الأحد 31 تشرين الأول 2021 18:29 م |
الأزمة مع الخليج لن تتعمق..هذا ما تريده السعودية! |
* جنوبيات مُخطئ من يعتقدُ أن انسلاخ لبنان عن محيطه العربي بمثابة الأمر السهل ويمكن اللجوء إليه، إذ أن لهذا الاتجاه خطورة كبيرة وآثاره تهدّد هوية المنطقة ومستقبلها ككُل. ومع ذلك، فإن هناك من ينادي بالابتعاد عن المملكة العربية السعودية، باعتبار أن الأخيرة لم تكن قريبة من لبنان خلال السنوات الأخيرة. وعلى أساس هذه القاعدة، تقول بعض الأطراف إن اللجوء إلى محورٍ جديد هو الخيار الأنسب، لكن الحقيقة تؤكد أن اختيار هذا الطريق يعني الانفجار الحتمي.
ففي حال خسارة لبنان للعالم العربي، فإن القدرة على إيجاد البديل أمرٌ مستحيل ولا يتحقق أبداً. وعليه، فإن المطلوب اليوم مُقاربة جديدة لما يحصل، والتوجّه يجب أن يكونَ لحفظِ لبنان وحماية اللبنانيين ومصالحهم في دول الخليج العربي.
وعن هذا اللقاء، تقول المصادر السياسية إن "ماكرون قد يلعب دوراً جديداً في حل الأزمة نظراً لعلاقته الوطيدة مع وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان"، موضحة أنّ "الأبواب لدى السعودية غير مُقفلة ويمكن لحراك ماكرون أن يُحدث تقدماً وخرقاً في جدار الأزمة المستجدة". وعلى مدى الساعات الـ36 الماضية، كان البعض يخشى أن تطال الإجراءات الخليجية الأُسر اللبنانية هناك، لكن هذا الأمر لن يحصل أبداً. فالسعودية تدرِكُ تماماً أن تحويلات المغتربين تشكل عصب الحياة في لبنان خلال هذه المرحلة، وأن أي مسّ بهذا العنصر الاقتصادي يعني تهالكاً للبنان. وقال الخبير المالي والاقتصادي محمد الشامي إنّه "لا يمكن التقليل من قيمة دور السعودية ودول الخليج في الاقتصاد اللبناني"، مشيراً إلى أن "لبنان يحصل سنوياً على إيرادات مالية من دول الخليج تقدر بأكثر من 2 مليار دولار، وذلك عبر الصادرات المختلفة"
ومع هذا، فقد لفت الشامي إلى أن "أموال المغتربين اللبنانيين في دول الخليج تتراوح بين 1.8 مليار و 2 مليار دولار". وفي مراجعة سريعة لبيان وزارة الخارجية السعودية الأخير بشأن لبنان، والذي تم الإعلان فيه عن وقف الواردات اللبنانية إلى المملكة، فإن الأمرَ لا يعني عدم استئناف تلك الوارادت من جديد في حال تم تسوية الملف المرتبط بضمان عدم تهريب المخدرات من لبنان إلى السعودية. وبشكل أوضح، فإن المملكة تطالب لبنان بخطوات أمنية تضمن ذلك، ويبدو أن التقصير ومكامن الخلل ما زالت موجودة في بيروت، والتحرّك يجب أن يكون أكبر للتعاون مع المملكة في مكافحة الجريمة.
أما على الصعيد السياسي، فإنه يتضح من خلال مراجعة المواقف السعودية والخليجية الأخيرة، أن المواقف محصورة في إطار معين. فدول الخليج لا مشكلة لها مع لبنان، ولا تريدُ معاقبة اللبنانيين في الدول العربية، وقد جرى التأكيد على ذلك مراراً وتكراراً. وعليه، فإن الموقف هذا وحده يؤكّد أن المعركة ليست ضد الشعب اللبناني مهما كانت انتماءاته، بل هي ضد مكوّن سياسي في لبنان تعتبر المملكة أنه يشكل خطراً أمنياً عليها، ويتمثل بـ"حزب الله". المصدر :لبنان 24 |