الأربعاء 10 تشرين الثاني 2021 09:38 ص |
"كلّ نفس بما كسبت رهينة" |
من يتمعّن في كتاب الله عزّ وجلّ ويُتابع موضوع النفس البشريّة تتّضح له عظمة الخالق سبحانه وتعالى في إيقاظ هذه النفس من سباتها، وتوعيتها بشكل يُبرز رحمة الله بعباده، ووضع كلّ الأمور في نصابها الصحيح. وبنظرة معمّقة لبعض الآيات القرآنيّة يتبيّن لنا جليًّا أنّ المولى عزّ وجلّ حريص على خلقه من الوقوع في التهلكة. وإليكم بعض هذه الآيات من السور المباركة: (فمن أبصر فلنفسه)- الأنعام، آية ١٠٤ (من عمل صالحًا فلنفسه)- فصّلت، آية ٤٦ (ومن شكر فإنّما يشكر لنفسه)- النمل، آية ٤٠ (ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه)- فاطر، آية ١٨ (ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه)- العنكبوت، آية ٦ (فمن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه)- الإسراء، آية ١٥ (ومن يبخل فإنّما يبخل عن نفسه)- محمّد، آية ٣٨ (فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه)- الفتح، آية ١٠ (ومن يكسب إثمًا فإنّما يكسبه على نفسه)- النساء، آية ١١١ (قد جاءكم بصائر من ربّكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ)- الأنعام، آية ١٠٤ تتّضح من هذه الآيات المسؤوليّة الفرديّة وتحمُّل نتائجها في أوضح صورة وأقوى عبارة في تأكيدها. ومن هذا المنطلق فإنّ نجاتك يوم القيامة هي مشروع شخصيّ. فلن تؤاخَذ على تقصير الناس معك، بل ستُعاتَب وتؤاخَذ على تقصيرك بحقّ نفسك. فاستعن بالله ولا تعجز. ونختم بقوله عزّ من قائل: (كلّ نفس بما كسبت رهينة)- المدّثّر، آية ٣٨ وقوله تعالى: (كلّ نفس ذائقة الموت وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة، فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنّة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور)- آل عمران، آية ١٨ صدق الله العظيم إنّه كلام ينفعنا بطاعة الله والتقرّب إليه. اجعلنا يا الله من المقبولين، والهادين والمهديّين. آمين. المصدر :جنوبيات |