كانت هوايته المجازفة والسباحة بعكس التيار، والغوص في قعر البحر، لاصطياد افضل انواع السمك، واليوم باتت هوايته، وربما مهنته التي يوليها اهتمامه ، الغوص في البحر قبل بزوغ الشمس، بحثا عن اي شيء يفقده السباحون ورواد البحر.
مع بداية كل صيف وموسم سباحة، يتفرغ ا.ق لمهنة البحث عن اي غرض يضيع من رواد البحر، ويبقى في قعره او على الشاطئ، يبدأ عمله من الساعة الخامسة فجرا لينتهي عند السابعة صباحا. يسبح ويغوص احيانا في الامكنة التي يكون عليها تيار البحر، وكل يوم يعود بغلة ثمينة، لا يتذكر انه عاد يوما واحدا الى بيته وهو فارغ اليدين، اما قصته وولعه بمهنة البحث عن المفقودات في مياه البحر او على الشاطئ، فبدأت قبل سنوات عندما عثر على مبلغ خمسة الاف ليرة، وعلى نظارات شمسية نسائية بلغ سعرها نحو 300 دولار.
واليوم يكاد منزله يتحول الى معرض للنظارات الشمسية، يحتفظ بها لاوقات معينة، لانه كما يقول ان اي شخص يسمع انه اضاع شيئاً يسأله عن شكله ونوعه، وماركته واذا اقتنع منه، يعيده اليه في اليوم الثاني، ويرضى باي اكرامية يقدمها اليه الاخر، و"لان الاوضاع الاقتصادية والمعيشية صعبة، ونحتاج الى اطعام العائلة نبيع الاشياء باسعار زهيدة جدا، خصوصا للاصحاب والاصدقاء".
ملابس داخلية نسائية و 7 الاف دولار ومليون و200 الف ل ل
في جعبة هاوي الغوص، ومهنة البحث عن المفقودات،الكثير من القصص الطريفة والمضحكة والمعبرة ، منها انه بعد عودته الى المنزل وجدت زوجته في شنطته ملابس داخلية نسائية، وعلى الفور صرخت بوجهه قائلة "من اين هذه ولمن؟ اجابها "بس شفتي "سنسال" الذهب ما سألتِ، وبس تلبسي عوينات غالية كمان ما بتسألي، اكيد عثرت عليها بالبحر، حاسس انو سعرها باهض ، واذا ما عجبتك كبّيها بالزبالة".
يروي أنه "مع بداية موسم السباحة هذا العام، وبعد وصولي الى شاطئ البحر ،قرابة الساعة الخامسة والنصف صباحا، وجدت رجلا عمره فوق الستين، بدا وكأنه انه يبحث عن شيء ما. بادرني قائلا "من مبارح المسا وانا بعدني ع الشط، ضيعت محفظتي وفيها مصاري كتير،بس نزلت لغطس قدميي بالمي ضربتني موجة وانا ما بعرف اسبح وكانت المحفظة بجيبتي الخلفية ، وفقدتها وما خبرت حدا حتى ما يفتشوا عليها وما يخبروني اذا لاقوها لانو الوقت كان عند الغروب،اذا بتفتش معي ولقيناها الك مني حلويني"، وذكر أنه غطس في المكان وعثر على المحفظة، "بس عرف صار يصرخ مثل المجنون "الله واكبر الله واكبر"". وليتأكد أنه صاحب المحفظة سأله عم لونها وعن محتواها، فأجاب أن لونها "بسكويتي"، وتحتوي على "سبعة الاف دولار ومليون و200 الف ليرة لبنانية و5 شيكات"، وأشار الى أن "كلامه كان صحيحاً وعرفت انو هو تاجر اخشاب، لكنه أعطاني 50 دولاراً فقط... وانا كنت متوقع منو اقل شي يناولني شي 500 دولار".
انقذت غريقاً وأكرمني بالف دولار
يخبر هاوي الغوص، أنه شاهد شخصاً يغرق، "فيما امواج البحر كانت عاتية ،وكان الغريق عالق في تيار قوي، اندفعت بقوة باتجاهه وتمكنت بصعوبة بالغة من انقاذه وسحبه الى الشاطئ وهو بحالة صعبة جدا ،لم اكن اريد منه شيئاً الا انه اصرّ على اعطائي مبلغ الف دولار اميركي، قائلا أنني استحق منه اضعاف اضعاف هذا المبلغ، وهذا الامر اسعدني جدا لانني انقذت حياة غريق ".