الأحد 11 تموز 2021 11:25 ص |
نحن بالصف عم نكون أوف لاين لحتى بالبيت نكون أون لاين؟ |
* شيرين حمية قنديل نحن بالصف عم نكون أوف لاين لحتى بالبيت نكون أون لاين؟ بهذه الجملة الفكاهية اختصر "علي" إبن الأربعة عشر عامًا معاناة آلاف الطلاب، الذّين فرضت عليهم ظروف انتشار الوباء حتميّة التّعلم عن بعد. التعليم واجب، وهو من حقّ كلّ إنسان، فهل التعليم عن بعد نجاح استمراريته مكفول؟ أم أنّه مجرّد فترة وستنتهي تداعياتها بدمار شامل لجيل بأكمله؟ وما هي المقومات التّي يجب أن يحرص عليها التربويون حتّى يؤدوا رسالتهم التعليمية من خلاله؟ وفي قلب الحدث طلّاب لهم خصوصيّتهم في القدرات التعلّمية والعقلية المحدودة التّي تجسّد معاناتهم، وذويهم في هذه الفترة. فعلى سبيل المثال المطلق لا المحصور، نأخذ عينة من طلاب ذوي الإحتياجات الخاصة المحتاج إلى العلاج الفوري في المراكز والمؤسسات التعليميّة المختصّة (توحّد، تخلّف عقلي، شلل دماغي، وصعوبات تعلّميّة أخرى، مثل النطق ...). فهل هذه الحالات سيؤمن لها التعليم عن بعد كفالة التحسّن؟ "فاطمة" أم لطفلين من ذوي الإحتياجات الخاصة تقول:" إذا كان الطلّاب الأصحاء يعانون من مشاكل في التعلّم عن بعد، وهم بكامل قواهم قواهم العقلية، فكيف الحال بأطفالنا؟أنا أم ولست مختصة، فلا قدرة لي على علاجهم حتّى ولو بإرشادات، لأن مثل هؤلاء معتادون على شخصيات وأفراد محدّدين، وهم بحاجة إلى علاج وتعليم يومي مكثّف". ماذا عن الطلاب الأصحاء؟ تهاني طفلة تعاني من صعوبات تعلّمية، تخبرنا والدتها بأنها تواجه مشاكل في الحفظ والإستيعاب: "إبنتي لا تحفظ بسهولة، إلّا إذا تواجدت في الصّف، وأمامها لوح كبير يكتب عليه الأحرف مباشرة". أما والد رانيا، فيخبرنا أن ابنته تعاني من مشاكل في نطق بعض الأحرف وهي بحاجةٍ إلى تكثيف وتحديد وقت مخصّص لها لكي تتعلّم اللفظ جيّدًا.
وإذا كنا في بلد مثل لبنان، لا كهرباء ولا إنترنت، وبعض الطلاب يفتقرون للهواتف الزكية، فإنه لا محال أن يقف الأساتذة حائرين أمام مسؤولياتهم تجاه طلابهم من ناحية التعليم، و المغامرة بحياتهم من حيث العودة إلى التعليم الحضوري دون ضمانات صحية.
المصدر :جنوبيات |