغيير هو سنة الكون ، لكن وتيرته تتسارع اكثر من اي وقت مضى ومفتاح التطور والنجاح هو في تقبل التغيير ، بل في المشاركة في صنعه لأن ذلك سيجعل منكم قادة تشاركون في صنع مستقبل البلد والأمة والانسانية . لكن التغيير والتقدم لا بد ان يبنى على اسس راسخة وثابتة لقوانين الطبيعة والمجتمع ، فليس من نجاح في التجديد والإبداع الا اذا ارتكز على الأسس الراسخة وعلى ما تراكم من نجاحات انسانية سابقة علمية وثقافية وأخلاقية .اتوجه اليكم بأصدق تمنيات النجاح والتميز في حياتكم المقبلة ودروبكم المهنية على تنوعها آملاً منكم ان تحفظوا في نفوسكم كل القيم التي حملتكم المقاصد اياها وبشكل خاص في رفض التعصب والتطرف وفي القبول بالآخر وفي سعة الأفق والانفتاح على التقدم والعلم . وبشكل خاص الوفاء لثانويتكم ولجمعية المقاصد وللمجتمع الصيداوي . نحن فخورون بكم ونتطلع الى نجاحاتكم المستقبلية ان شاء الله كما نتطلع لأن تبقوا على تواصل مع مؤسستكم وثانويتكم . وختم الشريف بالتنويه بجهود المديرة غندور والهيئتين الادارية والتعليمية في الثانوية خلال هذه السنة الدراسية الاستثنائية متمنياً دوام الصحة والتوفيق للجميع" .
بعد ذلك جرى توزيع الشهادات على الخريجين وجائزة الدكتور جودت الددا على المتفوقين منهم ..واختتمت الأمسية بأجواء احتفالية تشاركها الطلاب والحضور أهال ومقاصديين .