أكد عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان الدكتور رياض أبو العينين أنّنا "لمسنا من السيد الرئيس محمود عباس اهتماماً شديداً بأوضاع شَعبِنا اللاجئ في أماكن تواجُده كافة، خصوصاً في دول الطوق، فكان هناك تشديد من سيادته على توفير أي إمكانيات أهلنا بحاجة لها، والتمسّك بإرادة صلبة وعزيمة قوية من أجل تحصيل حقوقنا وبحق عودة اللاجئين في لبنان والشتات".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "لقاء أقاليم حركة "فتح" على أرض الوطن ... رسائل ودلالات": "تُوِّجَتْ لقاءتُنا بزيارة السيد الرئيس، حيث وضعنا في أدق تفاصيل الوضع السياسي العام وتطوّرات القضية الفلسطينية، والوضع التنظيمي، ومُجمل القضايا السياسية العالقة، وصورة الانتهاكات الإسرائيلية المُتواصلة على الأرض، والاعتداءات على أهالينا في الحرم الإبراهيمي وجنين والمناطق الفلسطينية كافة، وكيف أنّ هذا الاحتلال الغاشم يقوم بتقطيع أوصال المدن الفلسطينية، وسرقة أراضينا في الضفة الغربية وإقامة المُستوطنات".
وأشار أبو العينين إلى أنّ "كلمة السيد الرئيس التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأُمم المُتحدة والمُهلة التي أعطاها لمُدة عام، كان لها صدى إيجابياً، لمسناه في الشارع الفلسطيني، وننتظر هذه المُدّة بفارغ الصبر ليتم إنهاء الاحتلال أو الخروج من عُمق الزجاجة التي نحن فيها بوضعنا الفلسطيني".
وأوضح أنّه "استمعنا من السيد الرئيس إلى عرض لأهمية المُقاومة الشعبية السلمية، وفي الطليعة "بيتا"، التي سمّاها سيادته "أيقونة المُقاومة الفلسطينية"، وضرورة أنْ تعم ظاهرة المُقاومة الشعبية السلمية الأراضي الفلسطينية كافة، لنطرد المُحتل الغاشم، وقد زرنا "بيتا"، تأكيداً لما يقوم به أبناء شَعبِنا في هذه المنطقة من تسطير لأروع الملاحم والبطولات، فيومياً هناك اشتباك أو إرباك ليلي مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقدّموا 10 شهداء وأكثر من 300 جريح في هذه المنطقة".
وأضاف: "إنّ تراب فلسطين مُقدّس ونقي وطاهر، شممنا رائحته، ولا يزال عالقاً لدينا، فقد بدأنا زياراتنا في فلسطين بضريح الخالد فينا جميعاً الشهيد الرمز الرئيس ياسر عرفات، ضمن زيارات وفد الأقاليم الخارجية، التي كانت عبارة عن لقاء أقاليم الشتات مع أقاليم الداخل، لتبادل الخبرات، ودراسة الأوضاع التنظيمية وظروف كل ساحة، وكيفية عملها في الأطر التنظيمية، وتشكيل هياكلها، ودراسة المهام التنظيمية لكل إقليم على حدى، والتعاون في ما بينها، وكيفية عمل الأطر في الداخل والخارج، بهدف تطوير المهام بشكل يليق بتنظيم حركة فتح".
واستطرد قائلاً: "عرضنا للإخوة في الأقاليم عن الوضع الذي يعيشه أبناء شَعبِنا في لبنان وتحديداً المُخيّمات وما تُعانيه، ووجدنا لديهم اطلاع شبه تام عن أوضاعه، وهناك تشابه كبير بين واقع مُخيّماتنا في لبنان ومُخيّمات الضفّة الغربية، ورأينا نماذج بطولية فيها، لكن يبقى الاختلاف أنّها على أرض الفلسطينية".
وتطرّق أبو العينين إلى اللقاء بين السيد الرئيس محمود عباس والرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الذي عُقِدَ في العاصمة القطرية، الدوحة، فأكد أنّ "توجيهات السيد الرئيس بأنّ شَعبِنا الفلسطيني كان ولا يزال وسيبقى على الحياد التام مما يدور من أحداث في لبنان، ومصير الشعبين اللبناني والفلسطيني واحد، وهذه استراتيجية اتبعها سيادة الرئيس مُنذ البداية، بأنّ شَعبِنا لن يقف مع أي طرف ضد آخر، وأنّه سيقف إلى جانب لبنان في ما يحتاجه، وخلال انفجار مرفأ بيروت، أعطى سيادة الرئيس التوجيهات لسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور بتوفير كل إمكانياتنا، وكنّا من الأوائل خدمة لأشقائنا اللبنانيين".
وبشأن الوضع الصحي والمعيشي في لبنان، أشار أبو العينين إلى أنّ "السيد الرئيس كرّر تأكيد تقديم كل دعم لأبناء شَعبِنا في الشتات، لنتمكن من الصمود بوجه الكوارث والمحن كافة، خصوصاً دعمه المفتوح لنا في "مُستشفى الهمشري" لمُواجهة جائحة "كورونا"، ودائماً يبدي كل اهتمام لتقديم المُساندة وتأمين الاحتياجات كافة".
وأشاد بإعلان السيد الرئيس "أريد لـ"مُستشفى الهمشري" أن تكون صرحاً طبياً ومرجعاً صحياً لأبناء شَعبِنا في لبنان، وعوناً لأشقائنا اللبنانيين لمُواجهة المحن كافة، وأنا جاهز لأي نوع من الدعم والمُساعدة، وبالفعل قدم كل الإمكانيات، ودعمنا لافتتاح قسم لقسطرة القلب، وإعادة تطوير قسم الاستقبال، وقسم الطوارئ وشراء جهاز تصوير طبقي محوري حديث، ووقد أدت الخطة التي وضعها سيادة الرئيس، إلى تطوير المُستشفيات كافة لخدمة أبناء شَعبِنا".
وتوجه بالشكر إلى "وزيرة الصحة العامة الفلسطينية الوزيرة الدكتورة مي الكيلة، لتكريم الطواقم الطبية لمُواجهة جائحة كورونا".
وختم أبو العينين: "قضية شعبنا الفلسطيني مُحقة وعادلة، جيش الاحتلال يملك من الصواريخ والعتاد العسكري ما هو أقوى منا، إنما شعبنا يملك الإرادة والعزيمة، وهو صاحب حق، ولا بد من أن ينتصر، ومُتمسك بأرضه وهذا ما لمسناه - وكما قال السيد الرئيس: "لن نُكرر خطأ 1948 و1967، شعبنا هنا باقٍ، ومُتمسكون بأرضنا حتى النصر، وإقامة دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين".
https://youtu.be/V4curExcNt4