الأربعاء 31 آب 2016 11:18 ص |
السجناء الفلسطينيون المرضى.. معاناة في جحيم مضاعف |
يتعمد العدو الصهيوني إرتكاب جرائم الإهمال الطبي والقهر اليومي، ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه، غير عابئ بإحتجاجات المنظمات الانسانية، وضارباً بعرض الحائط كل القوانين الدولية في تقديم الرعاية الصحية لهم، ما تسبب باستشهاد أكثر من 19 أسيراً بين 1800 من الأسرى المرضى، حسب الإحصاءات الرسمية، إضافة إلى معاناة العشرات منهم نتيجة الظروف القاسية بسبب التعذيب وسوء التغذية وغيرها، وبذلك بات هؤلاء الأسرى يعانون من جحيم مضاعف . وكشفت تقارير دولية حول الوضع الصحي للأسرى، أن مستوى العناية الصحية سيء، وقد أصبح العلاج شكلياً وشبه معدوم في ظل ازدياد عدد المرضى، وبات موضوع علاج الأسرى يخضع للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين؛ الأمر الذي يشكل خرقاً فاضحاً لمواد اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة "المواد (29 و30 و31) من اتفاقية جنيف الثالثة، والمواد (91 و92) من اتفاقية جنيف الرابعة"، والتي كفلت حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لهم. كما اتضح أن عيادات السجون والمعتقلات "الإسرائيلية"، تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية الطبية اللازمة،والأطباء الأخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المختلفة، وأن الدواء السحري الوحيد المتوفر فيها هو حبة الأكامول كعلاج لكل مرض وداء. أرقام الأسرى المرضى وأوضاعهم السيئة وبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لهذا العام (6000) أسير فلسطيني، بينهم (25) أسيرة، و(205) أطفال، وتحتجز سلطات الاحتلال الأسرى في (22) سجن ومركز توقيف وتحقيق إلى جانب معتقلي "عتصيون" و"حوارة" التابعين لقيادة جيش الاحتلال. ورصدت جمعية" نادي الأسير الفلسطيني "عبر متابعاتها القانونية 1000 حالة مرضية منها 160 حالة مرضية مزمنة يعانون من أمراض مختلفة على رأسها مرض السرطان ، إضافة إلى أن هناك عدداً من الأسرى يعانون من أمراض نفسية خطيرة كان آخرها الأسير خضر ضبايا وهو أسير يعاني من انفصام في الشخصية تصر "إسرائيل" على احتجازه رغم ما يعانيه. وحسب تقرير لوزارة الأسرى والمحررين: وصل عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال إلى 1500 حالة مرضية، بينهم 18 يعانون أوراماً سرطانية ومن المتوقع استشهاد بعضهم، ومنهم المصابين بالشلل والإعاقة، ومنذ العام 2000، استشهد 19 أسيراً بسبب الإهمال الطبي، واتباع سياسة متعمدة وممنهجة للضغط على الأسرى، من خلال عدم توفير الحماية الصحية لهم وزرع الأمراض بينهم. وتشير المعطيات من داخل السجون، إلى تزايد أعداد المرضى خاصة النفسيين منهم، حيث يعاني 200 أسير من حالة الانفصام، و120 حالة صرع، و20 حالة تخلف عقلي نتيجة الإهمال الطبي. وأضافت أن الأطباء أنفسهم يشاركون في سياسة التعذيب بحق الأسرى، فقد تم مؤخراً استحداث طريقة "الهز العنيف" من خلال أطباء وعلماء "إسرائيليين" للضغط على الأسرى، واعطائهم أدوية مهدئة؛ لاستخدامهم كحقل تجارب لاختبارها. مخاوف من مضاعفة أعداد الأسرى الشهداء وطالب مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة في أعقاب استشهاد الأسير المحرر نعيم يونس الشوامرة (46 عاماً) من مدينة دورا قضاء الخليل، بعد صراع طويل مع المرض بفتح ملف الأسرى المرضى في السجون "الاسرائيلية" ، والضغط على الاحتلال لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان . وأكد أن السكوت على جريمة استشهاد الشوامرة سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة ، وحذر من سياسة الاستهتار الطبي فى السجون ، وطالب بأهمية زيارة الأسرى والاطلاع على مجريات حياتهم وحصر مرضاهم والسماح للطواقم الطبية لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك . كما طالب المؤسسات الدولية العاملة في مجال الصحة بانقاذ حياة الفلسطينيين المرضى في السجون "الإسرائيلية" والذين وصل عددهم إلى قرابة ( 1800 ) أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة ومنهم العشرات ممن يعاني من أمراض مزمنة كالغضروف والقلب والسرطان و الفشل الكلوي والربو وأمراض أخرى ، وأضاف حمدونة أن هنالك خطورة على الأسرى المرضى " بمستشفى سجن مراج بالرملة" كونهم بحالة صحية متردية . وأشارت المعلومات إلى أن هناك أسرى استشهدوا أثناء اعتقالهم على يد الجيش "الإسرائيلي" واعدموا خارج إطار القانون، وأيضاً الأسرى الذين استشهدوا في السجون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد آو نتيجة عمليات القمع التي يتعرض لها المعتقلون داخل السجون، ويبلغ عددهم 204 شهيداً وهناك ثلاثة أسرى استشهدوا بعد تحررهم بأسابيع وهم كل من الأسير زكريا عيسى، زهير لباة وأشرف أبو ذريع. وكان أخر الشهداء الأسير ميسرة أبو حمدية الذي استشهد نتيجة الإهمال الطبي الذي مورس بحقه على مدار سنوات اعتقاله . أبرز أشكال الإهمال الطبي وتحتجز "إسرائيل" بعض الحالات المرضية داخل ما تسمى بعيادة سجن الرملة، وحسب الأسرى أن ما تسميه "إسرائيل" بمستشفى سجن الرملة لا يرتقي لأن يعيش فيه الإنسان المعافى فكيف تضم به أسرى مرضى؟ وأبرز أشكال الإهمال الطبي : المماطلة في تشخيص مرض الأسير ومحاولة تضليله بما يصيبه. العملية البيروقراطية في إجراءات نقل الأسير للعلاج وإخضاعه للفحوصات الطبية. عدم تقديم العلاج اللازم، وإن قُدمت لهم الأدوية عادة لا يعلم الأسير ما هو نوع هذا الدواء. المماطلة في نقل من هم بحاجة للمتابعة في المستشفيات، وإن تم نقلهم في أغلب الأحيان تنتهي رحلتهم الطويلة والتي تستمر لساعات عبر سيارات النقل المخصصة للأسير – وهي (صندوقا – حديديا) تحتوي على كراسي حديدية يجلس عليها الأسير مكبل اليدين والقدمين. استخدام الأسرى كتجارب على الأدوية المصنعة داخل "إسرائيل" وذلك كان باعتراف من "إسرائيل". قتلت مصلحة سجون الاحتلال "الإسرائيلي" نتيجة لسياساتها في الإهمال الطبي 4 أسرى خلال العام الماضي اثنين منهم قضوا داخل سجونها وهما اللواء الأسير ميسرة أبو حمدية والأسير حسن الترابي واثنين آخرين قضوا بعد الإفراج عنهم بفترة وجيزة وهما الأسيرين أشرف ابو ذريع والأسير زهير لبادة، علما أن عدد ما قتلت "إسرائيل" في سجونها 209. منهم عدد استشهدوا بعد الإفراج عنهم بمدد متفاوته وكانت محطتهم الأخيرة ما تسمى "بعيادة سجن الرملة". وكشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين مؤخراً، أنه يعيش في سجن الشارون حالياً (41 أسيرة)، بينهن 12 قاصراً تقل أعمارهن عن 18 عاماً، وأن الأوضاع الحياتية والمعيشية والصحية لا زالت تسوء بإستمرار بفعل السياسات "الإسرائيلية" الإنتقامية الممنهجة. ملف الأسرى المرضى هذا، لا يفضح العدو الصهيوني وممارساته الإجرامية فحسب، إنما يدين الصمت الدولي والعربي إزاءه، إذ من العار أن يبقى العدو قاعدة شاذة في القانون الدولي، يقتل وينكل ويسن القوانين الجائرة وفق مصالحه وأهوائه دون رادع. المصدر :وكالة القدس للأنباء |