الثلاثاء 16 آب 2016 23:47 م

قصّة برسم الضمائر: هكذا عذّبها... امتصّ دمها وقتلها


اجتمع أهلٌ وأصدقاء وناشطون اليوم الثلاثاء أمام قصر العدل من أجل منال العاصي التي قتلها زوجها. كانوا قلّة، كالعادة في هكذا مناسبات. صاحب الدعوة ليس زعيماً، والدافع ليس سياسيّاً ولا طائفيّاً، ما يعني أنّ المشاركة ضئيلة حتماً.
ماتت منال العاصي، ضحيّة لعنفٍ زوجي مريض. وماتت ثانيةً بفعل تبرير موتها بخيانة زوجها. وماتت ثالثةً بفعل ذكوريّة القضاء التي تبلغ حدّ المشاركة في الجريمة. وستموت للمرّة الرابعة، مع أخريات، إذا لم يتحرّك المجتمع مناصرةً لهذه القضيّة ولمثيلاتها.

في هذه السطور، اختصار لإفادات القاتل وعائلة الضحيّة، علّها تحرّك الضمائر...

"قال محمد النحيلي (قاتل منال) إنّه وقعت عليها طنجرة ضغط (مليئة بالفاصوليا الساخنة) بعد ما ضربها بالبوكس ووقعت الطنجرة على وجهها وعلى صدرها ورقبتها بعد ان اصطدمت بالمجلى ووقعت عليها لوحدها.

وتحدث المتهم مع جاره قائلاً له انه اختلف مع زوجته التي وجهت له كلاماً كبيراً وسأله عما اذا كان يرضى بأن تكسر كلمته وطلب منه عدم التدخل.
وقال المتهم إنه منذ سنة ونصف أو اكثر لم يعد يضرب منال لتعرضها لحادث سير في الرميلة.
وعند وصول شقيقها ووالدتها الى المنزل، قام المتهم مجدداً بضرب منال، وركع شقيقها امامه ورجاه بعدم ضربها لكنه ضربها بالبوكس وامتص الدماء من فمها وبصقه بوجه والدتها.
وقال النحيلي إنه من حقه ضرب زوجته بهذا الشكل على فورة دمه.
وأفادت ابنة منال انها كانت تحصل مشاكل بين والديها، فكان المتهم يضرب والدتها على وجهها ويركلها بقدمه. وقد حصل الضرب مرات عدّة أمامها وكانت تبقى آثاره على جسم والدتها التي تعنفت كثيراً.

وأفادت شقيقتا العاصي انهما شاهدتا منال ممددة على الأرض والمتهم يضع رجله فوق رأسها والدماء تسيل منها. وكانت حالتها مزرية وآثار الضرب بادية على انحاء جسدها كافة. فحاولتا التدخل فضربهما وأخذتا ترجوانه وتستغيثان لمساعدة منال من دون جدوى وسحبها المتهم من شعرها فوق بقع الدماء الموجودة على الأرض ووضعها على الصوفا.
وأضافت شقيقة منال بأنها نزلت لطلب النجدة من الجيران فشاهدت المتهم يحتسي القهوة مع عدد من الشبان.

وأفادت والدة النحيلي الى انها رأت ابنها في الشارع وكان وجهه متعباً، فأخبرها أنه ضرب منال كفين واتفقا على الطلاق فدعته الى شرب القهوة ومكث عندها حوالي الساعة.
وترافع محامي النحيلي الذي قال ان موكله تعرض للدوس على كرامته من خلال اكتشاف خيانة زوجته. وأنه اقدم على ضربها تحت حالة غضب وألم يتمنى الا يتعرض لها عدو.
وتبيّن للطبيب الشرعي أن منال تعاني من نزيف حاد في الدماغ وهي تعاني من كدمات في الجبين وعلى العينين والخدين والكتفين واليدين والخاصرة والمؤخرة وتحت الثديين كما تعاني من جرح بعرض 7 سنتم فوق الشفة اليمين وباشتباه بكسر في معصم اليد اليسرى العليا ومن موت دماغي. وأكد الطبيب مشاهدته آثار حريق على رقبتها من الجهة اليمين وعلى الثدي وانسلاخاً جلدياً بسبب حروق أو ضربة بآلة حادة وأن حالتها كانت نتيجة اعتداء عليها.
ترك المتهم منال وحيدة مع والدتها في المنزل بعد اقفال الباب عليهما ما يقارب الساعتين دون تقديم الاسعاف لها.

ثبت للمحكمة ان المتهم هو، من جهة شخص انفعالي يثور بسرعة ولا يتمالك اعصابه، ومن جهة أخرى هو شخص متديّن. وقد هاله اكتشاف الحقيقة الجارحة وكان بحالة عصبيّة هيستيرية".

المصدر : جنوبيات