1-مقدمة: خفقان القلب وهو ارتفاع معدّل دقّات القلب عن معدّلها الطبيعيّ، يتراوح معدل النبض الطبيعيّ في الإنسان البالغ بين 60 إلى 100 ضربة كل دقيقة. يتحكّم القلب بتنظيمِ سرعةِ نبضّهِ باستحدامِ إشاراتٍ او ومضات كهربائيّة تنتشر عِبر أنَسجته من خلال  شبكة كهربائية مُعقّدة تسير بين الاذينين والبطينين. وهي شبكة لها تفرعاتها في داخل انسجة البطينين خاصة الايسر.

يحصلُ تسارعُ خفقانِ القلب عندما يحدُث خلّل في مُعدلِ إنتاج هذهِ الإشارات.

قد تكّون حالةِ خفقانِ دقّات القلب المُفاجئة عارضة ولا تُسبّب أيّة أعراض تُذكر، ولكنّها في بعضِ الحالات تؤثّر على وظيفةِ القلب وتتسبّب بأعراض مختلفة منها الم الصدر او ضيق التنفّس او التعب والقلق والإضطراب. وقد تزيد احياناً من خطرِ حصول الجلطّات القلبيّة، أو الجلطات والسكّتات الدّماغيّة.

وتختلف أنواع خفقان القلب ومنها:

ا-خفقان قلب بطيء.

ب- خفقان قلب متسارع.

ج- خفقان قلب أذيّني. 

د-خفقان قلب بطيّني.

2- أسباب خفقان القلب المفاجئ: تتعدّد الأسباب وتتراوح، فقد تحدث نتيجة أي مادة مؤثرة على الإشارات الكهْربائية المتحكّمة بتنظيمِ نبضِ القلب، ومنها:

-وجود اختلال في نسيج القلب بسبب إعتلال خلقيّ في القلبِ أو مرض ما: ممّا يؤثر سلباً على تنقّلات السيالاتٍ العصبيةٍ، أو الإشارات عبر القلب وهو احد اهم الأسباب التي يتمّ تشخيصها.

- مرض ارتفاع ضغطِ الدم: وهو ارتفاع الضّغط الموجود داخل الشرايين والذي يزيد من تدفّقِ الدّم مُؤدّياً إلى زيادةٍ في خفقانِ القلب.

-بعض الأوضاع والحالات الطبيعية : مثل خفقان القلب الطبيعي أثناء الجهد، وعند القلق والتوّتر، وفي حالات الشعور بالخوف.

-شرب السوائل التي تحتوي بكثرة على الكافيين بكميات كبيرة : كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية.

-التدخين: كون مادة النيكوتين مادّة مُنشّطة تؤدّي الى تسرّع في ضربات القلب والى زيادة حاجاته من الأوكسيجين والمواد المُغذّية الأخرى والى إرتفاع الضغط الشرياني والى كون التدخين  لا يقوم بتوزيع كميةِ كافيةِ من الأكسجين لكل من القلبِ والدّماغِ.

-تناول بعض الأدوية التي تؤثّر سلباً بأعراضها الجانبية على انتظام ضربات القلب مثل بعض ادوية الربو او الأدوية التي نتناولها خلال الرشح او الأنفلوانزا.

 -إضطراب في مستوياتِ الأملاح في الدّمِ، مثل: البوتاسيوم، والصوديوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والكلور، والفوسفات، والبيكربونات.

-القيام ببعض النشاطات والأعمال البدنية المجهدة، والتي تزيد من سرعة ضرباتِ القلب.
-عند الوقوف المفاجئ أو الإنحناء للأرض بشكلٍ سريع؛ وذلك لأنَ القلب لا تصله كميّة كافية من الأوكسجين، ممّا يزيد من تسارُع خفقانه.
-عدم الانتظام في عملية ضخ الدّم بين الحجرتين السفليّتين للقلب والعلويتيّن.

وجود خدش (جرح) سابق في القلب، أو ندّبة في النسيج المكوّن لعضلة القلب وفي هذه الحالة تكون الأعراض اكثر خطورة وقلقاً وتستدعي إجراء فحوصات مُتخصّصة وعلاج فعّال.

-مرض السكريّ المُزمن : خصوصاً مع انخفاض معدل السكر في الدم ؛ فعند تناول السكّريات يقوم الجسم بإنتاج هرمون الإنسولين، الذي يُنّشط الأعصاب، ويرفع من ضغط الدّم، ويزيد من معدّل دقّات القلب.

3- أعراض وعلامات خفقان القلب المفاجئ: يوجد الكثير من حالاتِ الخفقان القلبيّ المفاجئ التي لا تترك أعراضاً يلاحظها المريض، ولكن في بعض حالات ارتفاع ضربات القلب سببها التراجع في كفاءةِ عملية ضخّ الدّم التي يقوم بها القلب، ممّا قد يوصل كمية غير كافية من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم مُسببة أعراضاً ينصح بمراجعة الطبيب في حال لاحظ المريض أيّ منها:

ا- اضطراب في التنفس: حيث يشعر المريض بحدوثِ انقطاعٍ بالتنفس فجأة دون سابق إنذار، أو التنفس بشكل سريع بالرغم من عدم بذل المريض لأي مجهود، تعود جميع هذه الأسباب إلى عدم تمرير كميّة كافية من الدّم المحمّل بالأوكسجين للقلب. 

ب-الإغماء: وهو انخفاض مؤقت للوعي بسبب انخفاض تدفق الدّم إلى المخ. ويحدث الإغماء في حالات كثيرة من اضطرابات القلب مثل: تسارع وتباطؤ دقات القلب، ورفرفة أذينيّة، وغيرها.

ج- الدوخة أو الدوّار: عدم ثبات في الجسم، والشعور بأن الأرض تلتف حولهُ، وذلك لأن القلب يتوقّف فجأة وتتوقف أعضاء الجسم عن أداء وظائفها، مثل توقّف حركة الدّم المتّجهة للدماغ والذي يعمل على توازن الجسم.

ه- ألم في الصدر: يحدث ألمٌ في عضلات الصدر نتيجة لتوقّف عضلات القلب المفاجئة، ويشبه ألم النوبة القلبيّة.

4-علاج خفقان القلب المفاجئ: يتمثّل العلاج في إصلاح العوامل الرئيسة التي أدّت إلى ظهورها، مثل:

-إشباع الدّم بالأكسجين عبر ممارسة التمارين الرياضية و إمداد الجسم بقسطٍ كافٍ من الراحة. 

-الحد من عبء الحجم والضّغط. 

-صحيح تركيز الأملاح في الدّم من خلال تناول الأطعمة التي لا تسبب ارتفاع نسبةِ الأملاح في الدّم، وتعويضها بأطعمة أكثر فائدة، كالخضراوات والفواكه.

تجب إستشارة الطبيب فوراً إذا كان خفقان القلب مُصاحباً لصعوبة في التّنفس، أو ألمٍ صدريّ، أو الإغماء.

تجنّب التدخين في الأوقات التي يحدث فيها خفقان مفاجئ؛ لأن النيكوتين يزيد من تدفّق الدّم، والذي يؤدي لخفقان القلب السريع والمفاجئ.

شرب الكثير من الماء؛ لتسريع زوال السموم الضّارة من الجسم، كالكافيين والأملاح الزائدة.

الجلوس فوراً، والتنفس بطريقةٍ هادئة عند حدوث نوبة خفقان مفاجئة.

5- مضاعفات خفقان القلب المفاجئ : يوجد حالاتٌ مُصاحبة لإضطراباتٍ خطيرة في نبضاتِ القلبِ، فالمريض مُعرّض للمضاعفات الآتية:

-فقدان الوعي.

ألمٌ في الصدر بسبب تسارع ضربات القلب خاصة اذا كان المريض يشكو او يعاني من إنسدادات في شرايين القلب.
-حدوث ازمات او سكتات قلبيّة أحياناً.

الموت المفاجئ في بعض الحالات الحرجة.

6- الوقاية من خفقان القلب المفاجئ : تمكن الوقاية من خفقان القلب المفاجئ بإتّباع النصائح الآتية:

تجنّب المواد المنشّطة مثل: الكافيين في الشاي والقهوة، والشوكولاته، والكحول، وتعاطي المخدرات.

ممارسة نظام رياضي منتظم، خاصةً إذا كان المريض يعاني من كثرة القلق والتوتر.

-علاج خفقان القلب حالما تبدأ في الظهور عند الفرد.

-الابتعاد عن بذل أي مجهودٍ عالٍ. خاصة اذا لم يكن المريض معتاد على ذلك.

تقليل أكبر قدرٍ مُمكن من الأملاح، واستبدالها بموادٍ طبيعية أكثر فائدة، مثل: الخضراوات والفواكه.

التخفيف من تناول الأدوية المُسكّنة والمُنشّطات.

*د طلال حمّود- طبيب قلب تدخّلي

بيروت –هاتف 03832853