الجمعة 1 تشرين الأول 2021 10:37 ص |
"إسرائيلي" وسيطاً في مفاوضات الترسيم.. خطوة أولى على طريق التطبيع؟! |
* ميسم رزق تطوّر كبير سُجل أمس من شأنه خلط الأوراق في ملف ترسيم الحدود البحرية، بعدما قررت الإدارة الأميركية إعتماد آموس هوكشتاين وسيطاً في مفاوضات الترسيم البحري بدلاً من جون ديروشيه. فيما «تعسّ» الخلافات بين المسؤولين اللبنانيين حول الملف من دون أن يكون للبنان موقف واضح في ما يتعلق بالمنطقة «المتنازع عليها» عُلِّقت عملية التفاوض غير المباشر بين لبنان والعدو الإسرائيلي على ترسيم الحدود البحرية جنوباً، في أيار الماضي. مِن يومها، بدأ الكيان الاستثمار في الوقت، إلى أن تحين ظروف العودة مجدداً إلى طاولة الناقورة. أما في لبنان، فغُيّب الملف وطغت عليه الأزمات المالية – المعيشية، فضلاً عن أزمة تأليف الحكومة، قبلَ أن تستفيق الدولة على ورشة حفر عند الخط 29، ما استدعى اللجوء إلى الأمم المتحدة، للتأكد مما إذا كانَ العمل يتمّ في المنطقة «المتنازع عليها». مضى أسبوعان من دون أن يأتي الجواب الدولي. وفي الانتظار، طرأ تطور من شأنه أن يخلط جميع الأوراق في ملف الترسيم، مقابل عودة الخلافات بين الجهات اللبنانية على إدارة الملف، إذ تشهد غرف الاجتماعات سجالات لم تتظّهر، لكن حدة التوتر قد ترتفع على نحو مفاجئ، إذا لم يجر احتواؤها.
فقد علمت «الأخبار» أن الإدارة الأميركية، قررت استبدال وسيطها في مفاوضات الناقورة السفير جون ديروشيه، بالمستشار السابق للرئيس الأميركي جو بايدن في مجال الطاقة الدولية، آموس هوكشتاين. القرار الأميركي لم تتبلغ به الا دائرة محدودة جداً في لبنان. أما خطورته فتكمن في أن هوكشتاين هو صاحب فكرة «تجاهل الخطوط، والذهاب الى التفاوض مباشرة على الحقول المشتركة تحت البحر وتقاسم الأرباح من خلال شركة تدير المنطقة المتنازع عليها»، ما يعتبر خطوة أولى على طريق التطبيع الإقتصادي مع العدو الإسرائيلي. كما أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية وخدم في جيش العدو بينَ العامين ١٩٩٢ و ١٩٩٥.
منذ فترة، تبيّن أن ميقاتي مهتم ضمنياً بملف ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة. لم يفاتِح رئيس الحكومة أحداً بما ينوي فعله أو عمّا إذا كانَ لديه تصوّر ما بشأنه. لكنه فاجأ الجميع بتعيين العقيد الركن جوزيف سركيس مستشاراً له. وسركيس نفسه، ومعه اللواء عبد الرحمن شحيتلي، يُعتبران من مؤسّسي الخلل الذي ارتُكب عام 2011 حين اعتمد الخط 23، بعدَ احتساب جزيرة «تخيليت». وهو من كانَ يحضر – ممثلاً قيادة الجيش – اجتماعات لجنة الأشغال النيابية قبلَ إنجاز المرسوم 6433، الذي اعتبر بأن حق لبنان هو 863 كيلومتراً مربعاً، وجرى إيداعه لدى الأمم المتحدة. كانت تلكَ أول رسالة مشفّرة فُسرت بميل ميقاتي إلى تثبيت الخط 23، علماً أن التوقعات تقول بأن انطلاق التفاوض من هذا الخط يعني العودة إلى «حل هوف» الذي رُسم وفقاً لمبدأ 55 في المئة و45 في المئة. مع الإشارة إلى أن السفير الأميركي السابق فريديريك هوف الذي رعى المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» قبلَ الإعلان عن اتفاق الإطار، تعامل لفترة مع سركيس، ووصفه في أحد المقالات التي نشرت في مجلة «نيوزلاين»، بأنه «أحد أكثر الأفراد تميّزاً على المستوى المهني بين الذين التقيتهم».
هذه الأمور، لا تزال جميعها تحت الرماد، لكنها بدأت تتسبب بخلاف بين القوى السياسية والجيش من جهة، وبين القوى السياسية نفسها من جهة أخرى. المصدر :الأخبار |