سادت حالة من التفاعل الإيجابي بأوساط الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بمجرد إعلان الأخ أبو جهاد - حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" عن قرب انهاء ملف "لم الشمل".
تناقلت وسائل الإعلام الخبر وتم تداول الخبر عبر كل وسائل التواصل الإجتماعي وتم كذلك نشر الخبر في مجموعات الـ"واتس أب" وبات هذا الموضوع حديث الساعة تتناوله كل الجلسات، طبعا سارع كل من تقدم يوماً بطلب لم الشمل للاستفسار ومن لم يتقدم بات يسأل عن امكانية التقديم وسارع العديد من أبناء شعبنا الى زيارة مكاتب الشؤون المدنية لتحديث بيانتهم والاستفسار عن إدراج اسمائهم في قوائم "لم الشمل" الجديدة.
ما تركه هذا الخبر العاجل والمفاجئ من أجواء كانت ببساطة كلها اجواء ايجابية حيث ساد الـــــتفاعل الايجابي والتفاؤل بل سادت من جديد الرغبة عارمة بالحصول على "لم الشمل" وتناقل الجميع العديد من القصص والحكايات عن محاولات العودة للوطن وعن الرغبة العارمة بالاستقرار هناك فرغم كل التحديات والصعوبات ورغم كل الهموم الوطنية والشخصية ورغم كل التحريض وكل التشويه الذي تتعرض له فلسطين فما زال والحمدالله كل فلسطيني يحلم بالعودة الى فلسطين، فلسطين التي مازالت هي الحلم والرجاء والطموح والأمل.
لم يشمل هذا الشعور العارم بالرغبة في العودة فئة معينة أو شريحة واحدة أو قاطني دولة واحدة، بل شمل الجميع من كل الشرائح ومن كل الدول ومن كل الطبقات والمستويات وهذا أحد الادلة الدائمة على تمسك الفلسطيني بوطنه، فما زالت فلسطين هي الحلم ومازال تحقيق الأحلام متاحاً.
سيقول البعض، مقال عاطفي ولا علاقة له بالواقع وسيتحدث البعض بسلبية عن الواقع في فلسطين ولكن ومع كل ذلك فما زال الفلسطيني يحلم بالعودة وهذا حق مقدس للفلسطيني، أتفهم بأن بعض الحقوق أحلام ولكنها أحلام وطنية مرتبطة بإيمان بامكانية تحقق هذه الإحلام واستعداد تام للتضحية من اجل تحقيق هذه الأحلام والحقوق،بالمحصلة العودة بالنسبة للفلسطيني حق و حلم قابل للتحقق وهذا الأمر نفسه يتحقق جزئيا" من خلال "لم الشمل".
سيقول البعض فلسطين جميلة وهي حقنا ولكن!
وأقول..
نعم هناك سلبيات تحيط بالمسيرة الفلسطينية منها ما هو بصنع أيدينا، بل لأكون أكثر دقة هناك سلبيات كثيرة، وأغلبها قابل للمعالجة ذاتياً، وحقيقة هناك حاجة ماسة الى إصلاح بل إصلاح يقتضي التغيير في المنهج وبشكل خاص فيما يتعلق بقضايا حرية الرأي والانتخابات وتعزيز دور المؤسسات وتعزيز دور الاقتصاد الوطني وتطوير مستويات التعليم الجامعي واعادة الاعتبار للعمل التطوعي ومع ايماني التام بضرورة الإصلاح والتغيير هناك ضرورات للحسم مع مثيري الفتن والشغب الرافضين للقانون المرتبطين بأجندات الخارج والحسم هنا لا يعني الدعوة للعنف بل يعني ايجاد الإطار القانوني والإجتماعي لمحاربة الفتن ومثيري الشغب والمرتبطين بالخارج ورغم كل ما يحيط بنا من تحديات وصعوبات وإحباطات فما زال التفاؤل سيد الموقف وبحمدالله وبهمة الأحرار ورغم كبر حجم التحديات ورغم الإحباطات فما زال التفاؤل سيد الموقف فشعبنا يستحق الحياة والحرية قادمة وسيتحقق السلام على أرض السلام وستقوم دولة فلسطين العربية وعاصمتها القدس الشريف .
لنتذكر معاً بأن ما "ينفع الناس" هو ما يبقى والزبد يذهب جفاءً وما قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية من اجراءات لحسم ملف "لم الشمل" وتوسيع دائرة البناء في المناطق "سي" وتحصيل اموال الشعب الفلسطيني لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني هو جزء هام مما ينفع الناس فالعودة تنفع الناس وانهاء ملف "لم الشمل" ينفع الناس أما المزاودات والتنظير والتحريض النابع من عداء وكراهية واجندة فهو زائل لامحالة مع تأكيدي على اهمية إتساع دائرة النقد للبناء والإصلاح.
شكرا" لكل من يعمل على إبقاء الأمل.