السبت 9 تشرين الأول 2021 09:50 ص

ثقافة اللباس.. بقلم لينا وهب


لا شك بأنّ اللّباس بالعموم يعكس ثقافة الفرد ويترك إنطباعًا  في الأذهان حول شخصية مرتديه، على سبيل المثال ملابس رجل الدين تترك انطباعًا في الذهن بأنه رجل وقور، محترم، متدين لديه معرفة شاملة بأحكام الدين وقليل الذلل والهفوات والأخطاء ؛ وإن كان واقعًا رجال الدين مهما بلغوا من الإيمان درجة فإنهم معرضين لإرتكاب الخطأ ولو بنسبة معينة، فهم بالمحصلة ليسوا بمعصومين عن الخطأ. 

وفي هذا السياق فإن الرجال والنساء سيان من حيث مقياس رسم الإنطباع من خلال الملابس ، فالنساء اللواتي يلتزمن برداء ديني معين سواء أكانت راهبة أم محجبة أم ذات عباءة، كلّهن بشر وإلتزامهن الديني برداء ديني معين لا يعصم أي منهن عن الخطأ ، كما أنّه ليس بالضرورة أن يكون كلهن قد إرتدينّ ذلك الرداء بهدف ديني فلكل منهن هدف يعنيها. 

وفي هذا المضمار،  تجد إحدى السيدات نفسها ملزمة بإرتداء الحجاب بغير رغبةٍ منها أثناء دوام عملها داخل إحدى المؤسسات نظرًا لخصوصية تلك المؤسسة الدينية بحيث يرفض المدير المسؤول فيها توظيف من لا ترتدي الحجاب، بالمقابل تشتكي سيدة أخرى من رفض طلبها الوظيفي على مؤهلاتها المهمّة من قبل مؤسّسة معروفة على المستوى العالمي وذلك لإلتزامها بالحجاب ورفضها لخلعه بغية الحصول على الوظيفة.

هذا الواقع الموجود لا شك بأنّه يعكس أهميّة اللباس في ثقافة وعرف ومحيط وبيئة معينة، لذلك نجد أن اللباس تارةً يعكس فلوكلور بلد معين، وتارةً يكون إمّا مصدرًا للطاقة السلبية كما في لبس الأسود في حالات الحزن والحداد غالبًا وإمّا مصدرًا للطاقة الإيجابية كما في حالات الفرح كفستان الزفاف الأبيض للعروس والقميص الأبيض للعريس على سبيل المثال.

بالمختصر اللباس ليس فقط قطعة القماش التي تغطي الجسد وتقيه من الحر والبرد، إنما هو أداة لرسم إنطباعٍ ما، بغض النظر عن صوابية ذلك الإنطباع.

المصدر :جنوبيات