الخميس 28 تشرين الأول 2021 10:30 ص

"حبل الكذب قصير"...


إنّه مثل قديم، ومصدره بلاد الرافدين. فما هي قصّة هذا  المثل؟

يُروى أنّه كان لتاجر غنيّ من بغداد عشرة خدّام. وفي أحد الأيّام تبيّن للتاجر أنّ أحدهم قد سرق من متجره كيسًا من النقود فيه ألف دينار.

أخذ التاجر يفكّر كثيرًا، ويبحث عن طريقة يكشف فيها السارق. وبعد تفكير عميق جاءته الفكرة الصائبة، فأعطى كلّ واحد من خدمه حبلًا طوله نصف متر، وطلب منهم أن يأتوا إليه صبيحة اليوم التالي ومعهم حبلهم، لأنّ السارق سيطول حبله 10 سنتيمترات.

وفي صبيحة اليوم التالي حضر جميع الخدّام، فنظر التاجر في حبل كلّ واحد منهم، ووجد أنّ جميع الحبال بالطول نفسه كما كانت في البداية، ما عدا حبلًا واحدًا إذ كان أقصر بعشر سنتيمترات، فعرف التاجر أنّ صاحبه هو السارق.

فالذي حصل أنّ هذا السارق قد قصّ عشرة سنتيمترات من الحبل، ظنًّا منه أنّ حبله فعلًا سيطول بعشرة سنتيمترات.

وعند اكتشاف هُويّة السارق، قال له التاجر: إنّ حبل الكذب قصير، ثمّ اشتكاه إلى القاضي فتمّ سجنه.

وصارت هذه الجملة مثلًا تتناقله الألسن حتّى يومنا هذا.

فماذا لو أجرينا إسقاطًا لهذا المثل على بعض السياسيّين في لبنان، فإنّه من المحتّم أنّ حبال كذبهم قصيرة، وسيتبيّن للجميع كذب أقوالهم وأفعالهم في نهب مقدّرات دولة بأكملها.

من هنا نصرّ على القضاء اللبنانيّ أن يأخذ دوره الأساسيّ والحقيقيّ في ملاحقة كافّة الفاسدين وزجّهم في السجون، كي يكونوا عبرة لمن يعتبر...

المصدر :جنوبيات