السبت 11 أيلول 2021 09:13 ص

"الضيافةُ في حضرةِ البخيلِ وابنه"!


يُروى أنّ رجلًا قد زار شخصًا معروفًا ببخله "حتّى الثمالة".

فأخذ البخيل يرحّب بضيفه بكلام معسول فاق الحدّ المعقول، ونادى ابنه قائلًا: 

يا بنيّ هذا ضيفي وحبيبي وصديق عمري، اذهب إلى السوق واشترِ لنا رطلًا من اللحم للقيام بواجب الضيافة (والضيف يسمع الحوار).
انطلق الولد إلى السوق، إنّما عاد خالي الوفاض بدون أن يشتري شيئًا.

فسأله أبوه: أين اللحم يا ولدي؟ 

فأجاب الولد: لقد قلت للجزّار أعطني أحسن ما عندك من اللحم فقال: سأعطيك لحمًا كأنّه فستق. 

فقلت سأشتري فستقًا بدلًا من اللحم. وذهبت إلى المحمصة طالبًا الفستق. فقال لي صاحب المحمصة: سأعطيك فستقًا كأنّه عسل.

فقلت سأشتري العسل بدلًا من الفستق. وذهبت إلى بائع العسل أطلب عسلًا صافيًا. 

فقال لي البائع: سأعطيك عسلًا صافيًا كالماء الزلال. فقلت:

لا حاجة لنا بالماء، فلدينا الماء النمير نقدّمه للضيف إكرامًا له!

فقال الأب: أحسنت فأنت كريم مثل أبيك! (والضيف يسمع الحوار بقهر ومقت شديدين).

وهنا همس الأب في أذن ولده وقال: لكن فاتك شيء مهمّ، فقد استعملت حذاءك وأفسدته من كثرة المشي! فقال الولد: لا تقلق يا أبي، فقد كنت أنتعل حذاء الضيف!

وهذا حالنا مع مقدرات الدولة بمرتكزاتها على كلّ الصعد والمستويات الحياتيّة والبنيويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحّيّة والنفسيّة إلى ما هنالك من أمور تعزّز منسوب القهر والخذلان. 

المصدر :جنوبيات