شدّد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، على أنّ "خطاب السيد الرئيس محمود عباس التاريخي، ركّز فيه على الرواية الفلسطينية، حيث يُحاول الاحتلال الإسرائيلي تجاهل الحقوق الفلسطينية، بل الإمعان في سياسات الطرد، القتل، التضييق على الأسرى والتنكّر للحقوق الوطنية الفلسطينية، التي أقرّتها الشرعية الدولية، وهذه حقوق ثابتة غير قابلة للتصرّف".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "خطاب السيد الرئيس… والتأسيس للحَرَاكِ السياسي في المرحَلَةِ المُقبلة": "في كلمة السيد الرئيس، الجامعة المانعة، أكد حق العودة، وحدّد تواريخ زمنية، لأنّنا لا نُريد تأبيد الاحتلال في فلسطين، وأنْ تستمر هذه المُعاناة للفلسطينيين داخل الوطن وخارجه، لذلك الرئيس "أبو مازن" يُعبّر دائماً عمّا يريده الشعب الفلسطيني، لأنّ القيادة هي استجابة، عندما رفض "صفقة القرن"، رفضها تعبيراً عمّا يريده أبناء شَعبِنا، فأُفشلت".
وأضاف: "في كل عام عندما يتوجّه الرئيس محمود عباس لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأُمم المُتّحدة، فإنّ أبناء شَعبِنا في المُخيّمات الفلسطينية في لبنان يترقّبون هذه الكلمة، عبر تجمُّعات، ورغم جائحة "كورونا"، إلا أنّ الكثير من أبناء شَعبِنا في المُخيّمات قد اتشحوا بـ"الكوفية"، التي أصبح يرتديها كل الذين يُناصرون القضية الفلسطينية، فهي تُمثّل رمزاً لكل الأحرار في فلسطين، وتمَّ تكثيف ارتدائها ردّاً على ما جرى في "جامعة الأزهر" في غزّة ومنع أبناء حركة "فتح" تحديداً من ارتدائها".
ورأى أبو العردات أنّ "هذه الكلمة، قويّة وثابتة، وتُحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وتُؤكد الإجماع الدولي بالنسبة لقيام دولتين والقدس عاصمتها، وعندما لوّح بأوراق "الطابو"، أكد حق العودة للاجئين، وأنّه لدينا خيارات أخرى غير الدولتين، هي القرار التقسيمي 18، وهذا قرار للشرعية يُمكن اللجوء إليه، فهناك خيارات أخرى، إذا أصرَّ الاحتلال على إفشال حل الدولتين، وتنكّر لحق الفلسطينيين في القدس كعاصمة، ولدينا قرارات من الأمم المُتّحدة، وكما ذكر السيد الرئيس "نحن لسنا معدومين، الخيارات أمامنا ولسنا في مأزق"، بل إنّ العدو في مأزق، لأنّنا أصحاب الأرض والحق، وقضيتنا عادلة، بالتالي هذه القضايا أسلحة نادرة لا بد من استخدامها، وهذه هي التحضيرات لمعالم المرحلة القادمة".
وأوضح "لدينا سلاح هام:
- أولاً: الوحدة الوطنية، وهو سلاح المُقاومة الشعبية بكل أشكالها، وتمَّ الاتفاق على ذلك في مُؤتمر رام الله وبيروت، ويحتاج إلى مُتابعة، بالتالي يجب أنْ نسعى إلى إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة، وهي في أولى مُهمّاتنا.
- ثانياً: لدينا أصدقاء وحلفاء كُثُر في العالم، فالقضية الفلسطينية ليست يتيمة ومبتورة عن واقعها الوطني والقومي الإسلامي والعالمي والأممي، بل هي أكثر قضية لديها أنصار، ولا بُدَّ من تفعيل هذا الموضوع".
ورأى "عند المشروع الترامبي الشيطاني، وبعد العدوان الإسرائيلي على القدس وغزّة، مئات الآلاف تظاهروا حتى في أميركا، يجب أنْ نعمل على تطوير تغيّر المشهد، وتعزيز مُحاصرة العدو، المُستمر في إمعانه بحصار المُعتقلين في السجون الانفرادية، ويجب أنْ يكون هناك عمل على المُستويات كافة تشمل الأسرى والمُعتقلين، وتُطالب بإخراجهم من هذه المُعتقلات، وإنهاء هذا الملف، وحشد كل التأييد الدولي، لأنّ الدول التي وافقت على حل الدولتين مثل: أوروبا، أميركا والعالم كله، حتى الرئيس الأميركي جو بايدن في آخر خطاب له قال: "يجب أنْ نُؤمّن مرحلة من الأمن والسلام في المنطقة"، في ظل التعنّت، الاضطهاد والإجرام الإسرائيلي، كيف سيتم السلام؟، المفروض مُحاصرة المُحتل الإسرائيلي وإجباره على تطبيق القرارات الدولية".
واستطرد أبو العردات قائلاً: "فلسطين أكبر من الأحزاب، وأكبر من الحركات، كلّنا في الفصائل التزمنا في تنظيمات فلسطينية قدّمت آلاف الشهداء من أجل فلسطين، هي العنوان، والتنظيم هو وسيلة اليوم للوصول إلى هدف فلسطين، وكلّما كانت هناك قناعة، نرى المساحة التي يُمكن أنْ تلتقي عليها الفصائل الفلسطينية واسعة، أكثر من المساحة التي نختلف فيها على بعض القضايا، ولا بُدَّ من تغليب المصلحة الوطنية على الحزبية والفئوية، وكما يجب على الشعب الفلسطيني أنْ يُحاسب إذا ما هناك جهات تُعرقل موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولديهم مشروع غير الدولة الفلسطينية، فإنجاز هذا الموضوع في المرحلة المُقبلة وتفعيل "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، وهي موجودة، إطار شرعي مُمثل وحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وأبوابها مفتوحة للمُشاركة السياسية لكل الفصائل، والمُشاركة في القرار، لنضع الآليات التي تمَّ الاتفاق عليها، وعدم التأخير في هذه الأمور، لأنّه ليس في مصلحة الوطن، ففي "مُنظّمة التحرير" سلّمنا فيها دولة فلسطينية وعاصمتها القدس من قِبل الجميع، و"إسرائيل" لا تُريد هذا الحل، والرئيس عباس في كل مُناسبة، يُذكّر بالحقوق والمُعاناة الفلسطينية، ويقول للاحتلال: "إرحل عنّا وخلّصنا"، ونحن صامدون، ولن نُكرّر تجربة ما جرى في العامين 1948 و1967".
وتابع: "أحيانا يكون هناك تدخل إيجابي إن كان عربياً أو إقليمياً، وأحياناً سلبي - أي يُؤخر أي وصول لإنجاز الوحدة - وهناك عروض تُعرض على بعض الإخوة تُعرقل إنجاز الوحدة الفلسطينية في إطار "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، لا بد من التخلي عن الأوهام والوعود والاصطفافات الإقليمية، لأن الدول لديها مصالح، صحيح أنه لدينا أصدقاء، لكن الدول لديها مصالح، لو على حساب بقاء الانقسام، يجب أن لا نكون جُزءاً من لعبة محورية إقليمية".
وأضاف: "كان لافتاً رفع أوراق "الطابو" (الملكية)، لأنها تُؤكد على أنها أرضنا، وهذا تعبير مُهم عن حق تاريخي، يتمسك به اللاجئون الفلسطينيون، لان هناك حملات تشويش ضد "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، بأنها تخلت عن حق العودة، وتُريد أن تُقايض عبر تبادل الأراضي، وهي قديمة الأزل، لكنها تتجدد وبشكل سلبي، لأن تخلي الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية عن الثوابت، يعني التخلي عن جزء من مسؤولياتهم. فيما حقوقنا التاريخية في فلسطين ما زالت قائمة، طالما الاحتلال لم يُنفذ ما عليه في إطار دولة فلسطينية، وحق اللاجئين بالعودة، استناداً للقرار 194، والقدس عاصمة لهذه الدولة، لذلك نقول لن نتخلى عن حقوقنا التاريخية في فلسطينية، واذا اعترفت "مُنظمة التحرير الفلسطينية" باتفاق "أوسلو" في فترة ما، اليوم تتم مُناقشة هذا الموضوع، سنسحبه، لذلك سنتحدث عن فلسطين التاريخية، والكيان الإسرائيلي لديه الكثير من المشاكل، ومأزوم، نأمل الاستفادة من تحول الموقف الأميركي بعهد بايدن، بأن تكون الولايات المُتحدة وسيطاً شبه نزيه".
وختم أبو العردات: "الشعب الفلسطيني، شعب واحد، سواءً أكان في الداخل والخارج، ومُعاناته مُشتركة، أهلنا في المُخيمات لديهم وطنية عالية جداً، ومُتمسكين بالشرعية الفلسطينية و"مُنظمة التحرير الفلسطينية"، وبالتالي كانوا أوفياء لهذه القيادة، والرئيس الشهيد "أبو عمار" كان يقول: "يا جبل ما يهزك ريح"، ونُكرره للرئيس "ابو مازن"، أمام كل هؤلاء الرداحين، الذين يُشككون بأنفسهم، نحن نثق بأنفسنا وحقوقنا، ونقول لأهلنا في غزة، الضفة الغربية، القدس والأراضي المحتلة في العام 1948، أن لهم انتفاضة كبيرة يفخر بها الإنسان، وإلى أبطال النفق زكريا الزبيدي ورفاقه، الذين أُعيد اعتقالهم، هذه العملية أحدثت استنهاضاً على المُستويات كافة، وسلّطت الضوء على حجم المُعاناة للأسرى الفلسطينيين، نقول لهم: الحرية آتية، ونحن نُؤمن دائماً بأننا أصحاب حق، لذلك نُؤمن بأن النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني".
https://youtu.be/2Mev2HQD61w