الثلاثاء 16 تشرين الثاني 2021 21:28 م |
أسامة يبتعد عن برّي.. وبهاء يتسلل خلف عمّته |
* جنوبيات باستثناء التواصل الذي تقوم به بعض الشخصيات في تيار المستقبل لبحث موضوع الانتخابات، وبدء بهاء الحريري بتحضيرات الدخول إلى صيدا، ليس من حراك انتخابي في عاصمة الجنوب. وهذا على عكس دائرة جزين الصغرى (دائرة الجنوب الأولى، وتضم صيدا وجزين)، التي بدأت تشهد تحرك بعض الشخصيات للدخول في المعترك الانتخابي. مجموعات تشرين تشهد صيدا اليوم الثلاثاء 16 تشرين الثاني أول اجتماع لبحث الوضع الانتخابي بين مكونات عدة من مجموعات 17 تشرين، باستثناء التنظيم الشعبي الناصري، لأن لدى بعض المجموعات مآخذ على رئيسه النائب أسامة سعد (نحو 10 آلاف صوت)، لأنه خاض الانتخابات الماضية على لائحة حركة أمل (لائحة أسامة سعد وإبراهيم عازار)، عندما اقتضت مصلحته الفوز بالمقعد النيابي، واليوم يريد الصعود على ظهر الثورة، كما يقولون. حتى أن بعض القوى اليسارية والمجموعات في المدينة يعتبر أن التنظيم شيطن 17 تشرين في صيدا، بتخوينه الحراك في ساحة إيليا الصيداوية، واتهامه المشاركين فيها بتلقي الأموال من السفارات. وهذا قبل إقدامه على شق الساحة إياها بانسحابه منها، ونقل المجموعات الموالية له للاعتصام في ساحة الشهداء، تحت اسم إرادة شعب. ويقول منتقدو التنظيم إنه لم يقدم على أي مبادرة بعد ذلك في اتجاه 17 تشرين لإصلاح الوضع، ولن تشفع له مواقفه المناهضة لحزب الله بعودة الأمور إلى طبيعتها معه. المستقبل- عازار المطلعون على أجواء تيار المستقبل في صيدا يؤكدون أن الأمور غير محسومة بعد على مستوى التحالفات في الدائرة. فجميع القوى تتواصل في ما بينها، لكن حسم خريطة التحالفات ما زال بعيداً. وخيار التحالف في دائرة جزين يتأرجح بين النائب إبراهيم عازار (نحو 11 ألف صوت) أو النائب السابق أمل أبو زيد (نحو 5 آلاف صوت)، شرط حسم الأخير خياره بعدم الترشح مع التيار الوطني الحر. وربما يذهب المستقبل إلى خيارات أخرى تحسم في موعدها. البزري وخياراته أما المعارضون للمستقبل فيعزون عدم حسم المستقبل خياراته إلى التخبط الذي يعيشه في لبنان كله. فحتى موضوع ترشح النائب بهية الحريري (نحو 14 ألف صوت) لم يحسم بعد، كما يشاع في المدينة. ويشاع أيضاً أن الحريري ستترشح، وربما تضم إلى جانبها في صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري. وينفي مقربون من المستقبل هذا الأمر، مؤكدين أن البزري أقرب إلى التحالف مع التنظيم الناصري. أما أوساط التنظيم فتشير إلى أن البزري يعد العدة لتشكيل لائحة بالتعاون مع حزب الله. لكن البزري عليه دراسة التوازنات الصيداوية جيداً، في حال خياره تشكيل لائحة مع التيار الوطني الحر مدعومة من حزب الله، في ظل النقمة السنية على التيار والحزب في لبنان. والبزري لن يجد مرشحاً قوياً إلى جانبه في جزين، وتأثير الصوت الشيعي فيها طاغ لصالح حركة أمل ومرشحها عازار، الشبيه بترشيح النائب ميشال موسى في الزهراني. التنظيم الناصري التنظيم الشعبي الناصري على ما تؤكد مصادر مطلعة، سيخوض الانتخابات على المستوى الوطني، ولن تكون معركته في صيدا إلا منسجمة مع قناعاته ضد المنظومة السياسية. وحتى الساعة لم يتحرك التنظيم انتخابياً بعد، لكنه حسم عدم خوضه الانتخابات إلى جانب نبيه بري، مفضلاً التعامل مع الاستحقاق لتسجيل موقف سياسي بمعزل عن الفوز بمقعد نيابي. فالتنظيم يدرك أنه حصل على نحو ألفي صوت شيعي في صيدا، ليست كلها للثنائي الشيعي. وحتى لو خسر ألف صوت شيعي في صيدا، تشير حساباته إلى أنه سيكسب مقابلها نحو 3 آلاف صوت سني. ولا ينسى أهل صيدا مواقف سعد القوية التي انتقد فيها حزب الله، ولا منعه من الاعتداء على المتظاهرين في ساحة إيليا، بخلاف ما حصل في بيروت والجنوب. وهو ينطلق من ضمان الفوز بمقعد صيدا بمعزل عن الأصوات الشيعية التي جيرتها حركة أمل لابراهيم عازار في جزين. ويعول سعد على رفع حظوظ لائحته بأكثر من مقعد، في حال تشكلت حالة وطنية شبيهة بمعركة نقابة المهندسين. بهاء-سعد الحريري بخلاف باقي الدوائر التي حددت فيها حركة "سوا للبنان"، التابعة لبهاء الحريري، خياراتها الانتخابية: دعم مرشحين مستقلين، أو ترشيح أشخاص منضوين فيها، تدرس الماكينة الانتخابية لحركة "سوا" ملف دائرة الجنوب الأولى (صيدا-جزين) بعناية فائقة. ففي حال قرر سعد الحريري خوض الانتخابات، سيخوض بهاء مع أخيه معركة كسر عظم تشمل صيدا، حيث تترشح عمته بهية الحريري. أما في حال عزف سعد الحريري عن الانتخابات وقررت بهية الترشح، فستكون له مقاربة مختلفة لمدينة صيدا. بعض المجموعات والقوى السياسية في صيدا تؤكد أن حضور بهاء في صيدا يقتصر على حالات فردية، كانت تنشط خلال انتفاضة 17 تشرين في المدينة. وما يشيعه عن دخوله المعترك الانتخابي بقوة هدفه تأسيس حالة سياسية في المستقبل، وليس لهذه الدورة الانتخابية. أما مصادر ماكينته الانتخابية فتؤكد أن ملف صيدا لم يفتح بعد، في انتظار الانتهاء من "المقاربة العلمية" التي يجريها: الأرقام والأصوات التي على أساسها تخاض المعركة الانتخابية. اللعب على العائلات يدرك بهاء الحريري أن بهية (نحو 14 ألف صوت) قوية في صيدا، وأن تحالفها مع ابراهيم عازار، أي تجيير حركة أمل الأصوات الشيعية في جزين للائحة، يمكّنها من الفوز بمقعدين. لذا، يجري العمل حالياً على سحب البساط من تحت بهية الحريري، باستقطاب فعاليات وشخصيات سياسية وازنة في المدينة من مؤيدي خط رفيق الحريري. والعمل جار على دعم مرشحين مستقلين في جزين. وثمة قناعة لدى البعض بأن العائلات الكبيرة تحسم الانتخابات في صيدا. فهناك عائلات تمتلك أكثر من 4 آلاف صوت منسجمة في التصويت، حتى لو كانت غير مقفلة لجهة سياسية معينة. وانتقاء مرشحين أقوياء منها يغير المعادلة الانتخابية. لكن هذا الأمر ينطبق على الانتخابات البلدية وليس النيابية، كما يؤكد ناشطون مقربون من المستقبل. وهذا ما يدفع الماكينة الانتخابية لبهاء الحريري بالتريث في كيفية مقاربة انتخابات صيدا. لكن بخلاف إحجام بهاء عن الدخول بقوة في صيدا في الوقت الحالي، تنشط ماكينته الانتخابية في جزين، حيث سيدعم مرشحين أقوياء. ووفق المصادر، ثمة شخصيات بدأت تنشط في جزين، وخصوصاً بين الضباط المتقاعدين. واستفاد هؤلاء من هجرة العسكريين المتقاعدين من بيروت إلى جزين، بسبب انقطاع التيار الكهربائي في كل مناطق لبنان، واستمراره في جزين 20 على 24 ساعة. وبعض هؤلاء الضباط مقرب من حزب الكتائب اللبنانية. وفي حال خاضت قوى المعارضة الانتخابات على المستوى الوطني، وضمت اللوائح قوى يسارية والكتائب اللبنانية، يستفيد منها أسامة سعد، المرشح الأقوى في صيدا بعد بهية. المصدر :جنوبيات |