الأحد 14 آب 2016 09:48 ص |
نصرالله يطلق معادلة جديدة: القتال على أرضهم! |
إعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن إسقاط أهداف الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز - آب 2006، كان تاريخياً وإستراتيجياً، نسبة إلى الأهداف التي كانت موضوعة. وأوضح نصرالله في كلمة له في الذكرى العاشرة لإنتصار تموز، أن الحرب كانت قراراً أميركياً نفذته إسرائيل وكان من أكبر أهدافه "سحق المقاومة وشطب حزب الله من المعادلة الداخلية والاقليمية". وقال نصرالله، أن "انتصار تموز أصبح مفصلاً تاريخياً لإسرائيل وله تداعيات على هذا الكيان" مضيفاً أن " المؤسسة العسكرية الاسرائيلية اهتزّت من الداخل بعد حرب تموز"، معتبراً أن "الهدف الأكبر للعدوان تمثل في مشروع الشرق الأوسط الجديد وهذا ما أفشله الانتصار"، وأن المقاومة "أسقطت العقيدة العسكرية الاسرائيلية وبات الجيش يفقد الثقة". وتقدم نصرالله بالشكر إلى إيران وسوريا لوقفتهما مع المقاومة، كما حيا كل من شارك في صنع هذا الإنتصار من المقاومة والجيش اللبناني والشهداء والجرحى والصامدين"، كاشفاً أنه "عندما يجري الحديث عن انتصار محور المقاومة في حرب تموز يجب الحديث عن عنوان عريض اسمه إفشال أهداف العدوان". وأشار نصرالله الى ان الكل متفق على أن المفتاح هو إنتخاب رئيس للجمهورية والمعطيات موجودة أمام الجميع، مشيرا الى انه منذ ما قبل حرب تموز نحن ملتزمين مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون إنتخابه رئيسا للجمهورية، وإذا تم التوافق على الرئيس نحن منفتحون على رئاسة الحكومة. ولفت الى انه في الأيام السابقة ارتكب البعض خطأ وعاد واعتذر، وهو لم يكن خطأ، ونحن من اليوم نعلن أن مرشحنا لرئاسة المجلس النيابي الوحيد هو نبيه بري، شريكنا هو وحركة أمل في المعركة والسياسية وفي الآلام والجراح، وأقول لهم "خيطوا بغير هالمسلة". ولفت الى اننا نؤكد اليوم على استمرار الحوار وعلى ضرورة تحمل الحكومة مسؤولياتها في موضوع النفط والغاز في ظل العجز المالي والإقتصادي، معتبرا ان هناك قرار سياسي في تعطيل استثمار هذه الثروة والحكومة مسؤولة عن أي وقت يضيع على اللبنانيين ونحن اليوم لدينا فرصة في ظل الردع المتبادل مع الإسرائيلي والعالم كل يعرف أن هنا نفط وغاز وهنا نفط وغاز أيضا، مؤكدا ان لبنان اليوم قادر على حماية نفطه وغازه وكل ما عليه هو أخذ قرار باستخراج هذه الثورة، لافتا الى ان الحفاظ على أمن البلد في ظل الأوضاع الصعبة أيضا من مسؤولية المقاومة. في سياق اخر، لفت الى انه "عندما يجري الحديث عن الانتصار في حرب تموز يتم الحديث عن عنوان عريض ومهم جدا هو افشال أهداف العدوان، والذي يريد أن يقول أن هناك إنتصار حصل يتحدث عن إفشال أهداف العدوان، ولكن هذا جانب من الحقيقة". واشار الى ان "اسقاط أهداف العدوان الاسرائيلي الأميركي على لبنان، لأن القرار كان أميركيا، هو انجاز عظيم، ولكن بتذكير سريع للأهداف التي تم إسقاطها وفشل العدو في تحقيقها، ما تم الإعلان عنه في الأيام الأولى من العدوان ومن ثم لاحقا، سحق المقاومة، تحقيق أكبر قدر من تدمير وقتل لعناصر وقادة المقاومة ونزع سلاحها، شطب الحزب من المعادلة الداخلية والإقليمية، إخراج المقاومة من جنوب الليطاني، نزع سلاح المقاومة في جنوب الليطاني، ومن الأهداف تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة وخالية من السكان، إبعاد المقاومة عن الحدود والكل يعرف أنها ما زالت عند الحدود، فرض قوات متعددة الجنسيات وليس قوات من اليونيفيل، نشر هذه القوات مع الحدود مع سوريا أيضا وفي المطار والميناء، الحاق لبنان بالمنظمة السياسية والأمنية لأميركا، ترميم قوة الردع الاسرائيلية، تعزيز مكانة اسرائيل إقليميا ودوليا، واطلاق سراح الاسيرين دون قيد أو شرط، لكن الهدف الأكبر يبقى ولادة شرق أوسط جديد". ولفت الى ان "الجانب الآخر هو النتائج التي ترتبت عن هذه الحرب في حين أن المقاومة كانت في حالة دفاع كامل، لكن بمعزل عن الأهداف هناك نتائج لم تأت من فراغ بل صنعت من خلال المقاومة والصمود والتضحيات والجراح، وأنا أدعو الباحثين والدارسين إلى دراسة هذا الأمر". واوضح ان من هذه النتائج هناك إهتزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مما أدى إلى أزمة ثقة لا تزال قائمة حتى الآن بين المستويات المختلفة، إهتزاز ثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش وقدرته على الإنتصار وحسم المعركة وهذا أخطر شيء بالكيان الإسرائيلي، اهتزاز ثقة القيادة السياسية بالجيش وقدراته، إهتزاز ثقة الجيش بالقيادة السياسية التي كانت في حرب تموز ضعيفة وخائفة، إهتزاز ثقة الجمهور الاسرائيلي بالقيادة السياسية ونشوء أزمة زعامة في إسرائيل. ولفت الى ان "هذه العناوين تعني أن هناك شيء في الجوهر، هو الثقة بين الجيش والجمهور والقيادة السياسية، وهذا له تداعيات مصيرية"، مشيرا الى ان من النتائج أيضا، سقوط العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي وضعها بن غوريون التي لم تسقط في أي حرب عربية إسرائيلية، ولكن في حرب تموز سقطت، وهي كانت تعتمد الحسم العسكري الميداني السريع وتحقيق إنتصارات سريعة والقتال في أرض العدو وعلى الحدود والجبهة الداخلية هادئة، لكن حروب تموز وغزة أثبتت أن هذه الجبهة لن تكون هادئة. وأضاف :"من النتائج أيضا، إدارك القيادة الإسرائيلية بمحدودية القدرة الإسرائيلية، وخفض سقف الطموحات الإسرائيلية وعندما يعلن أهداف اليوم يعلن أهداف متواضعة، تقييد الدور الوظيفي لإسرائيل لتنفيذ المخططات الأميركية وهي فشلت في تحقيق الهدف المطلوب منها من قبل واشنطن في حرب تموز، عودة شبح وسؤال الوجود والبقاء لدولة إسرائيل في الداخل الإسرائيلي". ولفت الى ان بعد حرب تموز عاد السؤال عن الوجود والبقاء بعد أن كانت قبل ذلك في وضع مختلف تماما من الثقة والهمينة والسيطرة لا سيما بعد أن أصبح الأميركان في العراق والبحار ولم يكن هناك عشية هذه الحرب عن بقاء الكيان الإسرائيلي لكن هذا السؤال فتح بعد حرب تموز. وأشار الى ان "الرئيس الإسرائيلي الحالي قال أن "حزب الله لم يكف عن جهوده لتدمير اسرائيل ودعا الى رص الصفوف ونحن نعلم أن الحرب القادمة إذا ما فرضت علينا ستكون قاسية ومع ذلك سنخرج وستكون يدنا هي العليا لأنه لن يكون لنا موعد ثاني" وهو يقول ذلك لأن خسارة اسرائيل يعني أنها لن يكون لها وجود". مضيفا:"رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يقول: "بعد حرب تموز الثانية انقلب الإتجاه وبات واضحا الآن أن اسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها وعاد السؤال حول بقائها يلوح من جديد ليس فقط لدى اعدائها بل لدى حلفائها"، والرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز يقول: "قبل هذه الحرب كان العالم العربي قد سلم بوجود اسرائيل ولكن بعد الحرب بدأ هذا بالتراجع، إن صحة مقولة لا يوجد حل عسكري يعني أن اسرائيل لن تستطيع البقاء في هذه المنطقة". ولفت الى ان من النتائج أيضا، تعزيز قوة ردع المقاومة في لبنان، حيث بات هناك ردع متبادل يعترف به الإسرائيلي، وهذا لم يعد كلام بل حقيقة وواقع يتحدث به كل المسؤولين الإسرائيليين، وهذا الأمر مسلم به لديهم، وحديث نتانياهو قبل أيام عن معادلة الهدوء مقابل الهدوء مع لبنان التي لم تأت إلا من الإقرار الإسرائيلي بمعادلة الردع التي كرستها حرب تموز. واشار الى ان "الجامع المشترك بين كل هذه النتائج أو المصاب التي تؤدي اليه هو التالي: اسرائيل في حرب تموز أصيبت بروحها وثقتها وعزمها وارادتها وعلوها وجبروتها وفي إطمئنانها لبقائها في هذه المنطقة وفي ثقتها بجيشها وقدراتها"، لافتا الى ان المشكلة هي أن الإسرائيلي يقول دائما أنه يريد أن يعمل على كي الوعي العربي كي يقتنع العرب بأن هزيمة اسرائيل غير ممكنة، وفي المقابل هناك ثقة وقدرة على صنع النصر عند الإسرائيلي وهذا تم العمل عليه على مدى عقود من الزمان ولكن جاءت حرب تموز لتؤسس لكي الوعي الإسرائيلي. وقال الى ان في العام 2000 قلت أن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت وهي علقت بالوجدان الإسرائيلي كله، وحرب تموز أكدت هذا المنطق والتوصيف والحقيقة، وهم متأكدون من هذا الأمر، متوجها الى نتانياهو بالقول: "انتم مجتمع أوهن من بيت العنكبوت تعب من القتال ومن الدفاع عن نفسه". ولفت الى ان معركة بنت جبيل كانت معركة الوعي وكان كل هدفهم الوصول إلى الملعب ورفع العلم الإسرائيلي والقول أنهم ليسوا بيت عنكبوت بل قبضة فولاذية لكن هذه المعركة ثبتت مقولة بيت العنكبوت، معتبرا ان بيت العنكبوت يعيش عجز عن الوصول إلى الملعب ليقف ضابط يتحدث عن أنهم ليسوا بيت عنكبوت وهذه قصة معركة بنت جبيل. واشار الى ان "اليوم لا أحد يمن علينا إذا ما في عدوان على لبنان لا الأميركان ولا مجلس الأمن، ونحن منذ 10 سنوات أمن وأمان، وهذا نتيجة حرب تموز ومعادلة الردع والتحول الذي حصل في اسرائيل والوقائع التي فرضها انتصار المقاومة ولبنان ومحور المقاومة في تموز"، معتبرا ان اسرائيل مردوعة أمام بلد هي تعلم أن المقاومة فيه تزداد قوة وايمان وعزم وارادة، لافتا الى ان الاسرائيلي اليوم خائف من إجتياح الجليل بعد أن كانت بلداتنا تعيش على الخوف. وحول الأوضاع في المنطقة، دعا اللبنانيين وشعوب المنطقة إلى متابعة التصريحات التي تطلق الآن في الولايات المتحدة الأميركية حول مسؤولية الإدارة الأميركية حول تأسيس ودعم تنظيم "داعش"، واليوم موجود إعترافات لوزراء وجنرالات كانوا وبعدهم لا يزال في الإدارة الأميركية تقول نحن من أوجد داعش. واشار الى هم كان لديهم إختراق لتنظيم القاعدة وكان لديهم معتقلين في السجون، منهم أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني الذي كان عند البغدادي عند إرساله إلى العراق، وتم إرسال عشرات الآلاف إلى سوريا والعراق، معتبرا ان من يتصور أن الولايات المتحدة التي تلاحق الدولار والبندقية لا تعلم كيفية إرسال أطنان من الأسلحة والأموال إلى سوريا والعراق، لافتا الى ان هم صنعوا هذه الجماعة وهم فعلوا ذلك، بحسب ما يقولون، من أجل ضرب محور المقاومة وبالتحديد حزب الله، لأن الحزب اعتبر هو رأس الحرب الموجود في الميدان وليس لأنه أهم من سوريا، مشيرا الى ان هذا أهم سلاح يستخدمه مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب ضد مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون والإدارة الأميركية الذي يتحدث عن صنع الرئيس الاميركي باراك أوباما وكلينتون لداعش. ولفت الى انه "بعد فشل الشرق الأوسط الجديد وصمود المقاومة في لبنان وفلسطين وصمود سوريا وإيران وهزيمة أميركا في العراق لأن اسرائيل لم تعد أداة مواجهة والجيش الأميركي لم يستطع تغيير المعادلة في أفغانستان والعراق فكانت الحرب بالوكالة وهذا ما تتقنه الولايات المتحدة وكانت قد استخدمته سابقا في أفغانستان وعادوا إلى أصحابهم القدماء من أجل إعادة تجميع التكفريين والإطاحة بأنظمة هي في محور أميركا واسرائيل تم خلق المجموعات التكفيرية"، معتبرا ان "الأميركيين هم من صنع ومول من الخزائن العربية هذه الجماعات وقاتل بها ولكن هذه الورقة بدأ الحديث عن أنها انتهت ولكن هذه الورقة ناخب في الإنتخابات الأميركية وأوباما مصر على معركة الرقة والموصل من أجل هذا الأمر". اضاف:"اليوم جاء وقت القطاف بعد أن جاؤوا بهم، وأنا قلت هذا قبل 5 سنوات عندما توجهت بالحديث إلى مقاتلي القاعدة وداعش عن أن أميركا تريد القضاء عليهم بعد أن صنعتهم ومولتهم ودربتهم، واليوم أقول لكل هذه الجماعات التي لا تزال تقاتل في المنطقة أنتم تم استغلالكم خلال 5 سنوات لتدمير محور المقاومة وشعوب المنطقة وأمال هذه المنطقة ليقوم على أنقاضها أنظمة خاضعة لأميركا واسرائيل وإذا كان لا يزال لديكم شيء من الإسلام أوقفوا هذا القتال القائم لمصلحة أميركا وإسرائيل"، داعيا كل هؤلاء الذين يحملون السلاح إلى وقف القتال، متوجها لهم بالقول:"تم إستغلالكم من قبل أميركا وحان وقت حصاد بعضكم وحصاد الباقين آت وبحال لم يتوقف القتال نحن ليس لدينا خيارات"، مؤكدا ان لا خيار أمامنا الا أن نبقى في الساحات في حلب وفي كل مكان يقتضيه الواجب أن نكون. المصدر : جنوبيات |