هي رسالة ذات دلالات هامة اعلن عنها قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال جوزيف فوتيل، عبر حصره لقاءاته في زيارة اليوم الواحد اللبنانية بقائد الجيش العماد جان قهوجي، في اليرزة، وهي الزيارة الثانية له خلال العام الحالي، بعد أن كان زار بيروت في نيسان الماضي.
لم يتطرق الضيف الاميركي للمواضيع السياسية. أعرب عن تقديره لما يقوم به الجيش اللبناني وما يحققه من انجازات في مواجهة الارهاب وحماية السلم الاهلي.
ووفق مرجع رسمي معني، شدد الزائر الأميركي على أهمية وايجابية «الاستثمار في الجيش، وهو استثمار لا تنحصر نتائجه في لبنان انما تطال المنطقة والعالم، وهذا الاستثمار لو كان قليلا يحوله جنود ورتباء وضباط الجيش الى كثير».
ويضيف المرجع ان المسؤول الاميركي «تعمد خلال لقائه قائد الجيش ابلاغه ان الخبراء والمدربين العسكريين الاميركيين وفي التقارير التي يرفعونها عن مهامهم، يضمنونها معطيات تتحدث بانبهار عن مهارة وحرفية وتفاني الجيش اللبناني في أداء واجبه بعزيمة وشجاعة لا يضاهيه فيها اي جيش في العالم، وان لدى هذا الجيش التزاما نادرا وغير مسبوق في الدفاع عن لبنان، وهذا مصدر فخر للولايات المتحدة الاميركية كونها تدعم هذا الجيش الشجاع الذي يقتحم الخطر للحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان».
ويوضح المرجع ان فوتيل «وضع مواجهة الجيش اللبناني للتهديدات الارهابية على طول الحدود السورية في خانة «العمل الاستثنائي»، وان الجيش «برهن بما لا يقبل الشك قوته وقدرته على الدفاع عن الحدود اللبنانية»، مؤكدا ان المساعدات الاميركية للجيش اللبناني هي «لمواجهة خطر الإرهاب وضمان استقرار لبنان على المدى الطويل».
ويتوقف المرجع عند ربط فوتيل «بين تنامي قدرات الجيش وتفانيه في حمل مسؤولية واجب الدفاع عن لبنان، وبين احتضان الشعب اللبناني له، ما يفرض تجديد التأكيد على وقوف الولايات المتحدة الى جانب الشركاء اللبنانيين في مواجهة التهديدات الارهابية وتحديدا الجيش اللبناني كونه مؤسسة قوية وهو شريك امن ثابت لاميركا».
والاهم، حسب المرجع، كان «ابداء فوتيل استعداد بلاده لتلبية كل ما يطلبه الجيش من اسلحة وذخائر ترفع من قدراته في مواجهة الارهابيين، وتمتن مقومات حفاظه على الامن والاستقرار اللبناني، وهذا امر في غاية الاهمية كون السلاح والذخائر التي تصل للجيش هي بلا مقابل وتضاعف الكتلة النارية في مواجهة الارهابيين».
واوضحت مديرية التوجيه في الجيش، في بيان، ان فوتيل وقهوجي بحثا العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين، وبرنامج المساعدات الأميركية المقررة للوحدات الخاصة في الجيش. وهما زارا قيادة فوج مغاوير البحر في عمشيت، حيث اطلعا على جهوزية الفوج. وتوجّه قهوجي بالشكر إلى قيادة الجيش الأميركي، والسلطات الأميركية على المساعدات العسكرية النوعية التي قدّمتها للجيش، لا سيّما المساعدة الأخيرة في مجالي العتاد والتسليح.
وأعلنت السفارة الأميركية، ان فوتيل شدد على «الشراكة اللبنانية - الأميركية في التصدي لخطر الإرهاب»، وأعاد «التأكيد على التزام الولايات المتحدة الطويل الامد، لدعم الجيش اللبناني في دوره كمدافع وحيد عن لبنان».
واشار البيان الى ان فوتيل شدد على ان بلاده «قدمت منذ العام 2005 أكثر من 1.4 مليار دولار من المساعدات الأمنية للجيش اللبناني، بما في ذلك التدريب المهم والمعدات، مثل عربات هامفي تصل قيمتها الى 50 مليون دولار، وأسلحة وذخيرة كان قد تم تسليمها الى الجيش». وهو اكد مواصلة بلاده «العمل بشكل وثيق مع الجيش للتأكد من أن المعدات التي يجري تسليمها هي بالضبط ما هو مطلوب لمواجهة خطر التطرف وضمان استقرار لبنان على المدى الطويل».