الثلاثاء 16 آب 2016 10:56 ص |
الخطير يكشف.. هل بات "بيروت أوبزيرفر" "يديعوت" لبنان؟ |
* عبدالله قمح في العشرين من شهر كانون الأول 2015، نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" المقربة من الجيش الإسرائيلي، تقريراً مفصلاً يوضح الأهداف القادمة الموضوعة على قائمة الإغتيالات في صفوف حزب الله، وذلك بعيد إغتيال القيادي في المقاومة سمير القنطار. نشرت الصحيفة المحسوبة على جهاز المخابرات العسكرية صوراً ومعلومات لشخصيات بينها الشهيد مصطفى بدر الدين الذي إغتيل لاحقاً في دمشق، والعميد الإيراني قاسم سليماني، لكن من تعمدت الصحيفة إخفاء صورته هو النجل الأكبر للشهيد عماد مغنية (إغتيل في دمشق عام 2008) مصطفى مغنية. وبحسب التقرير يومها، نشر معلومات عن أن مغنية الأبن "يحظى بنشاط معين في منطقة جنوب سوريا" وهو "خليفة والده وتلميذ خاله (مصطفى بدر الدين) وهو يعمل في الظل وتسلم مهمات ومواقع قيادية سرية وشغل مناصب ميدانية وأمنية وعمل في مجموعات سرية خاصة"، حيث هدفت الصحيفة العبرية من خلال التقرير، إلى كشف الستار عن "مغنية الأبن" بغاية التمهيد لعمل أمني ما يطاله. في 15 آب 2016، نشر موقع "بيروت أوبزيرفر" الذي ينشر من الولايات المتحدة الأميركية، معلومات قال أنها "سرية" تتعلق بشبكة "قادمون" وهي إطار فعال للمقاومة الإلكترونية ظهر عام 2013، وكانت قد تبنت العديد من العمليات والهجمات الإلكترونية الكبرى التي إستهدفت إسرائيل كان آخرها قبل أشهر قليلة حيث كشفت تلك العملية التي أسميت "إسقاط الوهم" النقاب عن ثغرات مميتة في الشبكة الإسرائيلية وبثت مشاهد حية لمواقع عسكرية وحكومية ملتقطة من كاميرات مراقبة إستطاعت الولوج إليها. الموقع الذي تعمد نشر أسماء عدد من أعضاء الشبكة، بنى معلوماته على ما قال أنها مصادر في "قوى الأمن الداخلي"، سرب عبرها أسماء أشخاص من الواضح أن إسرائيل تتعقبهم منذ فترة، لكن اللافت تعمده إدراج أسم "جهاد فايد مغنية" ضمن اللائحة. ولمن لا يعرف هذا الشخص، فهو قريب لصيق بالشهيد عماد مغنية وتربطه قرابة بطبيعة الحال، بالذي وضعته يديعوت أحرنوت على قائمة أهدافها، أي مصطفى مغنية، فهل باتت موقع "بيروت أوبزيرفر" نسخة عربية من "يديعوت" تسرب أسماء المقاومين بهدف كشف اللثام عنهم تمهيداً لعمل قد يحدث لهم؟ وعلى ما يبدو فإن إدراج أسم مغنية غايته لصق الموضوع بالخلايا ذات البعد الأمني التابعة لحزب الله، وبالتالي التصويب على المقاومة بشكل مباشر. اللافت، هو تسريب أسماء هؤلاء الأشخاص، بمعزل عن أي إنتباه إلى خطورة هذا الأمر على سلامتهم الجسدية، كون الموقع كشف أسماء يعمل الإسرائيلي على تتبعها بعد ان أضحت تشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل. المستغرب أكثر، كيف يتم البناء في هكذا معلومات على مصادر أمنية، وهنا، يفتح قوس أمام مساءلة عن حقيقة هذا التسريب، وإن كان فعلاً مصدره أجهزة أمنية لبنانية أو أخرى أجنبية إستخدمت الموقع، وإذا كان مصدر المعلومات لبناني، فكيف يحق لهذا الجهاز تسريب أسماء أشخاص يقول أنها "تحت المراقبة من أجل التحقيقات"، وهل بات مشروعاً كشف سرية التحقيقات وتسريبها إلى الرأي العام قبل أصلاً الوصول إلى هؤلاء الأشخاص؟ التساؤلات هذه نضعها في عهدة الجهة التي لصق التقرير بها (قوى الأمن) من أجل تبرير ما حصل أولاً وثانياً مساءلة الموقع عن مصدر معلوماته وكيف يعطي لنفسه الحق في كشف أسماء ما، خاصة وأنها بات تضع معلومات خطيرة بيد الإسرائيلي متعلقة بمواطنين لبنانيين يقومون بعمل شرعي هو محاربة إسرائيل المصنفة في لبنان عدواً وهم لديهم الحق الكامل في إبتكار الأسلوب المناسب لمحاربة عدو أثبتت الوقائع أنه تسلل إلى شبكات الهاتف والإنترنت ووضع أجهزة تجسس لمراقبة الدولة اللبنانية وجند اشخاص وجهات وربما أكثر من ذلك بكثير! المصدر : جنوبيات |