الجمعة 16 تموز 2021 10:47 ص |
رَمْزُ العَطاءِ بِلا حُدودٍ، إنّها كالغَيثِ لَمْ تَعتَبْ عليها ناحِيَهْ |
قصيدة او باقَةُ رِثاءٍ مُهْداةٌ إِلى المرحومةِ الفاضلة الحاجَّة زاهية محمود يوسف الدُّرّ (أُمّ طلال حمُّود) (رضوانُ اللهِ عليها) بلسانِ حالِ نجلها البارّ الدُّكتور طلال حمُّود وكل الشكر للشاعر القدير الدكتور عباس فتوني* وارجوكم ان لا تنسوها من الدعاء والصلوات والفاتحة*:
أُمِّي بِأَلْوانِ المَحَبَّةِ زاهِيَهْ
ما جَفَّ طُولَ العُمْرِ نَبْعُ حَنانِها
ما شِئْتَ حَدِّثْ عَنْ طَهارَةِ رُوحِها
أُمِّي كَفاها رِفْعَةً وفَضيلَةً
وشَهادَتي مَجْروحَةٌ في حَقِّها
رَمْزُ العَطاءِ بِلا حُدودٍ، إِنَّها
تُعْطي بِلا مَنٍّ، وهَذا دَأْبُها
مِعْطاءُ مِثْلُ البَحرِ جادَتْ كَفُّها
أَدَّتْ صَلاةَ الفَجرِ في مِحرابِها
هِيَ نُورُ عَيْني كَيْفَ تَمْضي فَجْأَةً
أَصْبَحْتُ أَبْحَثُ بَعْدَها عَنْ بَسْمَةٍ
لولا الأُمومةُ ما عَرَفْتُ طُفولَتي
تَبْقَى مَعي رُوحًا طَوالَ مَسيرَتي
تاللهِ لو يُجْدي البُكاءُ بَكَيْتُها
سَلْوايَ حِينَ فَقَدْتُ أُمِّي أَنَّها
سَلَكَتْ طَريقَ الخَيْرِ تُرْضي رَبَّها
في أَرْضِ عامِلَةٍ نَمَتْ وتَرَعْرَعَتْ
ولَكَمْ شَكَتْ مِمَّا أَصابَ بِلادَنا
وهيَ الَّتي عَشِقَتْ مواقِفَ زَيْنَبٍ
المَرْءُ إِنْ يَفْخَرْ بِدُرٍّ فاخِرٍ
كانتْ مُعَلِّمَتي، كِتابَ سَعادَتي
أَبْناؤُها مِرآتُها بِحِوارِها
سَهِرَتْ لِتَحْمِيَنا برَمْشِ عُيُونِها
هَيْهاتَ نَنْسَى فَضْلَها وجِهادَها
نَحْنُ الَّذينَ بِكَدِّها نِلْنا العُلَى
رَحَلَتْ وما رَحَلَتْ مَنارُ عُيُونِنا
يا نَجْمَةَ الصُّبْحِ الَّتي فارَقْتُها
لِمْ لا؟ وَأَنْتِ لِكُلِّ جُرْحٍ بَلْسَمٌ
أُمَّاهُ، بَعْدَكِ لا نُطيقُ مَرارَةً
بالأَمْسِ كمْ عَمُرَتْ بِظِلِّكِ دُورُنا!
نُهْديكِ فاتِحَةً وصِدْقَ مَشاعِرٍ
طُوبَى لَكِ الفِرْدَوْسُ أَرْحَبُ مَنْزِلٍ تأليف الشاعر الدكتور عبَّاس فتوني مشكوراً.
المصدر : جنوبيات |