تابع مخيم الشباب القومي العربي أعماله في تونس في المعهد الرياضي، فالتقى رئيس مجلس إدارة الأهرام في مصر د. احمد السيد النجار، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي عبد الإله المنصوري وعضو الأمانة العامة للمؤتمر سابقاُ د. محمد السعيد ادريس، والكاتب والشاعر ونائب رئيس هيئة الحقيقة والكرامة في تونس خالد كريشي، والأمين العام للتيار الشعبي في تونس زهير الحمدي.
أحمد سيد النجار
التقى المشاركون في المخيم د. أحمد سيد النجار رئيس مجلس إدارة "الاهرام" الذي عبّر في بداية تدخله عن أهمية الثقافة الاقتصادية كآلية لتحقيق مجتمع العدالة والتنمية، والتحرر من التبعية والتخلف التي يفرضها الوضع الحالي القائم على سيطرة مجموعة من الدول على الاقتصاد العالمي، وصراعها الدائم للسيطرة على موارد البلدان المتخلفة خاصة في الوطن العربي بحكم موقعه الاستراتيجي، وتنوع ثرواته المادية والبشرية، وحدّد النجار العناصر الأساسية لغياب الثقافة الاقتصادية في غياب التخطيط، واستشراء الفساد والعشوائية، وفي التبعية للرأسمالية العالمية.
ولتجاوز المحنة التي تمرّ بها الأمّة، وتحقيق البناء الاقتصادي، دعا النجار إلى ضرورة تحويل المدخرات إلى استثمارات، وتجاوز ثقافة الاحتكار والاستحواذ، والانتصار لمبدأ الاعتماد على الذات، والتركيز على التنمية المنتجة بدل التنمية العقارية، وتخفيض الوزن والتحريك الموسمي للعملة، وربط الاستهلاك بحجم الانتاج، وبتبني اقتصاد المعرفة.
عبد الإله المنصوري
في السياق ذاته التقى عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أ. عبد الإله المنصوري بالشباب حول موضوع "من أجل استراتيجية ثقافية للشباب العربي"، تحرّرهم من هيمنة السياسي والإيدولوجي، وما يرتبط بهما من اصطفاف وتحجر وتكلس، وأن الوحدة الثقافية هي ترسي قواعد الوحدة، وتهيىء لانطلاق مسيرة العرب النهضوية التي ترتكز على وحدة المنظومة الحضارية والتاريخية والدينية صنعت حضارة عظيمة لفترة طويلة من الزمن.
وحذّر المنصوري من خطر الانتماءات الإيديولوجية المتشددة، والتحجر السياسي على وحدة النسيج الاجتماعي للأمّة بدل المساهمة في التجدد الحضاري.
وأضاف أن تقديم نموذج حضاري، واستئناف مسيرة التجدد والنهضة يمر حتماً عبر التخلص من شرنقة الإيديولوجيا، وتحرير العقل العربي من الأحكام والقوالب الجاهزة، والتحرر من تقديس الماضي، وعدم التماهي مع الموروث الأجنبي دون نقد أو تمحيص، وأننا في حاجة إلى عصر تدوين جديد يتحرر فيه الثقافي من سطوة السياسي، وننتقل فيه من ضيق ما هو إيدلوجي إلى رحابة ما هو ثقافي الذي يفسح المجال نحو الإبداع الثقافي والحضاري للأمّة.
محمد السعيد إدريس
والتقى المشاركون أيضاً بمستشار مركز الإهرام للدراسات الأمين العام السابق لمخيمات الشباب القومي العربي د. محمد السعيد إدريس حول موضوع "جرس إنذار نواكشوط ومرتكزات الخروج من النفق المظلم"، والذي أكّد في مستهل حديثه على المرحلة العصيبة التي تواجه الأمّة كتفكك الدولة القطرية، واستشراء الفساد، ومحاولات القوى الاستعمارية تصفية القضية الفلسطينية، وهرولة النظام الرسمي العربي نحو التطبيع، واتساع دائرة الصراع الطائفي والمذهبي، وفي ظلّ الضعف الداخلي ومحاولات الاستقطاب والهيمنة والتنافس بين القوى الكبرى على الوطن العربي (الولايات المتحدة، روسيا، إيران، تركيا، أثيوبيا)، ولتجاوز حالة التبعية والتراجع على كافة المستويات اقترح د. إدريس ثلاثة مرتكزات:
1. تطوير تفعيل دور جامعة الدول العربية كخيار وكآلية تضمن استمرار النظام العربي، وحماية الدولة القطرية من التفكك.
2. التوافق على أجندة عمل عربية ذات أولويات محددة يقف في مقدمتها التصدي للإرهاب، ورفض الطائفية والاستقطاب، ومقاومة محاولات تصفية القضية الفلسطينية،
3. تأسيس حركة تحرّر عربية شعبية وحدوية ديمقراطية تعمل جنباً إلى جنب مع القيادة الرسمية للنظام العربي تكون قادرة على استنهاض الوعي والقدرات العربية.
خالد كريشي
كما التقى المشاركون نائب رئيس هيئة الحقيقة والكرامة في تونس أ. خالد كريشي حول موضوع "تجربة العدالة الانتقالية في تونس"، والتي عرّفها بانها مجموعة آليات تهدف إلى حماية حقوق الإنسان وإقامة الحكومة الرشيدة، وضمان الانتقال الديمقراطي عبر كشف حقيقة ما حدث في تونس بين 1955 – 2013، من خلال المساءلة والمحاسبة، وجبر الضرر ورد الاعتبار، وإصلاح المؤسسات، والتحكيم والمصالحة، وحفظ الذاكرة الوطنية.
وحدّد كريشي الانتهاكات التي حدثت خلال تلك الفترة في القتل العمد، الاغتصاب، التعذيب، الهجرة الاضطرارية، الفساد المالي، تزوير الانتخابات، وأضاف أنها تلك التجربة تعاني من عدّة صعوبات أبرزها الضغوطات الخارجية، وقوى التطرف الداخلي، ومعتبراً توافق الأطراف شرط ضروري لنجاح العدالة الانتقالية.
زهير الحمدي
استعرض أ. زهير الحمدي في معرض استضافته على هامش مخيم الشباب القومي العربي الخامس والعشرين المقام في تونس، مجمل القضايا والتحديات العربية التي تواجه أمّتنا على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي، من ثم تطرق أ. الحمدي لأبرز معرقلات الوحدة العربية، وشخّص أهمها ما يتعلق بالاستقطابات المذهبية التي تقف عائقاً كبيراً اتجاه تحقيق تماسك عربي شامل.
كما تطرق أ. الحمدي في مجمل حديثه عن الوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن كما استعرض خارطة الأزمات العربية وأسباب وصول هذه الدول الى مرحلة الصراع والاحتراب.
ختم أ. الحمدي محاضرته بسؤال كيف ستخرج الأمّة العربية من عنق الزجاجة، وقدم جملة من الحلول السريعة وهي، نبذ المذهبية، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية، وتعزيز الروح العروبية، ومعالجة الأزمات الداخلية، فيما يخص القطاعات التعليمية والصحية والثقافية والقيمية والتي هي أساس أي وحدة وقاعدة لها.
اختتام المخيم مساء اليوم
هذا وسيختتم المخيم أعماله مساء اليوم في مقره في المعهد الرياضي في تونس.