الجمعة 6 آب 2021 14:05 م

جون أحيت الذكرى السنوية الأولى للشهيد كاظم شمس الدين


* جنوبيات

جون – أحمد منصور

في جو من الحزن، ووسط زرف الدموع، ولمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإنفجار مرفأ بيروت، أحيت عائلة وأصدقاء ومحبو الشهيد كاظم شمس الدين في جون، الذكرى السنويى الأولى، خلال وقفة تذكارية وإحتجاجية في حديقة الفنان نصري شمس الدين .

      وقد رفعت في المكان صورة كبيرة للشهيد كتب عليها " كاظم شمس الدين، شهيد الوطن ". وقد وزعت عائلة الشهيد الورود الحمراء والبيضاء، الذين اصطفوا حول تمثال الفنان نصري شمس الدين في الحديقة، وكأنه يشارك أبناء بلدته وعائلته في مصابهم .
عيد  
 وكانت استهلت الوقفة بالنشيد الوطني، ثم دقيقة صمت على أرواح شهداء انفجار المرفأ والشهيد كاظم، ثم رحب بالحضور ابراهيم عيد، وألقى قصيدة من وحي المناسبة فقال: "أنا لا أفهم في العلم الجنائي، ولا  اعرف كيف تدار البلاد، لكنني أعرف بأن جريمة حصلت ومن بعدها ... دخلنا في السواد، وأعرف القاتل جلّ معرفة، وأعرف من  وضع يده على الزناد، فساعة يتلطى بحصانة من هنا، وساعات بحماية الأوغاد، أنا لا اعرف في العلم الجنائي ولا أعرف كيف تدار البلاد، انا اعرف، بأنهم قتلوا كاظمنا، واريد اقتيادهم الى المشانق شر اقتياد ...
شمس الدين
 ثم القت كريمة الشهيد ريهام كلمة العائلة، فشكرت أبناء جون والأصدقاء على هذه اللفتة، ونقلت عن والدها جملة من المفردات وقال: ماذا أفعل وقد كتب عليّ أن أعيش غريبا في هذه الدنيا. ان أتعس ما أكون عليه عندما أسافر أن أترك جزءا من قلبي ووجداني . ينفطر قلبي لفراقكم يا أحبائي وما أسعى اليه أن تكونوا سعداء دائما يحدوكم الأمل يوميا بفجر جديد. أنتم أملي في المستقبل وحياتي التي أعيش من أجلها أبدا"، بهذه الكلمات عبّر أبي عن معاناته عندما اتخذ القرار هو ووالدتي بأن ندرس في بيروت. لم يكن أبي رجلاً عادياً ، حكايته حكاية كل مغترب لبناني ترك وطنه بحثاً عن مستقبل أفضل له ولعائلته؛ لم يكن رجلاً أنانياً اذ آثر الذهاب الى السعودية للعمل بدلاً من الدراسة في الولايات المتحدة فعل ذلك من أجل والديه وبعدئذ من أجلنا". 
    وأضافت "كانت حياة أبي حافلة بالاحداث، أحب ضيعته الى أقصى الحدود وحمل لواء عمو نصري العظيم وها نحن نجتمع اليوم في حديقته.   يستذكر أبي أغاني عمو نصري عن الغربة والسفر التي أثقلت حياته هو الذي انتظر مجيئ أحفاده ريكاردو ويارا وريان من الغربة لكي ترتسم الابتسامة على وجهه علهم ينسونه مشاكل البلد وهمومها التي شغلت باله.    احتضنته الغربة أربعين عاماً وعندما قرر أن يتقاعد في منزله الذي تعب في بنائه اختار القدر أن يرحل من بيروت التي لم يكن من معجبيها في منزل لم يكن منزله بعيداً عن الضيعة والأرض التي أحبها جون. "
     وتابعت" يستذكر أبي ظروف موت عمو نصري الأليمة ليصاب بدوره بظروف مشابهة عندما لم نجد من مسعف له بعد سقوطه جراء انفجار المرفأ.   وبعد عام على الانفجار المشؤوم أقول لك أننا لا نصدق أنك غائب بجسدك نصلي لكي نرى طيفك في حلم ما أو رؤية نراك ونسعد حينها لرؤيتك مرتاحاً أينما أنت في رحاب الرب الرحيم بعيداً عن ظلم هذه الارض.   بعد عام على الانفجار لا يزال ريكاردو حبيب قلبك يتخبط في مشاعره تراه تارةً يقوم بتهيئة مكان نظيف لإقامة الصلاة لك مع صديقه الديناصور أسأله ماذا تفعل ويقول لي أصلي وأحضر المكان كي يعود جدو؛ الحياة ليست جميلة من دونه.  يشتاق لك يارا وريان ويحدثان صورك التي ملأت البيت. "
يصعب علينا تصديق أن البيت الذي بنيته لن يلمح طيفك مجددا وأن الحديقة بأزهارها وسنديناتها لن تشهد على وطئ قدميك الطاهرتين. لست بأب عادي ولا بإنسان عادي ملأت حياتنا حباً وحنانا ونحن نعلم أنك رحلت رغماً عنك "أنا ما في شي بردني عنكم غير ملك الموت يعني مشتاق لالكم كتير وبدي شوفكم."
"بابا فيك تجي تاخدني؟" "بابا فيك تجبلي؟" "بابا فيك توصلني" "بابا فيك اليوم بليز تضل ببيروت؟ 
لم تذهب الى جون. لم نعلم أن الثلاثاء من ٤ آب المشؤوم هو الأخير لنا معك. 
"أحيانا اجلس الى نفسي وأساوي ما بين بعدكم عني والنتيجة التي سآخذها نتيجة هذا البعد ,وأصل الى الخلاصة المحزنه بأن لا شىء في هذا الوجود يساوي دقيقة رحيل ولحظة غياب؛" أقول لك أن الحياة من دونك صعبة وأن رحيلك وغيابك يساويان دهراً بكامله. 
 وختمت "ستبقى كلماتك مطبوعة في ذاكرتنا  نسلم أمرنا لله عاملين بما كتبت"أنا اريدكم ان تؤمنوا بان الله موجود معكم دائما يسدد خطاكم ويدفعكم في الطريق الصالح." قال ربي : فقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .  نحبك وأقتبس من أخي حسن "أنت الذي اذا طلبنا منه نجمتين تأتي محملاً على ظهرك السماء." لا بد للعدالة ان تتحقق وللحقيقة ان تنجلي ولا بد ان يحاسب الفاسدون."
 صالح
      وكانت كلمة لصديق الشهيد كاظم، خضر صالح فقال :صديقي كاظم شمس الدين (ابو حسن ) عرفتك حر الكلمة. شديد العُرضة . كثير المعارضة. لا توارب. لا تُصانع. لا تُجابي. تَصدُق في الجدال. وتَصلُب في القتال. منيع عنيد مريد. تؤمن بالله ولا تؤمن بسواه . تخالف لا لتُعرف. بل لتُنصِف وتُنصَف.
 وأضاف "اغتالتك هذه السلطة  المجرمة ، حُكامٌ، يدمرون ويُفسدون ومن فسادِهم يكسبون ، انهم تجار لا زعماء، يتاجرون بالسياسة وبالحرب وبالدستور ، يتاجرون بآمال الشعب واملاكه ، يتاجرون بمصائبه وويلاته بودمه ودموعه بوأقدس الاشياء لديه ،وكلُ دأبهم ان ينهبوا ويبيعوا ويخزّنوا وكلٌّ في قلبه يقول : بعدي الطوفان ."
   وقال:"هؤلاء الطغاة الفاسدين، هؤلاء هم السفهاء ..... ربنا اتهلكنا بما فعل السفهاءُ منا ؟  اقول لك لا تنم ابقى يقظاً ومتيقظاً إنك، ورفاقك شهداء انفجار الرابع من آب البوصلة التي بها نهتدي لترشدنا الى طريق الحقيقة لمحاسبة ومحاكمة كل المجرمين وكل من كان سبباً لأستشهادكم ."
 وختم بالقول :"سنردد بإستمرار ما كنت تردده دائماً بأننا هزمنا ولكن لن نستسلم سنبقى نقاوم من اجل بناء وطن حر ديمقراطي يليق بنا وبأبنئنا بعيداً عن كل مشاريعهم الطائفية الرخيصة .
وشكر كل من ساهم في هذه الوقفة .
  بعدها توجه الجميع الى ضريح الشهيد في جبانة البلدة، حيث تم تلاوة سورة الفاتة وايات قرآنية ، ووضعت الاكاليل على الضريح .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر :جنوبيات