الخميس 15 تموز 2021 12:19 م |
ما بين الدّيك والثعلب يا قلبُ لا تتعب! |
يُروى أنّه في غابر العهود، والزمن الموعود، والحوض المرصود، وما بين نغمة الناي والعود، وتطوّرات الأوضاع في سائر الوجود، مرّ ثعلب ذات مرّة بقرية تُسمّى (غابة الحدود) فرأى ديكًا يزهو بطلّته البهيّة وعنفوان العنجهيّة فقال له: "إنّي سمعت صوت أبيك مرّة فأعجبت به كثيرًا وتمنّيت لو أسمعه مرّة ثانية". فقال الدّيك: "إنّ صوتي جميل كصوت أبي". فأغمض عينيه ليصيح، فانقضّ عليه الثعلب وهرب به بعيدًا. فركضت خلفه جميع كلاب القرية. فقال الدّيك للثعلب الذي يمسك به: إذا أردت أن تتخلّص من هذه الكلاب، فقل لهم إنّ هذا الدّيك ليس من قريتكم. وهذا ما حدث. فتح الثعلب فمه ليتكلّم فسقط الدّيك من فمه وهرب. فقال الثعلب: "قبّح الله الفم الذي يتكلّم حينما ينبغي له أن يصمت". فأجابه الدّيك : "وقبّح الله العين التي تغمض حينما ينبغي لها أن تستيقظ". وفي نظرتنا للواقع المأساويّ الذي نعيشه اليوم في بلد المتغيّرات والعبرات، وقلّة الحيلة وخنق الكلمات، يصحّ القول في همسات السياسة: "ما بين عين الدّيك وفاه الثعلب يا قلب لا تتعب". وإنّ اللبيب بالإشارة يفهم... وإنّ الغريب بالمنارة ينعم... وإنّ القريب بخطبه يتلعثم... وإنّ الطبيب من جرحه يتألّم... المصدر :جنوبيات |