السبت 20 آب 2016 10:45 ص

رصاصتان أنهتا حياة هذا الشاب... هل أطلقت زوجة القاتل النار عليه أيضاً؟


* أسرار شبارو

رصاصتان واحدة في الظهر والأخرى في العنق أغرقتا ابن سفينة القيطع محمد طالب بدمه، سقط في ساحة بلدته مسلماً الروح، بعد إشكال بدأ بالعصي وانتهى بإطلاق نار من قبل ر. أ. وزوجها س. ح.، ليتوّج خلاف تعود ذيوله الى الانتخابات البلدية بجثة شاب عشريني دفن في الأمس ومعه أحلامه وطموحاته.
عند نحو الساعة الثامنة والنصف من يوم الاربعاء الماضي، كان محمد (23 عاماً) "يقود سيارته رافعاًً صوت المذياع في ساحة البلدة، فصودف مرور س. الذي طلبَ منه خفض الصوت، وعندما رفض، قام بكسر زجاج ومرآة سيارة محمد والاشارة بعصى، فما كان من الأخير الا ان حملَ عصى وضربه. الإشكال حصل أمام منزل س. الذي صرخَ الى زوجته لتعطيه بندقية، وهي سارعت وزوجها باطلاق النار على محمد، فأصيب وشقيقه واثنان آخران"، بحسب ما قاله المحامي اسعد خلدون ابن عم الضحية وعضو مجلس البلدية قبل ان يستلم رئاستها مداورة مع محامٍ آخر، والذي لفت إلى أنه "حتى الآن لا نستطيع ان نجزمَ اياً من بندقيتي الزوجين أصابت طالب، لكون الاثنين اشتركا في إطلاق النار".

"طعن" قبل القتل
القصة تعود الى مرحلة فرز الأصوات في الانتخابات البلدية، وكما شرح "والد محمد، احمد طالب نجح في الانتخابات، عند اصدار نتائج فرز الاصوات في المدرسة نجحنا 12 عضواً من بينهم أحمد، لكن عند نقل الصناديق الى لجنة القيد في حلبا حصل خطأ في جمع الاصوات، شخص من آل حمزة كان قد حاز في قلم النساء 283 صوتاً، احتُسبت 383، نجح بدلاً من والد محمد، تقدمنا بطعن الى مجلس الشورى، ما أثار حفيظة عائلة حمزة".

اشكال "البارد"

في وقت كانت عائلة طالب تنتظر قرار مجلس الشورى، حصل كما قال خلدون: "اشكال في مخيم نهر البارد في 12 من هذا الشهر بين بعض من أفرادها وعائلة طليس، فما كان من حمزة الا ان وشى الى مخابرات الجيش مورداً أسماء ليس لها علاقة في الاشكال، ولم تكن موجودة في المنطقة أثناء حصول الاشكال فقط ليشفي غليله وحقده. أوقف 15 شاباً قبل أن يطلقَ سراحهم، هذا الأمر جعل سمير يخشى من آل طالب على الرغم من عدم معاتبتهم إياه او الاقتراب منه".

رحيل صادم
محمد الذي كان يدير أعمال والده في تعهدات البناء فُجع الجميع بمقتله "لم نخبرْ والدته بوفاته حتى اليوم التالي، وعلى الرغم من دفنه يوم امس الا انها الى اللحظة تأبى أن تصدق أنه فارق الحياة، ولن تعاود رؤيته، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شقيقيه وشقيقاته الثلاث، فمن فارقهم شاب عرف بهدوءه وحنيّته، وطموحه الكبير، كان قد شرَعََ في بناء منزل تمهيداً لتأسيس عائلة لكن رحل باكراً قبل ان ينتهي من إكمال احلامه".
أوقفت رويدا (38 عاماً) وزوجها سمير( 48 عاماً) الذي أصيبَ في يده من مخابرات الجيش، ويتابع خلدون "ربما زوجته اطلقت النار عليه بالخطأ لكون لا احد من عائلتنا كان يحمل سلاحاً"، وختم "سنتقدم بدعوى ضد المجرمين لينالا عقابهما، فما حصل كارثة".
أن يطلق شاب النار خلال اشكال أمر قد يكون اعتاده اللبنانيون في ظل السلاح المتفلت، اما ان يصل الحال الى مشاركة امرأة زوجها باستخدام السلاح فهذا ناقوس خطر جديد يعبّر عن الوضع المزري الذي وصل اليه لبنان ومواطنوه!

المصدر :النهار