الجمعة 1 تشرين الأول 2021 10:31 ص

وصية ذي القرنين لأمه...


ورد في بعض المراجع التاريخيّة أنّ "ذا القرنين" كان وحيد أمّه، وأنّه طاف الأرض من مشرقها إلى مغربها فاتحًا من ناحية، وداعيًا إلى سلوك التعامل البشريّ الصحيح من ناحية أُخرى. 
ويُروى أنّه لمّا وصل إلى بابل مرض مرضًا شديدًا، وأحسّ بدنوّ أجله، ولم يخطر بباله في ذاك الوقت سوى الحزن الذي سيصيب أمّه إذا مات.
فأرسل إليها بكبش عظيم (خروف كبير) ورسالة. وقد كتب إليها في تلك الرسالة الكلام الآتي ذكره:
"أمّاه، إنّ هذه الدنيا آجالٌ مكتوبة، وأعمارٌ معلومة، فإن بلغكِ تمام أجلي فاذبحي هذا الكبش، ثمّ اطبخيه، واصنعي منه طعامًا، ثمّ نادي في الناس أن يحضروا جميعًا إلّا من فقد عزيزًا".
فلمّا بلغها نبأ موت ابنها الوحيد، عمدت إلى تنفيذ وصيّته، فصنعت بالكبش كما طلب، ونادت في الناس كما أوصى. لكنّها تفاجأت بأنّ أحدًا لم يحضر ليتناول طعامها، فعلمت أنّه ما من أحد إلّا وقد فقد عزيزًا.
وأدركت حينها مراد ابنها من وصيّته تلك، وقالت:
"رحمك الله من ابن، لقد كنت لي واعظًا في موتكَ كما كنتَ في حياتكَ".
من منظور رسالة ذي القرنين لأمّه نتبيّن أنّ الدنيا ليست دار إقامة وإنّما محطّة عبور. والموت ليس ضدّ الحياة وإنّما هو جزء منها.
ونُسِب إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قوله: "الناس نِيام فإذا ماتوا انتبهوا".

المصدر :جنوبيات