* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
مرحلة اشتداد التناقضات بين مكونات الحكومة مستمرة ولا افق حتى الساعة لخرق جدار الازمة، والدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء مستبعدة اقله الاسبوع المقبل. وكل ذلك يجري على وقع تحرك قضائي للمحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت قابله تصعيد في المواقف من قبل حركة امل - وحزب الله.
وفيما تحدث البطريرك الماروني عن نية تعطيل سافر رافضا رفضا قاطعا تعطيل إنعقاد مجلس الوزراء خلافا للدستور بقوة النفوذ، كان كلام للمطران الياس عودة في ذكرى استشهاد صاحب القلم الحر النائب جبران تويني والذي كان نادى شعب لبنان العظيم بقسمه الشهير فقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس لم نفاجأ بمحاولة اخفاء الحقيقة والمجرمين بعد انفجار المرفأ لأن هذا النهج تجذر في لبنان.
وفيما يستمر التعويل على اي اشارة ايجابية من المملكة العربية السعودية بعد لقاء بن سلمان ماكرون، تتجه الانظار مجددا الى الرياض التي يزورها وزير الخارجية المصرية سامح شكري لتدشين آلية للتشاور السياسي مع دول مجلس التعاون الخليجي وهي اشارة بالغة الاهمية بعد الزيارة الاخيرة للرئيس ميقاتي الى القاهرة وما يمكن ان تنتج عنه لقاءات شكري في اطار مسعى مصري لمساعدة لبنان في حل ازمته مع بعض دول الخليج.
الى ذلك ووسط تحليق ناري للدولار بعد قرار المصرف المركزي رفع سقف السحوبات الدولارية يبدا الاثنين الموفد الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية في لبنان السفير بيار دوكان زيارة الى بيروت وهو سيعقد لقاءات مع كبار المسؤولين للاطلاع على مصير خطة التعافي ومسار الإصلاحات.
صحيا ماراتون فايزرالذي نظمته وزارة الصحة على مدى يومين تجاوب معه المواطنون لجهة الجرعتين الاولى والثانية وحتى الجرعة الثالثة المعززة وتجاوز عدد الملقحين في يومين الستين الفا.
وعن الوباء اعلان من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي بأن كورونا دفع ب500 مليون شخص نحو الفقر.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
في عطلة نهاية الاسبوع يملأ كورونا الفراغ السياسي وما يتفرع عنه من أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية. وتحت لواء (احموا انفسكم وأحباءكم من مخاطر الفيروس الكوروني ومتحوراته) انشغل اللبنانيون بماراتون فايزر الذي اجتذب على مدى يومين بكثافة طالبي اللقاحات. هو إقبال على التلقيح مطلوب لتحصين المجتمع في مواجهة الجائحة الملعونة التي وصلت طلائع متحورها الجديد أوميكرون إلى لبنان.
وإذا كانت الوقاية من جائحة كورونا ممكنة بالنسبة للبنانيين فإن الأمر أكثر استعصاء في مواجهة جائحات أخرى ليس أقلها خطورة الجائحة القضائية. فهذه تضرب العدالة بسيف من يحمل سوطها جاعلا البلد رهينة قراراته الهمايونية وسالكا المنحى الاستنسابي الذي يضحي بالوطن على مذبح المطامح الضيقة والعقيمة.
هو بعض القضاء ديدنه الإمعان في تجاوز الصلاحيات والإفتئات على الدستور تحت غطاء سياسي. في قاموسه لا ضير في ذلك ولو كان بمنزلة جريمة ثانية بحق شهداء إنفجار المرفأ وأهاليهم. أهال يحترقون إنتظارا لكشف المجرم الحقيقي بعيدا من التهلي بأمور هامشية تجهل من فجر وقتل ودمر. فهل يستفيق الضمير البيطاري من كبوته؟ هل ينصت إلى أنين أولياء الدم؟ أم يظل حامل سيف العدالة زورا غارقا حتى أذنيه في ألاعيب مشغليه ودهاليزهم السياسية المقيتة؟!.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
كل ادوات الحصار الاميركي ظاهرة للعيان، وكلّ خطط سفارة عوكر مفضوحة على شاشاتها المأجورة والحليفة، ولا تكلّف عاقلا ادنى جهد لمعرفة انّ كلّ الاسلحة المستخدمة في التجويع والتأليب والفتنة وضعت بيد فريق يقدّم كلّ جهده وفتات شعاراته وكلّ ما يملك من اقلام وافواه لتحقيق هدف مرسوم في الانتخابات المقبلة.
كل ذلك مكشوف وليس مجانيا، وهدفه النيل من حزب الله وحلفائه في هذا الاستحقاق على ما يحلمون ، فيما الحزب مستعد كلّ الاستعداد للانتخابات، ويعلم كم هو متجذر في لبنان ويعلن ان المقايضة على السلاح مرفوضة وكذلك املاء الخارج على اللبنانيين بما يجب ان يقوموا به، وفق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم .
الحرب الاميركية على لقمة اللبنانيين تستحكم ببعض القضاء وبطواعية منه، فتروضه بيدها وتحمي بواسطته فاسدين كبارا، فتأخذ وتسرق العدالة من مجراها الطبيعي، كما يحصل في قضية انفجار المرفأ حيث يرتفع منسوب الاسنتسابية والتسييس..
وسط كل هذه الجريمة الاميركية المنظمة ضد لبنان، يخترق قرار سوري الحصار باعلان فتح الحدود امام اللبنانيين بشروط صحية، وبهذا تؤكد سوريا مجددا انها الاقرب الى لبنان في ازماته، وانها السند الذي ترسم حدوده معايير الانسانية قبل الجغرافيا والتاريخ، وهي البلد الذي يعلن جهارة وعلى عاتقه الاستعداد لايصال الكهرباء الاردنية والغاز المصري الى لبنان، فمن يجرؤ على انكار ما تقدم سوريا؟.
صحيح ان خطوة فتح الحدود تأخرت بفعل خطر كورونا، ولكن سبقها الكثير من مد يد العون للبنانيين، ومن ينسى الاوكسيجين السوري الذي انقذ ارواح مرضى كورونا داخل مستشفياتنا في اذار الماضي عندما قرر مجرمو الدولار والاعتمادات وغيرهم الانقضاض على انفاس اللبنانيين وما زالوا يخنقونهم الى اليوم.
هم انفسهم الذين يتقنون اطلاق التعاميم العمياء والتسعيرات العشوائية المقيدة لحركة البلد، وينتظرهم عند كلّ فرصة تجار فجار يكبدون المواطن كلفة معيشية باهظة، فمن يلاحق ومن يعاقب؟
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
ازاء الواقع المأزوم، غير المسبوق في تاريخ لبنان، امام اللبنانيين خياران لا ثالث لهما:
الخيار الاول هو الاحباط، ونتيجته الطبيعية الاستسلام للأوضاع السيئة لتتحكم بمسار الامور على مستوى الحياة الشخصية للأفراد والعائلات، والحياة الوطنية للجماعات والمجتمع.
اما شروط هذا الخيار، فمتوفرة، واهمها الاخبار السيئة التي تتوالى يوميا عن انسداد الافق السياسي بفعل استحالة انعقاد مجلس مجلس الوزراء وخنق العدالة من خلال اقحامها بالسياسة، عدا عن الفوضى المنظمة والتخبيص المتعمد في موضوع الدولار والوضع المعيشي.
اما الخيار الثاني المتاح للبنانيين، فهو المواجهة، انطلاقا من المنطق القائل بأنك اذا خضت معركة قد تخسر او تربح اما اذا لم تخضها، فأنت خاسر حتما. والمواجهة المطلوبة ليست فكرة في الهواء، بل استحقاق سياسي هو الانتخابات النيابية التي ستحصل على الارجح في ايار المقبل.
والشروط التي يجب ان تتوفر للنجاح في خيار المواجهة في يوم الانتخابات النيابية ثلاث:
الشرط الاول، التخلص من العادات والتقاليد السيئة التي غالبا ما ترافق الاستحقاقات الانتخابية في لبنان، كالتصويت لقاء خدمة خاصة ولو مخالفة للقانون، او في مقابل رشوة مالية، وفي هذه الايام قد تسمى مساعدة، او انطلاقا من ولاء اعمى لزعيم، ولو كان مسؤولا مع غيره عن الانهيار بفعل ثلاثة عقود امضاها هو وازلامه في مختلف مراكز الحكم.
اما الشرط الثاني للنجاح في المواجهة الانتخابية، فهو التصويت الموضوعي لا الانتقامي او المبني على حملات اعلامية واعلانية وسياسية ممولة ومنظمة… تصويت يأتي بعد فحص ضمير سياسي ومراجعة للمرحلة الماضية برمتها، منذ الطائف وحتى اليوم، وانعاش الذاكرة حتى لا يكون النسيان حليف الفاسدين والمجرمين والمخربين. ففي جميع المحطات المفصلية على مدى ثلاثين سنة واكثر، ثمة من كان ينبه ويحذر ويصارح، وهناك في المقابل من كان يغش ويكذب ويتمسكن، والمحطات كثيرة جدا، ولا يجوز تناسيها عند التصويت.
ويبقى الشرط الثالث والاخير للنجاح في المواجهة، هو الاقدام لا الاحجام، من خلال المشاركة الكثيفة في صنع مصير الوطن وترجيح كفة الاصلاحيين الفعليين لا الطارئين او المتنكرين في مجلس النواب، والاهم عدم السماح للشخصيات والقوى السياسية المرتكبة بركوب الموجة الشعبية الناقمة على الاوضاع المعيشية لتعزز مكانتها السياسية على حساب من يواجهها ويقاومها بشراسة منذ سنين.
بهذه الشروط الثلاثة، تنجح المواجهة، ومن دونها احباط دائم وهجرة اكيدة من شؤون الوطن، وحتى من ارضه، ونكران لتضحيات شهداء كثيرين، نستذكر منهم اليوم اللواء البطل فرنسوا الحاج والنائب والصحافي-الرمز جبران تويني.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
12 كانون الأول كان رقم الشؤم للشهيدين جبران تويني وفرانسوا الحاج، لكنه بحق كان رقم الشؤم للبنان، فهو مع ما سبقه وما لحقه من تواريخ قاتلة، أودت بالعشرات من شباب لبنان الميامين الأحرار، لم يكن يستهدف هؤلاء بالمطلق كأسماء منتقاة بأيد عمياء على عجل، بل اختارتهم أيادي الإجرام لأنهم يشكلون رسائل تخويف لشعب تاق إلى الحرية وكانوا هم بالنسبة إليه القاطرة ونقطة الجذب والمنارة.
أيها اللبنانيون، إياكم أن تفصلوا بين ما آلت اليه أحوالنا اليوم مع محطات القتل هذه. فمنذ حصول هذه الجرائم وصولا إلى بركان المرفأ، واغتيال لقمان، وتهديد فارس سعيد لم يتوقف الوضع عن الإنهيار حتى صار لبنان غابة ومكبا ومخزن سلاح، وصار صاحب السلاح يخيرنا بين لبنانه أو الرحيل. فالقاصي والداني يعرفان لماذا منع القضاء أمس واليوم من توقيف قاتل واحد من مرتكبي الجرائم الكبرى، ومنع من معاينة موقع انفجار البرج الشمالي قرب صور في مربع حماس، وكيف جيء بأسوأ الرجال لإدارة الدولة، وكيف شكلت الحكومات - الدمى الخاضعة لسطوة الدويلة، حتى جاع الشعب ومرض وهاجر وانهارت الدولة وصارت غابة سلاح.
في هذه الأجواء، وبعد الصفعة السعودية الخليجية وتخيير المنظومة بين السيادة التي تفتح امامها ابواب العرب العالم، والخضوع لحزب الله والانغلاق حتى الاختناق، في هذه الأجواء يبدأ المبعوث الفرنسي بيار دوكان اجتماعاته الاثنين في بيروت، فيما صندوق النقد يئس منا ومجلس الوزراء ممنوع من الاجتماع، والقضاء تحت ضربات الدويلة، ومصير الانتخابات الأسبوع الطالع رهن رجولة أعضاء المجلس الدستوري. في السياق، إذا استعصت عليكم باقي الملفات، احرصوا ايها اللبنانيون على الاستحقاق الانتخابي، وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
سلسلة محطات رئيسية سيشهدها هذا الاسبوع، لكل منها تداعياته على مستقبل البلاد.
المحطة الاولى ترتبط بملف التحقيقات في انفجار المرفأ.
فبعد ايام على احالة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار على النيابة العامة طلب تنفيذ مذكرة توقيف في حق النائب علي حسن خليل، يفترض بالمحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان بدء دراسة الطلب ليبنى على الشيء مقتضاه.
قصة تنفيذ توقيف حسن خليل ليست عابرة، ومهما كان قرار القاضي قبلان فهو سيطال رئيس مجلس النواب نبيه بري.
والسيناريوهات هنا مفتوحة، حتى باتت تلامس خطوطا خطيرة، تشبه امر عمليات لا علاقة له بالقضاء في نظر البعض، الذي يقول: ان المطلوب كشف الحقيقة ولكن احالة الوزراء والنواب المعنيين الى المجلس الاعلى لمحاكمة الوزراء والنواب بموجب الدستور، في وقت يعتبر داعمو القاضي بيطار ان كل ما يجري محاولات لعرقلة التحقيق وكشف الحقيقة.
في الملف الاول اذا، شبه استحالة لتنفيذ توقيف علي حسن خليل وانعكاس مباشر على عمل الحكومة الذي سيبقى مشلولا نظرا لارتباطه بمصير قضية المرفأ.
المحطة الثانية ترتبط بمصير الانتخابات النيابية، وببت المجلس الدستوري في الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي.
فخلال هذا الاسبوع يفترض بالمجلس استكمال دراسة الطعن، تمهيدا لاعلان قراره في اقصى حد في الحادي والعشرين من الشهر الحالي, وحينها فقط, تتبلور صورة الانتخابات، لا سيما ما يتعلق منها، باقتراع المغتربين، فهل يحصل على اساس اقتراع المنتشرين على مستوى اقضيتهم، او على مستوى الاقتراع لستة نواب يمثلون المنتشرين حول العالم؟
هنا ايضا الصورة ضبابية. فالمجلس الدستوري اذا رد الطعن، يكون ثبت التعديلات التي ادخلها مجلس النواب على قانون الانتخاب، وتكون صفارة انطلاق العمل الجدي للانتخابات النيابية اطلقت.
اما اذا قبل الطعن، فسنكون امام استحداث الدائرة الـ16 للمنتشرين، وهو امر صعب التحقيق لا سيما ان لا مراسيم تطبيقية بعد للانتخاب في هذه الدائرة، ما يعرض عمليا اقتراع المغتربين المسجلين للخطر.
في انتظار تبلور الصورتين، يصل الى لبنان الموفد الفرنسي بيار دوكان ومهمته محددة بالبحث عن الاصلاحات الضائعة بين مجلس الوزراء الذي يعمل والحكومة المعطلة بحسب تعبير الرئيس نجيب ميقاتي. فدوكان ومعه العالم، يعرف ان لا اصلاحات من دون حكومة، مهما اشتدت عزيمة اللجان الوزراية، وان كل ما يحدث لا يتخطى ابر المورفين التي لم تعد تفعل فعلها لا في الخارج ولا في الداخل اللبناني، لان غياب تنفيذ الاصلاحات وليس فقط اقرارها، يعني فعليا لا مساعدات خارجية عبر القروض ولا من يحزنون.
ولعل ما قاله وفد صندوق النقد الدولي اما م المعنيين الاسبوع الفائت يلخص دقة الوضع:
فالوفد قال: فقدتم ترف الوقت، وكل يوم تأخير من دون اصلاحات يعني تزايد الازمة، والانهيار المالي والاقتصادي وحتى البنيوي على مستوى الدولة، فهل من يوقف تداعيات شلل الحكومة، لا سيما ان لا نية للدعوة ال عقد اي جلسة لمجلس الوزراء في الوقت الحالي منعا لتفجير الحكومة وجر البلاد الى اشكال اكبر من قدرته على التحمل، في وقت يدفع المواطن ثمن النزاعات المتنقلة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
"عم بيشيعوا واحد.. راح تلاتة".. تلك العبارة الشهيرة من فيلم أميركي طويل لزياد الرحباني مرت اليوم من مخيم برج الشمالي صور.. لكن بتعديل الرقم الذي ارتفع إلى أربعة فيما نجا نائب حزب الله حسن عز الدين من الرصاص أثناء مشاركته في مراسم التشييع وبعدما تردد أن الإشكال وقع بداية بين حركتي حماس وفتح في المخيم والاتهام المباشر الذي وجهته حماس.. أفيد لاحقا بأن مجهولين أطلقوا النار على مقربة من الجبانة حيث كان يجري الاستعداد لتشييع المهندس حمزة إبراهيم شاهين، وأن فتح سلمت المتهم إلى الجيش.
وفي المخيم الكبير للاجئين اللبنانيين فإن إطلاق الرصاص السياسي لا يشهد على تهدئة.. وبموجبه فإن منع التجول الحكومي ظلّ ساري المفعول، والتعطيل سيد الأحكام، والبطاقة التمويلية لا تزال بلا تمويل أما الإصلاحات.. فلا داعي للهلع حيالها لأن المسؤولين اللبنانيين سيأخذون قسطا مستجدا ومتحورا من سلالة "البهدلة" التي سيتكفل بها الموفد الفرنسي بيار دوكان في زيارته إلى بيروت غدا يجول دوكان على خطوط الفراغ حيث مجلس الوزراء في إجازة إلى العام المقبل.
وبين كل هذه الفراغات تغرق البلاد بين أمواج الميثاقية وهجرة الأدمغة ليبقى الحكم في لبنان بلا دماغ وربما الإشارة الأبرز لمرحلة فقدان الذاكرة وعوارض ارتجاج الدماغ السياسي وثقها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، فقبل أيام أرسل رئيس الجمهورية عون كتابا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء يتمنى فيه تزويده بمحاضر الاجتماعات مع وفد الصندوق منذ تاريخ بدء المفاوضات وحتى الآن، مستندا إلى المادة الثانية والخمسين من الدستور.
الرد من سعادة الشامي رئيس لجنة التفاوض مع صندوق النقد جاء عبر شاشة OTV ضمانة أن يصل الكلام من المنتج إلى المستهلك مباشرة فهو أعلن أنه التقى الرئيس عون مرتين اثنتين وإذا كان هناك من سوء تفاهم فأنا مستعد للمعالجة سريعا ولزيارته كل أسبوع مرة لإطلاعه على التفاصيل وفي حصيلة هذا الرد.. أن رئيس الجمهورية يشتكي عدم إطلاعه على التفاوض.. والرئيس المفاوض يؤكد أنه زاره مرتين.. فمن عليه هنا أن يعيد "إنعاش الذاكرة " قبل أن يلجأ إلى أحكام الدستور؟ وفي أي حال فإن الدستور أيضا في إجازة بكامل موادّه وأحكامه يتولاها السياسيون كل بحسب مندرجاته.. فالثنائي يختصّ بتعطيل القضاء والحكومة ويرهن المسارين معا.
ويتوسع حزب الله في معاركه الداخلية التي لم تعد محصورة بعزل القاضي طارق البيطار، بل امتدت إلى قبع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتوجيه الإسناد الناري على السفارة الأميركية وعلى الرغم من ذلك فإن الحزب مع تفعيل عمل الحكومة ويشدد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها كيف ستنجح الحكومة وهي ركام.. وممنوع انعقادها؟ هذا سرّ من أسرار الدولة وفي انتقاده لنهج الحزب داخليا وخارجيا قال رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط اليوم الكلام الذي تريد أن تسمعه السعودية وعلى صفحات سعودية، فرأى أن إيران من خلال حزب الله وحلفائها في الداخل، أخذوا لبنان إلى غير موقعه الطبيعي أما الموقف اللافت فحمله تصريح اللواء عباس ابراهيم لصحيفة الشرق القطرية قائلا: "لا أعتقد أن حزب الله في الداخل هو المعضلة.. إن دور الحزب في الإقليم والمنطقة هو الذي يرتد سلبا على الواقع اللبناني.
وبلغت قمة التصعيد في المواقف مع رد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، متهما الحزب بأنه أصبح حالة تقسيمية وعليه أن يبحث عن "حلّ آخر" هي مرحلة "تحميل" مواقف.. وكل في اتجاه لكن تصريحات دول الخليج والتي تطلب من الدولة اللبنانية حصر السلاح في يدها وايجاد حل لسلاح حزب الله، فإنها بذلك قد تساعد على الحل بنفسها.. لكون هذه الدولة على صداقات واحلاف مع اميركا واسرائيل.. فاذهبوا وفاتحوهم بالمشكلة، وافرضوا انسحابا اسرائيليا من الارض اللبنانية التي تحتلها اسرائيل ولينزع الخط الازرق الذي استمر اكثر من عشرين عاما.. وعودوا الى الحدود الموثقة بتوقيع فرنسي بريطاني على زمن الانتداب فسلاح المقاومة هو من حرر الاراضي المحتلة عام الفين .. وإذا أردتم نزعه.. إنزعوا الاسباب اولا.. عندها تزول المشكلة ويطرح السلاح على طاولة التفاوض اما غير ذلك فإن الاعتداءات الاسرائيلية مستمرة على لبنان وخروقها تسجل يوميا.. ولا من يعترض على انتهاك السيادة.