هكذا الأخ عاطف، يغادرنا على عجل ودون سابق إنذار، خفيفاً لطيفاً وبهدوء وبالخطوة السريعة، في حياته كما رحيله لا يريد أن يزعج أحد، كان يسأل سؤالاً واحداً، عايز شي؟ ويلقى السلام ويمضي! مثلما فعل يوم الأربعاء الماضي، حضر الى المكتب عرف إني في اجتماع، فغادر على عجل دون أن أراه.
فكان الأخ والصديق ورفيق الدرب كما كان مع حبيبه وأخيه الرفيق سميح رزق (رحمه الله) كتفاً على كتف، في المهمات الصعبة، وهكذا كان وفياً للدرب، فهو ابن حارتي التي ولدنا فيها معاً، في مخيم نهر البارد، والذي ترعرع فيه مناضلاً متواضعاً صادقاً، ابن قرية سعسع الجليلية.
وخبرناه قائداً وطنياً محبوباً على مساحة مهماته الوطنية في مخيمات لبنان، وفي قيادة إقليم "فتح" ويلعب دوراً ريادياً في إدارة لجنة متابعة إعادة اعمار مخيم نهر البارد، منذ تأسيسها وبتفاصيلها ويومياتها، حاملاً هموم وشكاوى الناس ويقترح حلول لمعالجتها، يريد أن يثبت للعالم أن الدنيا ما زالت بخير، وان نبذل أقصى ما بجهدنا في سبيل النجاح ومساعدة الآخرين، مثابراً يعمل بصمت وبدون ادعاء، كان همّه الدائم و الكبير توطيد العلاقات بين الجميع في سبيل المصلحة الوطنية،و تحقيق الانجاز، والتقدم.
كان فلسطينياً بامتياز متمسكاً بالروح الوطنية الوحدوية الجامعة وبالتضامن الأخوي والتعاضد والتلاحم لاستكمال الاعمار وحماية كرامتنا ومخيماتنا. ما يجعل خسارتنا فيه كبيرة يعوضها إخوته الذين يحملون مبادئه ويسيرون على دربه، على طريق الحرية والنضال والعودة ..
السلام والحب والخلود لروحك يا أبا مصطفى
والعزاء للعائلة والأبناء والإخوة ورفاق دربه وأصدقائه وسائر الأحبة