الثلاثاء 9 تشرين الثاني 2021 08:59 ص

ديمقراطيّة الخوّة في عصر القوّة!


* جنوبيات

يُروى أنّ أسدًا قرّر أن يمارس ديمقراطيّته في الغابة. فأرسل بطلب كلّ من الذئب والثعلب، وما إن اجتمع بهما حتّى أخذ يتودّد إليهما عارضًا عليهما بأنّه في صدد مقاسمة حكم الغابة فيما بينهم وتحويلها من مملكة إلى جمهوريّة. 

وبمبادرة القويّ سألهما: ماذا تقترحان لتوزيع المناصب؟ 

فسارع الذئب للإجابة: التوزيع سيكون على الوجه الآتي: 

الرئاسة لمولانا الأسد، ورئاسة الحكومة لي، ورئاسة البرلمان للثعلب. 

فغضب الأسد وسدّد ضربة قويّة للذئب كانت كافية للقضاء عليه.

ثمّ التفت باتّجاه الثعلب وسأله: 

وأنت ماذا تقترح؟ 

فأجاب: الرئاسة لجلالتكم، ورئاسة الحكومة لمولاتنا اللبؤة، ورئاسة البرلمان لشبلكم. 

فقال الأسد: ونعم القسمة، ولكن من أين تعلّمت الحكمة يا ماكر؟!

فأجاب الثعلب: من الحوار الديمقراطيّ الذي دار بينكم وبين ذاك الذئب المتمرّد على السلطة الحاكمة، والذي طالته يد عدالتكم بعد ثبوت تورّطه في جرائم الإرهاب!

إنّها ديمقراطيّة الخوّة في عصر القوّة حيث الإرادة مقيّدة، وحرّيّة الرأي والتعبيرة مجمّدة، والآراء الخنفشاريّة متعدّدة...

المصدر :جنوبيات