* مقدمة نشرة أخبار “أل بي سي آي”
لا استقالة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولا استقالة لوزير الاعلام جورج قرداحي، ولبنان دخل في صلب الصراع الاقليمي، السعودي الايراني، وهذه المرة من بوابة اليمن.
بوضوح، قال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان، إن القضية لا تتعلق بتعليقات وزير، انما بهيمنة حزب الله على المشهد السياسي اللبناني، والحزب نفسه يمُد الحوثيين بالسلاح والتدريب.
الاخطر في كلام فرحان، اعلانه ان المملكة قررت عدم التعامل مع لبنان ومع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لان ذلك ليس من مصلحتها.
وكلامه هذا يُترجم فعليا عبر رفض المملكة البحث، ليس فقط في موضوع تصريح قرداحي الذي اصبح تفصيلا صغيرا، انما في كل ما يتعلق بلبنان برمته، وموقفها هذا ثابت، لم تتمكن اي دولة من فتح اي ثغرة فيه حتى الساعة.
وقع لبنان اذا ضحية جانبية لصراع اليمن، وحتى استقالة الوزير قرداحي التي اصبحت مفتاح اي حل ولو بعد حين، لن تعيد العلاقة مع الرياض، والكويت والبحرين والامارات الى ما كانت عليه قبل التصريح الشهير.
اما ما اسماه وزير الخارحية السعودي الخلاف مع لبنان، فدخل قيد المعالجة الديبلوماسية التي تحتاج للكثير من الوقت، لان السعودية لن تتراجع عن موقفها من دون أثمان هي مبدئيا اكبر من قدرة الحكومة اللبنانية على تحملها، فهل تهتز الحكومة من الداخل، اذا ما ادت الضغوط التي تمارَس على الوزير قرداحي لدفعه الى الاستقالة؟ وهل يتبعه في ذلك الوزراء المقربون من حزب الله وامل والمردة، فتطير كل الحكومة ومعها الانتخابات؟
الوضع بالغ الصعوبة، وعلى خطه دخل الفرنسيون والاميركيون الذين حذروا الرئيس نجيب ميقاتي عبر اتصال مباشر أُجري معه من قبل احد الشخصيات في واشنطن من خطوة الاستقالة، تماما كما جمدوا كرة ثلج القرارات الخليجية ضد لبنان، من دون ان يتوصلوا الى حل بعد.
فما يهم واشنطن اجراء الانتخابات التشريعية العام المقبل، وعدم المس باستقرار لبنان منعا لسقوطه في شكل كامل تحت سيطرة حزب الله، تماما كما يهم واشنطن الاسراع في ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل الى حيث يصل الاسبوع المقبل الوسبط الاميركي آموس هوكشتين، لتخفيف الضغط عن تل ابيب، ومنعها تاليا من خطوة عسكرية قد تؤدي الى اشعال حرب مع ايران، تفجر المنطقة برمتها.
على هذا الاساس، تتواصل المساعي في الساعات المقبلة، لا سيما على هامش قمة غلاسكو، حيث سيلتقي غدا الرئيسان ماكرون وميقاتي.
هذا في وقت، يكاد لبنان يزول، ومواطنوه لم يتعلموا شيئا بعد، وهم عبارة عن مجموعات لا روابط بينها، سوى ربما انها تعيش على ارض واحدة.
===================
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
اطلالةٌ على مسارِ الاحداثِ في لبنانَ مؤخراً قد تضيءُ على احدِ مآربِ حملاتِ القمعِ السعودي الهمجي على بلدِنا:
مجزرةٌ في الطيونة بيدِ حليفٍ سُعوديٍ معلن… فإعلانٌ عن لقاءٍ سريٍ في الرياضِ بينَ وزيرِ الحربِ الصهيوني بني غانتس ومسؤولينَ سعوديين، فاطلاقُ الحملةِ على وزيرِ الاعلامِ اللبناني، واليومَ تسريباتٌ حولَ طلبٍ صهيونيٍ بربطِ ايِّ مساعدةٍ خارجيةٍ للبنانَ بشرطِ ان لا تُهدِّدَ أمنَ كيانِ الاحتلال..
هل كلُّ ما وردَ مجردُ صُدفٍ مترابطة ؟ أم تنسيقٌ حثيثٌ بينَ مأزومَين : نظامٌ سعودي ٌيتلقى الضربات ِالموجعةَ في اليمنِ ومأرِبِها بعدَ فشل ِاميرِه بجولاتٍ دمويةٍ متتاليةٍ في المنطقة، وكيانٌ صهيونيٌ مكبلُ اليدِ في قراراتِه الحربيةِ في المنطقةِ وبحركتِه الداخلية؟..
في لبنان، لا اختلافَ لدى العقلاءِ بانَ وراءَ الهجمةِ على وزيرِ الاعلامِ جورج قرداحي محاولةَ تغطيةٍ لحجمِ الفشلِ السعودي في اليمنِ وغيرِه. واَنَ وليَ العهدِ السعودي يعيشُ القلقَ وسوفَ يواجهُ مأزقاً كبيراً بعدَ سقوطِ مأرب، والخوفُ والقلقُ من ضياعِ كلِّ أوهامِه هو جزءٌ مما يواجهُه لبنانُ وفشةُ الخلقِ باللبنانيين، وفقَ رئيسِ المجلسِ التنفيذي في حزب الله ، اما هؤلاءِ الموتورونَ فليسوا هُم من يحددُ مستقبلَ لبنانَ ولا هم من يديرونَ حياةَ مواطنيه ، ولو كانَ حزبُ الله مسيطراً على لبنانَ كما ادعى وزيرُ خارجيةِ الرياض لرأتِ السعودية لبنانَ اخرَ، وفقَ السيد صفي الدين.
في الحراك ِاللبناني وآليةِ التعاملِ معَ موجاتِ الانتهاكِ السعودي لسيادةِ لبنانَ وكرامتِه ، باتَ مؤكداً انَ وزيرَ الاعلامِ جورج قرداحي لن يَستقيل ، بمقدارِ ما باتَ محسوماً انَ حكومةَ الرئيسِ نجيب ميقاتي لن تَستقيل، وسطَ اهتمامٍ دوليٍ ببقائِها واجراءِ الانتخاباتِ اكثرَ من التفاعلِ معَ الحرَدِ السعودي بحسَبِ قولِ المصادرِ لقناةِ المنار.
اما متى يعودُ مجلسُ الوزراءِ لعقدِ جلساتِه، فهذا مرتبطٌ بانتفاءِ الاسبابِ التي ادت الى تعليقِ الجلسات ، تؤكدُ المصادر.
========================
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
من بينِ انسدادِ الأفقِ العربية وأزْمةِ لبنان معَ الخليج.. بدأت معالمُ الغازِ المِصري بشَقِّ أنابيبِها إلى لبنان معَ إعلانِ وزيرِ البترول المِصري طارق الملا أنّ بلادَه ستبدأُ بتصديرِ الغاز نهايةَ العامِ الحالي وأنّ هذا الأمر سيُسهِمُ في تخفيفِ أزْمةِ شُحِّ الطاقة من خلالِ تنفيذِ الاتفاق معَ كلٍ من الأردن وسوريا وبُشرةُ الخيرِ المِصرية رحّبَ بها وزيرُ الطاقة وليد فياض.. شارحاً تفاصيلَ الكشفِ التِقْني على الأنابيبِ الصالحة للضخّ في سوريا لكنّه قالَ للجديد إنّ لبنان لا يستطيعُ أن يَلتزِمَ بمواعيدَ محدّدة “عالبلكة” لأنّ التنفيذَ مرتبطٌ أيضاً بالتمويل من البنكِ الدولي، شديدِ التمسّكِ بمبادرةِ استجرارِ الكهرَباء من الأردن وكَشف فياض أنّ ساعاتِ التغذية ستَزيد إلى حدودِ أربعِ ساعاتٍ إضافية.. وقالَ إننا وصَلنا إلى عقدٍ معَ مِصر مدّتُه عشْرُ سنواتٍ قابلة للتجديد هذه الإنارةُ من مصادرِ الطاقة يُقابلُها ظلامٌ سياسيٌ دبلوماسي أَطبقَ على لبنان بفعلِ أزْمتِه معَ عددٍ من دولِ الخليج وفيما لم تَشهدِ الأزْمةُ نزفاً جديداً اليوم ما خلا إعلاناً من الإمارات عن دعوةِ رعاياها إلى مغادرةِ لبنان فإنّ الإغلاقَ الدبلوماسي كان محلَّ بحثٍ بين وزيرَي خارجيةِ أميركا أنتوني بلينكن والسُعودية فيصل بن فرحان وجاءَ في تغريدةٍ لبيلنكن أنّ الطرفين بحثا أيضاً الحاجةَ إلى إعادةِ الحكومةِ الانتقالية بقيادةٍ مدنية في السودان على الفور لكنّ عودةَ حكومةِ ميقاتي إلى العمل لا يبدو أنها حضَرت في الاجتماع بشكلٍ عاجل.. وتُرِكَ حمدوك ميقاتي قيدَ الإقامةِ الجبرية على مستوى مجلسِ الوزراء المتوقّفِ عن الاجتماع لألفِ سببٍ وسبب غيرَ أنّ ميقاتي يعوّلُ على لقاءاتِ قِمّةِ المُناخ في غلاسكو لتخفيفِ الاحتقانِ الدبلوماسي معَ دولِ الخليج وأبرزُ اللقاءات التي يَنتظرُها رئيسُ الحكومة ستكونُ معَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحصولِ على سندِ إقامةٍ وِزاري يُبقي حكومةَ لبنان قيدَ التنفّس أما حكايةُ النأيِ بالنفس.. فلم تَسلُكْ في أيٍ من مراحلها.. إذ إنّ لبنان وعلى مدى سنواتٍ طويلة أَثبتَ عجزَهُ عن الحِياد.. وكان دائماً رهينةَ حروبٍ عربيةٍ عربية تَندلعُ وراءَ الحدود فنَحمِلُ بارودتَها هنا والقُوى السياسية في لبنان لن تكونَ مرةً حرّة أو مستقلة طالما أن مَربِضَ خيلِها في الخارج. وعلى هذا التقييم كان جورج قرداحي ضحيةً وفرْقَ عُملةٍ سياسية.. حتى إنّ السُعودية نفسَها وعلى مدى ثلاثةِ لقاءاتٍ صِحافية لوزيرِ خارجيتِها فيصل بن فرحان، أكدت أنّ الأزْمةَ اليوم لا تتعلّقُ بشخص.. ووَسّعتِ الأسبابَ لتَطالَ التهريب ودورَ حزبِ الله في الهيمنةِ على لبنان. ومن هنا فإنّ استقالةَ قرداحي لن تُبدِّلَ الحال وحتى لو استقالَ الرئيس نجيب ميقاتي نفسُه وأُضرمتِ النيرانُ في حكومتِه، فإنّ البديل لن يُقدّمْ بل سيُؤخِّر فشكوى السُعودية وبعضِ الخليج أنّ الحكوماتِ التي يَتِمُ تشكيلُها هي حكوماتُ حزبِ الله، من زمنِ سعد الحريري نفسِه إلى حسان دياب فنجيب ميقاتي.. وبناءً عليه فإنّ التَبِعات ستَبقى مستمرةً إلى أنّ تَتغيّرَ الحال، إما بصناديقِ الاقتراع إذا فُتحت.. أو بوضعِ لبنان على طاولةِ فيينا وتالياً التفاوضِ السُعودي الإيراني في العراق في جولتِه الخامسة الشهرَ المقبل وحتى ذلكَ الحين فإنّ جورج قرداحي لا يزالُ وزيراً للإعلام.. وهو ثَبَتَ على موقفِه وموقعِه في اتصالٍ مع الجديد مؤكداً عدمَ نيّتِه الاستقالة لكونِ الأمور لن تتصلّح في حالِ انسحابِه من المشهدِ الوِزاري وباتَ قرادحي في أجواءٍ تدعمُ مواقفَه من الثنائي الشيعي والمرده..
وفي معلوماتِ الجديد ان اتصالاً حصل بين قرداحي وميقاتي وقال وزيرُ الاعلام لرئيس الحكومة: هل تَضمَن اني اذا استقلت لن تَطير حكومتُك؟ فأنا أُبلغت ان وزراء آخرين سوف يتخذون قرارا مماثلا اذا اقدمت على الاستقاله .. وعليه فلا انا استقيل ولا حكومتك ستطير ومن خلالِ مواقفِ نوابِ ووزراءِ وقياداتِ حزبِ الله يَتظهّرُ عدمُ الخروجِ السريع من الحكومة.. لا بل إنّ كلامَ السيد هاشم صفي الدين يؤكدُ أنّ الحكومةَ حاجة، ومَن يَعمل من أجلِ أن تَفرُطَ وتتعطّل ويُضربَ الاستقرار هو الذي يريدُ أن يَخرَبَ البلد وعلى ما هو واضح فإنّ الأزْمةَ تُضبطُ داخلياً.. لكن هل يَجري وقْفُ نزيفِها خارجياً؟ في قِمّةِ بايدن ماكرون انتهت أسوأُ أزْمةٍ تتعلقُ بصراعِ الغواصاتِ النووية بين البلدين بعبارة sorry أميركية لفرنسا.. لكنّ فرنسا كانت قد خَسِرت سِتينَ مِليار دولار هنا أيُ كلامٍ سيُقال؟ وماالذي سيَخسرُهُ لبنان أكثرَ من خَساراتِه المتتالية؟