السبت 7 آب 2021 10:11 ص

لبنان ينجو من "قطوع أمني" على وقع التوتر الحدودي... والرئيس عون وميقاتي يؤجّلان الخلاف


تجاوز لبنان قطوعاً أمنياً جديداً، بعد التداعيات الخطيرة التي رافقت الحدث جنوباً، إلّا أنّ صوت العقل والحكمة تغلّب هذه المرة أيضاً. وقد امتازت القوى السياسية جميعها بخطابها الرصين درءاً لأي فتنة. وكان بدوره رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، صمّام أمانٍ  للسلم الأهلي، معطياً توجيهاته منذ اللحظة الأولى بعدم الانجرار إلى ردّات الفعل، وتهدئة الشارع كما وسائل التواصل الاجتماعي، لينتصر الوعي، وينجو لبنان من خطرٍ هو بغنى عنه في ظل كل المأساة التي يعيشها الشعب اللبناني على كافة الصُعد. فالجبهات مستنفرة، والتوتر قائم. أمّا الاستنفار فمستمرٌ على الجبهة الجنوبية، ولكن الأكيد حتى الآن، وبناءً على تأكيدات حزب الله والعدو الإسرائيلي، أن لا رغبة، ولا مؤشّر، ولا استعداد للتصعيد والذهاب إلى مواجهة مفتوحة.

مصادر مطّلعة تؤكّد عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ ما يجري هو تثبيت لمعادلة ضربة مقابل ضربة، والحفاظ على قواعد الاشتباك بدون الدخول في معارك طويلة ولا مواجهات عسكرية. فالاتصالات المحلية والدولية بدأت للملمة ذيول ما جرى ولاحتواء أي محاولة للتصعيد. 

الأكيد أنّ منسوب الضغوط يرتفع، ويبقى الحل مرتبطاً بتسويةٍ سياسية كبرى داخلياً، كما هو الحال بالنسبة إلى الوضع الخارجي، إذ أنّه لا يمكن النظر إلى الحل في لبنان بدون تسوية إقليمية.

وبانتظار هذه التسوية، يستمر التشاور في سبيل تشكيل الحكومة. بالأمس عُقد اللقاء السادس بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، وهو لم يحمل جديداً باستثناء التفاؤل الذي عمل ميقاتي على بثّه بعد لقاء الخميس، وقال بعد اللقاء: "أمّا في ما يتعلّق بالموضوع الحكومي، فأنا وبكل صراحة كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع اليوم. وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون، فالصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور في خواتيمها بإذن الله."

ورداً على سؤال عن استبدال وزارة المال للطائفة الشيعية بوزارة الداخلية، أجاب: "إنّ كل هذا الكلام، ومع احترامي للإعلام، هو كلام صحافي، وليس له أي أساس."

وأشار، رداً على سؤال عن موعد لقائه التالي مع الرئيس عون، إلى أنّه "ستكون هناك اتصالات غداً للاتّفاق على موعد اللقاء". وعن موضوع المداورة في الحقائب الوزارية قال: "إذا اتُّخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب، فإن عدم المداورة سيشمل أغلب الحقائب".

وتكشف معلومات "الأنباء" الإلكترونية أنّ ميقاتي التقى يوم الخميس بموفد عن حزب الله حيث وضعه في أجواء آخر التطورات الحكومية. وتفيد المعلومات بأنّ عون وميقاتي اتّفقا على تأجيل البحث في المواضيع الخلافية، وخصوصاً المداورة وتوزيع الحقائب السيادية، إلى المرحلة المقبلة مقابل الإبقاء على البحث حالياً في ما يمكن الاتفاق عليه لجهة الحقائب الأخرى والأسماء. 

وتفيد مصادر متابعة عبر "الأنباء" الإلكترونية بأنّ عون بقي مصراً على مسألة المداورة فيما ميقاتي يفضّل عدم فتح هذا الباب لأنه سيؤدي إلى مزيدٍ من العرقلة والتعطيل.

واتّفق الطرفان على أخذ وقت للتفكير والتشاور مع القوى الأخرى حول ما يمكن تحقيقه على صعيد المداورة، ليتمّ بعدها التواصل بينهما لتحديد موعد للقاء جديد.

المصدر :الأنباء