الثلاثاء 3 آب 2021 10:09 ص |
من لطائف القضاة! |
الأمير عامر الشعبيّ التابعيّ، القاضي والفقيه والمحدّث والمؤرّخ العربيّ هو: عامر بن شرحبيل بن عبد بن ذي كبار، وكنيته أبو عمرو الشعبيّ اليمانيّ. من مواليد الكوفة بالعراق عام 21 هجريّ الموافق 641 ميلاديّ تقريبًا. يُعدّ أحد أقطاب العلم إلى جانب سعيد بن المسيّب بالمدينة، والحسن البصريّ بالبصرة، ومكحول بالشام. ويُروى أنّه ذات دخل عليه رجل شاكٍ فقال: أيّها القاضي إنّي أنازع إخوتي، فقد توفّي أبانا، فقال له الشعبيّ: قل أبونا، فقال: فورثنا من أبونا، فقال الشعبيّ: قل أبينا، فقال: وقد وصّى أبينا، قال الشعبيّ: قل أبونا، قال: فما ورثنا أبونا، قال الشعبيّ: قل أبانا. فغضب الرجل وقال: أرى أنّي أحاول موافقتك ولكنّك مُولعٌ بمخالفتي، فقال له الشعبيّ: وأنا والله أرى أنّ ما ضاع من لسانك أعظم ممّا ضاع من ميراثك! إنّها من لطائف القضاة الشرفاء الذين لا يرضون بالأخطاء حتّى وإن كانت لغويّة تتعلّق بالصرف والنحو وخلافه. فكيف إن كانت أخطاء مادّيّة أو معنويّة مغلّفة بسحب قانونيّة قد تخدع البعض، بيد أنّها لا تخدع القاضي الحصيف والعادل الذي لا يخشى في الله لومة لائم. ما أحوجنا اليوم إلى مثل هؤلاء القضاة الأفذاذ لوقف الحرب العبثيّة التي خيّمت على لبناننا العزيز واستنزفت قدراته على الصعد والمستويات كلّها. فالعدل أساس الملك، والقضاء العادل وحده المعوّل عليه لبناء دولة السيادة الوطنيّة وكفالة القانون. وهو ملح الأرض، فإذا فسد الملح فبماذا يملّح؟! المصدر :جنوبيات |