أكد عضو اللجنتين التنفيذية لـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد أنّه "لم تستطيع قوّة في الأرض انتزاع القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، من "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" بقيادة السيد الرئيس محمود عباس، فقد دُفِعَتْ تضحيات للحفاظ على قرارنا المُستقل، واشتدت الهجمة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال استهداف حركة "فتح" وضرب "مُنظّمة التحرير"، وكانت آخر هذه المُحاولات "صفقة القرن"، التي قضينا عليها بجهودنا وصمودنا وتلاحم أبناء شَعبِنا في الداخل والشتات".
وكشف الأحمد في حلقة برنامج "من بيروت" عبر شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "معركة التصدّي لمُحاولات السيطرة على القرار الوطني الفلسطيني المُستقل"، عن "توجيهات الرئيس "أبو مازن" تقديم أدوية عبر وزارة الصحة الفلسطينية إلى أهلنا في مُخيّمات لبنان، وذلك بعد التطوير الذي شهدته مُستشفياتنا في لبنان من تجهيزات وكادر طبي، وتقديم الاستشفاء إلى الجميع دون تفرقة في الجنسية".
وقال الأحمد: "يكتسب "المُؤتمر العام الخامس لإقليم حركة "فتح" في لبنان"، أهمية في توقيت انعقاده، لأنّ الساحة اللبنانية لحركة "فتح"، قدّمت التضحيات الجِسام، وأبناء شَعبِنا في لبنان، حملوا الثورة الفلسطينية مُنذ انطلاقتها، وما زالوا الجِدار المنيع للدفاع عن العمل الوطني الفلسطيني المُستقل، وعن الثورة الفلسطينية و"مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، ومن أجل الحفاظ على قرارها الوطني الفلسطيني المُستقل، لذا كان عنوان المُؤتمر "القرار الوطني الفلسطيني المُستقل" - "دورة الشهيد الدكتور صائب عريقات"، وأقول له ولكل شهدائنا، وفي مُقدّمتهم الشهيد الخالد فينا مُؤسِّس هذه الثورة "أبو عمّار" ونحن في ذكرى ميلاده: ناموا قريري العين، أنتم وكل شهدائنا، لن نخون الأمانة التي استشهدتم وناضلتم وقاتلتم من ساحة إلى ساحة من أجل الحفاظ عليها".
ورأى أنّ "النجاح الكبير الذي حقّقه مُؤتمر إقليم حركة "فتح" في لبنان، شاركتنا فصائل "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" كلها في حضور افتتاحه، اعتبروا هذا النجاح، نجاح لهم جميعاً".
واستطرد الأحمد قائلاً: "الساحة الفلسطينية في لبنان، عندما نقول مُوازية لساحة الوطن، فهي تحرّكت مُنذ بداية هبّة القدس والتصدّي في كل أنحاء الوطن والداخل الفلسطيني مُنذ العام 1948، كان الصدى فوري في مُخيّمات لبنان، الذين شاركوا أيضاً في التصدّي لحظة بلحظة، ويوماً بيوم وكل أبنائنا في الشتات، لذلك لن تستطيع قوّة في الأرض أنْ تُنهي هذه الثورة، وهذا القرار المُستقل لن يستطيع أنْ ينتزعوه من قيادة "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" ورئيسها "أبو مازن"، ونحن واثقون من أنّنا سنصل إلى نهاية النفق، كما كان يُردِّد الشهيد القائد "أبو عمار": "سيصل شبل فلسطيني وزهرة فلسطينية، يرفع راية الحرية والاستقلال فوق مآذن القدس وكنائس القدس وأسوار القدس"، وقد أصبحنا نُسابق الزمن من إنجاز برنامجنا الوطني بإقامة دولتنا المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على طريق حل أيضاً كل القضايا العالقة والمُؤجلة، وفي مُقدّمتها عودة اللاجئين وحل قضيتهم وفق القرار الدولي 194، وبالتالي لم يُخلق بعد مَنْ يستطيع أنْ يتنازل عن ذرّة تراب فلسطينية، أو من تراب القدس، التي فشل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومَنْ معه بتحقيقها".
وأشار إلى أنّه "على الرغم من كل الأزمات التي تُواجهها الساحة اللبنانية وأهلنا في مُخيّمات لبنان، الذين صمدوا وضحّوا وقاتلوا واستشهدوا، وكذلك مُخيّماتنا في سوريا، عيننا على كل مُخيّم وكل مدينة وقرية داخل فلسطين، وأيضاً على مُخيّمات الصمود والتصدّي في سوريا ولبنان، لذلك نعمل باستمرار من أجل تطوير حياتنا المعيشية والثقافية والاجتماعية والصحية والتعليمية، لا نعتمد فقط على ما تقوم به "الأونروا"، التي هي مُلزمة القيام بدورها، لكن بسبب المُحاولات التي جرت لتصفيتها من قِبل الولايات المُتحدة الأميركية و"إسرائيل"، نقول أيضاً أي نقص وأي ضعف في تأمين الرعاية بكل أشكالها، سنكون نحن حراس على تقديم كل شيء".
وأضاف: "في الفترة الأخيرة، اشتدت الهجمة من أجل تصفية القضية الفلسطينية من خلال ضرب حركة "فتح" حامية القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، وضرب "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، وكانت آخر هذه المُحاولات، "صفقة القرن" ومَنْ التفَّ حولها من الصهاينة الجُدُد في منطقتنا، لكن نقول كما قال "أبو عمار": "ما دام هناك طفل فلسطيني يُوجد، لن تستطيع قوّة في الأرض أنْ تُنهي هذه الثورة المُعاصِرة التي انطلقت في 1-1-1965، وأعادت الاعتبار للشخصية الوطنية الفلسطينية المُستقلة، والكيانية الفلسطينية من خلال وطنها المعنوي "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، التي ينضوي تحتها كل الفلسطينيون، وسنستمر في الدفاع عنها".
ولفت إلى أنّه "في مُؤتمر إقليم حركة "فتح" بحضور كل الفصائل، خاطبتُ أبناء "فتح" في المُؤتمر وفصائل "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، واجتمعتُ معهم من دون استثناء، وناقشنا الأوضاع السياسية العامة في الساحة الفلسطينية، وأطلعتهم على ما تمَّ حول الوضع السياسي بتصفية "صفقة القرن"، التي قضينا عليها بجهودنا وصمودنا وتلاحم أبناء شَعبِنا في الداخل والخارج، وفي الشتات، ودور جاليتنا في الولايات المُتّحدة الأميركية وأوروبا وغيرها، الذي كان لهم تحرّك بارز مُنذ عدوان غزّة، فمُنذ ورشة البحرين، انتهت "صفقة القرن"، وهذا ما قاله جاريد كوشنير عند انعقاد المُؤتمر الصحفي: "لا نستطيع أنْ نُمرِّر شيئاً قبل الحل السياسي للقضية الفلسطينية"، لا مشاريع في سيناء لغزّة، ولا مشاريع للدول العربية: لبنان، سوريا، الأردن، مصر وفلسطين، الأساس الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بمُوافقة القيادة الفلسطينية، بعدها نستطيع أنْ نقوم بأي شيء في المجال الاقتصادي".
وأوضح أنّه "عندما اجتمعت القيادة الفلسطينية في رام الله، فور بدء طرح "صفقة القرن"، وظهور ملامحها، أخذت قراراً بقطع العلاقات كلّها مع الولايات المُتحدة و"إسرائيل"، بعدها بدأت إدارة ترامب تُدلي بتصريحات مُتناقضة، وهنا أود أنْ أقول: للأسف، الذي شارك في هذا الاجتماع وأخذ القرار بقطع العلاقات هي فصائل "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" فقط، وكلهم التحقوا في ما بعد برفض "صفقة القرن"، وهكذا انتهت".
واسترسل قائلاً: "عندما بدأت الحملة الانتخابية الأميركية لمُرشّح "الحزب الديمُقراطي" جو بايدن، وقد تبنّى التصدّي لـ"صفقة القرن" بشكل كامل، والعودة إلى ما قبلها، انتهت. إذ للمرّة الأولى بتاريخ الانتخابات الأميركية يتعهّد مُرشّح، وفور نجاحه يُؤكد التزامه ويبدأ بخطوات عملية، وبدأ ذلك بإعادة القنصلية الأميركية إلى القدس الشرقية، وآخر خطوة قام بها الكونغرس، أقرَّ مُوازنة إعادة افتتاحها، كذلك، فقد أعادوا الاعتبار من جانبهم للعلاقة مع "الأونروا"، ودفع مُساعدة لها بقيمة 50 مليون دولار أميركي، وأركّز أولاً على دورها السياسي وليس الاقتصادي. وقالت إدارة بايدن: بحل الدولتين، والتزموا. الآن نحن نتحرّك سياسياً من أجل عقد "مُؤتمر دولي" تحت مظلّة الأُمم المُتّحدة، بمُشاركة الرباعية الدولية، لم تعد أميركا وحدها أو دولة واحدة ترعى عملية السلام، بل كل المُجتمع الدولي، استناداً إلى مرجعية قرارات الشرعية الدولية، وقلنا لهم توسيع دائرة المُؤتمر ليشمل الرباعية، الصين، اليابان، ألبانيا ودول عربية: الأردن، مصر، وإذا هناك إمكانية للسعودية وجنوب إفريقيا، لأننا نُريد أنْ يُنفّذ المُجتمع الدولي القرارات التي أقرّها، وأنْ يتمسّك بها ولا يجري تآمر عليها كما تمَّ من قِبل الإدارة الأميركية السابقة و"إسرائيل"، وأهم هذه القرارات: عدم شرعية الاستيطان، القدس الشرقية العاصمة، الدولة المُستقلة التي أخذت الأُمم المُتحدة قرار بقبول عضويتها فيها بصفة مُراقب، وهي ما زالت دولة تحت الاحتلال وتُمثّلها "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، ولجنتها التنفيذية هي حكومة الدولة، إلى أنْ تكتمل السيادة وتُصبح الدولة هي صاحبة السيادة وحكومتها".
ونبّه إلى "أهمية أنْ نكون حذرين ونتصدّى لاستهداف "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، وقلعة الصمود حركة "فتح"، فكما قالت الفصائل تاريخياً "فتح" بخير يعني أنّ "مُنظْمة التحرير الفلسطينية" والفصائل بخير، وبالتالي لا نسمح بنقل الانقسام إلى "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، يومياً هناك شهداء، رغم التهدئة التي فُرِضَتْ في غزّة، لكن الضفة الغربية ما زالت تشتعل، ونحن نُريد التهدئة في غزّة لا نُريد استمرار العدوان على غزّة، وفي نفس الوقت أهلنا في غزّة لهم أساليبهم كيف يُشاركون في التصدّي للاحتلال حتى يتم إنهاؤه".
وعرض الأحمد إلى "التطوير الذي شمل القطاع الصحي الفلسطيني في لبنان، وفي مُقدمه "مُستشفى الهمشري"، وبقية المُستشفيات والمُستوصفات الفلسطينية في لبنان، وشمل الكفاءات والتجهيزات، فقد أصبح هناك أحدث أجهزة لتصوير الأشعة، القسطرة المُتطورة، التي أشرف الرئيس "أبو مازن" شخصياً على تزويدها، وكذلك الضمان الصحي، أصبح الآن موجوداً لكل الفلسطينيين في لبنان، سواءً أكانوا مُتفرغين أو غير مُتفرغين، وأيضاً عائلات الشهداء هم جزء أساسي ورعايتهم مُستمرة. وهناك تطور بالتعليم، من "صندوق محمود عباس"، الذي تأسس مُنذ سنوات، وكل عام هناك آلاف الخريجين الناجحين، الذين تُدفع لهم أقساطهم الجامعية. كما أنه يوجد صندوق دعم المشاريع الصغيرة، "صندوق الاستثمار الفلسطيني"، الذي يقوم بخدمة أهلنا في مُخيمات لبنان بسبب طبيعة الأوضاع في لبنان، وفي ظل مُواجهة أزمة مالية وانهيار العملة اللبنانية، وقلنا لهم لا تقلقوا، سنقدم كل شيء مُمكن من أجل دعم صمود أهلنا في لبنان، وسنعمل على توفيره، لا تقلقوا من الخسائر التي حصلت لأصحاب المشاريع الصغيرة".
وأشار إلى أنّه "مع بداية "كورونا"، وقبل أن يُعلن عن حالة واحدة في مُخيمات لبنان، تم التعاون بيننا وبين وزارة الصحة اللبنانية، "الصليب الأحمر اللبناني"، واستعنا بخبرات الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي ذهب بنفسه أيضاً إلى "مُستشفى الهمشري" من أجل فصل جزء من المُستشفى ليُخصص لمرضى "كورونا"، وجرى بناء غرف صغيرة قادرة على الحجر إذا احتجناه، وقنا أيضاً بالتعاون مع "الأونروا" في سبلين، وجرى تجهيزات واستمرينا، وبدأ إرسال الأدوية والعلاجات، في الوقت الذي كانت فيه غير مُتوفرة، ونحن نقوم بسباق من أجل تطوير بعض المُستشفيات في لبنان وسوريا".
وختم الأحمد: "الرئيس "أبو مازن"، كان يُتابع فقدان الأدوية في لبنان، وأعطى توجيهات لتأمين شحنة، وقد زَوّدنا سفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور بقائمة الأدوية المطلوبة، وهي شاملة، وجُهِّزَتْ من قِبل وزارة الصحة الفلسطينية ورئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية، يُشرِف شخصياً على مُتابعتها. نحن لا نُريد أنْ نُرهِق الحكومة اللبنانية، بل نُريد التعاون معها ونُخفّف عنها، لأنّنا نعلم بأنّها لن تُقصّر تجاه الفلسطينيين ورعايتهم ، خاصة في هذا المجال، لكن، بقدر ما نستطيع نُريد أنْ نُساعد، وفي "مُستشفى الهمشري" يستقبلون أيضاً اللبنانيين، السوريين والأجانب، بالتالي لا فرق بين لبناني، فلسطيني، سوري، وأي عربي مُقيم في لبنان، العلاج للجميع".
https://youtu.be/pbAn623MhwM