الخميس 2 كانون الأول 2021 14:31 م |
محمد ليلا... رحيل الوجه الصبوح |
* جنوبيات محمد ليلا "أبو مصطفى" المربي والأستاذ .. وجه صبوح سمح، ورجل كبير بقلب طفولي، أضناه التعب والوجع والمرض .. فانطفأت شمعته، وغاب مرتحلا إلى الرفيق الأعلى بزاد وفير من مكارم الأخلاق وفيض القيم والمثل. كيف نرثي الأستاذ محمد ؟ وماذا نكتب عنه أو نقول فيه؟ وقد هزنا هذا الرحيل المدوّي، وقد سحّ الدمعُ في المقلتين. محمد ليلا ضمير حي ناصع .. كم كان عظيما في كبر نفسه وعزته وصدره العامر بالإيمان، وقلبه النابض دوماً بحب الناس. برحيله الموجع، خسرت بلدة الغازية ومدينة صيدا ومنطقتها، وجها اجتماعيا وتربويا وثقافيا متميزا، ترك بصماته البيضاء في التعليم الذي لم يعتبره يوما مهنة إنما رسالة تربوية مقدسه. وها نحن خسرناه أخا وصديقا وحبيبا من بطانة نادرة. محمد ليلا من جيل الزمن الجميل، جيل تحصن بالقيم النبيلة والأخلاق العالية والمبادئ البانية .. عرفناه منذ زمالتنا الدراسية في الفرع الخامس بالجامعة اللبنانية العام 1978، ومذاك لم يتغير .. سيرة طيبة عطرة كعطر تراب أرض الجنوب الذي عشقه .. دمث الأخلاق، محبا وودودا، مكافحا من أجل مستقبل افضل، مواجها شظف الحياة وعذاباتها بابتسامة ترتسم على وجهه الذي بدا دوما وكأنه بدايات الربيع .. ابتسامة معهودة لم تبرحه حتى عندما أثخنه المرض، فكانت جرعة الأمل والتفاؤل بأهمية الحياة والصبر.
عشقه لمسقط رأسه بلدة الغازية أضاف اليه حبا آخر، حب مدينة صيدا، كان يأنس لجلساته في مقاهيها الشعبية أو على كورنيشها البحري ولحكايات بحارتها. شوارع المدينة وأزقتها ستفتقدك، وسيستفقدك من كنت تقول عنهم "أطيب الناس". التعازي القلبية الحارة لزوجته المربية الفاضلة أمال البزري، شريكة حياته التي وقفت وقفة وفاء إلى جانبه في الأيام الصعبة .. وإلى كريمته السيدة فرح، وإلى نجليه السيدين مصطفى وأحمد، ولكل أصدقائه ومحبيه. رحمك الله وافاء عليك بفيض رضوانه. المصدر :جنوبيات |