الاثنين 13 أيلول 2021 09:33 ص |
السجناء يعيشون أوضاعاً مزرية... كميّات الطعام خُفِّضت والشراء من الدكان أصبح حلما |
في الوقت الذي يصعب فيه على اللبنانيين تأمين قوت يومهم، مع الارتفاع القياسيّ للأسعار، يطرح السؤال: ماذا يفعل ال#سجناء خلف القضبان والذين يعانون الويلات، في أوقات "الرخاء" والدولار على سعر صرف الـ1500 ليرة. فكيف الآن، وأنّ معظم أهاليهم من الطبقة الفقيرة التي هوت في بئر الفقر المدقع؟ كما يُطرح السؤال: هل ما زالت إدارة السجن قادرة على تأمين الخدمات كما في السابق؟ في وقت سمع الجميع صرخات القوى الأمنيّة وعناصر الجيش، التي ارتفعت في الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت رواتبهم بلا قيمة.
"قبل ثورة 17 تشرين كان وضع السجون صعباً، فكيف بعد الأزمات التي عصفت بلبنان؟"، بحسب ما قال المحامي محمد صبلوح، الذي يتابع وضع السجون والسجناء، شارحاً: "إدارة السجن لا تسمح للأهالي بإدخال الطعام إلى أبنائهم، بحجّة الحؤول دون إدخال الممنوعات. من هنا كان معظم السجناء يشترون ما يحتاجونه من دكّان السجن، الذي كانت أسعاره في الأيام العاديّة أغلى من الخارج، لكن بعد ارتفاع سعر صرف الدولار، والغلاء الذي طال كلّ شيء، لم يعد أمام السجناء خيار إلّا الأكل من طعام السجن المقزّز. فعلى سبيل المثال، يتمّ وضع البرغل في الماء وتقديمه لهم". وأضاف: "لم يعد باستطاعة إدارة السجن تأمين كميات كبيرة من الطعام، بسبب غلاء الأسعار وعدد السجناء الذين لم يعد أمامهم سوى ما يقدّم لهم. وقد حاول وزير الداخليّة محمد فهمي، أن يؤمّن طعاماً مدعوماً للسجون، لكن حتّى، الآن لم تُحلّ الأزمة، كذلك طالتهم أزمة الكهرباء لفترة، وما ترتّب عليها من فساد المأكولات في البرّادات، وكذلك انقطاع المياه".
جمعيات عدّة تحاول مدّ يد العون للسجناء، لكنّ الوضع يحتاج إلى خطّة دولة وميزانية كبرى، في وقت فرغت فيه الخزينة من المال والبلد كلّه هوى في الجحيم، من هذه الجمعيّات "عدل ورحمة "التي تأسّست منذ 25 سنة لحماية حقوق الإنسان، لاسيّما المهمّشين والمحرومين من الحريّات، أي السجناء وعائلاتهم والمرتهنين للمخدرات. رئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني أكّد لـ"النهار" أنّ السجن مرآة المجتمع، وهو صورة مصغّرة عنه والعكس، وكما أنّ الوضع في لبنان وصل الى الانهيار، كذلك حال السجون، وكما نرى خارج السجن الفساد والزعامات والمحسوبيات كذلك خلف القضبان". وشرح: "قبل كورونا وبداية الانهيار كانت أوضاع السجون مزرية، فكيف الآن، الناس في الخارج لا يمكنهم شراء حاجياتهم، فكيف سيتمكّن من ذلك السجناء؟ انخفضت كميّة الطعام، حُرم السجناء من الدجاج واللحوم. أمّا الأمور الصحيّة فهناك متابعة من قبل إدارة السجن ومنظّمة الصحّة العالميّة لاسيّما في ما يتعلّق بكورونا".
المصدر :النهار |