الثلاثاء 13 تموز 2021 08:07 ص

أيها القائد الجبّار... لا تسمح بسقوط لبنان!


* لتيندا هيكل شواح

«لا يوجد أقسى من أن يشاهد أباً أحد أطفاله يعاني المرض ويكون غير قادر على المساعدة في أي شكل من الأشكال, وهو شعور القهر والأسى والغضب في آن واحد! ولو كنت أباً أو أمّاً سوف تفهم هذا الكلام!».

بهذه العبارات وصف أحد إعلاميي العربية «Sky News» وبكل حزن حال المواطن اللبناني اليوم.

نعم حالة بؤس ويأس يعيشها شعب لبنان نتيجة فساد منظومة حكم فاسدة تاجرت واستباحت حقوق اللبنانيين على مساحة الوطن مدة فاقت الثلاثين عاماً ليبلغ لبنان ذروة الإنهيار حتى تلدعه نار جهنم وتحرق شعبه وتمعن في إذلال جيشه.

نعم أيها القائد، الناس والعسكر تبكي على الحياة وعلى المصير والنفس، تبكي على الدنيا وعلى الوطن، والوطن يبكي شعبه وجيشه، ولم يبقَ شيئاً لنخسره ولقد طفح الكيل، وما من أزمة أسوأ من أزمتنا وما من سياسيين أفسد من سياسيينا.

لقد احترق الأخضر واليابس، ولبنان في القعر والشعب يدفن وهو حي.

إنهيار على جميع المستويات، فساد قضاء أفضى إلى نهاية الدولة فنحن نريد العدل لنبني الوطن.

أيها القائد الجبار، مشكلة لبنان ليس بفقره بل بجهل الحكام الذين فشلوا في إدارة موارد الدولة ولغباء السياسيين الذين لا يكترثون لا لشعب ولا لجيش ولا لبلد، همّهم الوحيد تأمين مصالحهم الشخصية ومصالح زمرتهم وتأمين حصص وزارية في حكومة أجهضت قبل أن تولد.

أيها القائد، كأننا نعيش في العصر الحجري لأن السياسيين في لبنان هم أشبه بقرود الغابة، فهم عندما يتشاجرون يفسدون الزرع، وعندما يتوافقون يأكلون المحصول، وهذا ما فعلوه بنا وبلبناننا، فنحن لا نعاني من فقر ومن إفلاس بل نعاني من كثرة اللصوص والفاسدين.

أيها القائد أنت «بيّ الكل»، شعبك جائع، جيشك جائع، أطفالك بلا حليب، أبناؤك بلا أدوية، شعبك أفلس صحياً واجتماعياً ومالياً وتربوياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً وقد سُحق حتى الإستسلام معلّقاً كل آماله عليك أيها البطل لإنقاذه وجيشه وجمهوريته من طبقة سياسية فاسقة فاقدة للأخلاق، ولرجال دولة أمعنت في فسادها إلى درجة حرمان شعبك من أبسط حقوقه في عصر وصلت الشعوب إلى القمر واللبنانيون ينحدرون إلى القعر، يعيشون القلق والحرمان والبؤس والجوع، فغدوا ضحية لمنظومة قضت على مستقبل بلد وسرقت من شعبه أمانيه وآماله وأمانه واستقراره وحوّلته إلى غريب في بلده عاجز ضعيف لا يقوى على المواجهة.

وماذا بعد؟ جوّعونا، سرقوا مالنا ومستقبلنا، وهجّروا شبابنا، وأبكوا وذلّوا جيشنا، وقضوا على كل شيء... وماذا يريدون بعد؟ لا كهرباء، ولا ماء ولا دواء ولا مال ولا غذاء ولا فيول ولا حياة... وماذا بعد؟ يريدون الفوضى؟..

لا وألف لا يا لصوص الدولة وسارقيها، فالشعب لكم بالمرصاد، له جيشه وقائده الجبّار.

فيا أيها القائد، أنت هو خلاص لبنان وشعبه، فأنت هو قبطان سفينة البلد الذي سترسو بها إلى شاطئ الأمان بعد أن غرقت بشعبها في القعر.

وعليك أن تذكّرهم بقول نابليون عندما رفض مصافحة الضابط النمساوي الذي ساعده على احتلالها وقال له: «خذْ أجرك، لكني لن أصافح من خان بلاده ولو من أجلي!».

نعم أيها القائد، لا تقف متفرجاً إنهم يحرقون لبنان بأيديهم ويقتلوننا أحياء.

ألم تبكيك عيون الأمهات والآباء وعيون العسكر التي تذرف الدموع من شدّة حزنها وألمها؟ والله حرام...

حرام وألف حرام على ما أوصلونا إليه! فدموع الناس وعناصر الجيش تختصر الكلام... ويا لقساوة الدهر علينا!... أين هي عدالة الأرض؟..

ولكن ما دام الشعب يؤمن بك أيها القائد الحكيم فالنصر لنا وللبنان بإذن الله.

ولك ولجيشك العظيم منا ألف تحية.

المصدر :اللواء