الأحد 12 كانون الأول 2021 19:17 م |
الفن المظلوم |
* جنوبيات موسيقى ورقص ورسم وشعر وسينما وأفلام ومسلسلات ومسرح ونحت كلها شكل من أشكال الفن الذي لا نوليه أهمية كبرى في حياتنا اليومية، بل قد نهمشه ونسخّفه إلى حدّ الإقصاء من يومياتنا وساعاتنا على اعتبار أن الفن مضيعة للوقت لا فائدة عملية ترجو منه وأن هناك أمور حياتية وروحانية أخرى تستحق وقتنا الثمين أكثر.
نعم صحيح هناك أمور مهمة جداً في حياتنا تستحق وقتنا الثمين لا جدل فيها إلا أن تخصيص بعض الوقت لبعض الفن مفيد جداً ولا ضير ولا اثم ولا ذنب يقترف في لبّ ذلك لأن الفن في جوهره لا يتعارض مع الدين ما لم يترتب عليه مفسدة أو مهلكة أو أداة لشياع الفساد. وللفن فوائد تتعدى جسر اللهو والصحة النفسية وصولاً إلى الصحة والعافية الجسدية لما للصحة الجسدية من علاقة ترابطية بالصحة النفسية، فكلما عاد الإنسان إلى فطرته التي فُطر عليها كلما أصبح متوازنًا عقليًا ونفسيًا أكثر ممّا يحفز جهازه المناعي لمحاربة الأمراض والاستمتاع بالشعور بالعافية. وعلى الهامش، هناك عدّة دراسات وأبحاث ومشاريع تخرج ورسائل جامعية وأطروحات عربية وأجنبية تناولت مَضوع العلاج بالفن وكثير منها متوفر عبر شبكة الإنترنت.
وفي السياق نفسه، للفن قدرات خارقة أيضاً في التحفيز على العمل والشعور بالوطنية ومن خلاله يمكن تأريخ حقبة زمنية أو شحذ همم المقاتلين للدفاع عن الوطن بالأناشيد الثورية والوطنية أو سكب رسائل سياسية أو دينية أو قومية أو اجتماعية على شكل فن. إلا أنه مظلوم هو الفن في المجتمعات العربية، وقلّة من يدركون أهميتّه كأداة النقيضين: سلم أم حرب، سعادة أم تعاسة، صحة أم مرض، رفاهية أم لهو، نجاح أم فشل وهكذا دواليك في كل مجالات الحياة. المصدر :جنوبيات |